“الشراب” حرام في مراكش وحلال في البيضاء

تناقض قرارات ولاة الداخلية في فتح الحانات ليلة الاحتفال بالسنة الهجرية احتفل ولاة وزارة الداخلية، مساء أول أمس (الاثنين)، بالسنة الهجرية الجديدة بعقد اجتماع عاصف انتهى بصدور قرارات تحمل عنوان «كلها يلغي بلغاه»، فوزارة الداخلية فتحت الباب لاجتهاداتهم وتقديراتهم لإدارة شؤون العباد، وفق هواهم. يؤمن المسؤولون الترابيون بالمقولة الشهيرة «اتفق الولاة على ألا يتفقوا»، وقضية المشروبات الكحولية من القضايا الخلافية التي يسمح للولاة بالإفتاء فيها، ولا بأس، إطلاقا، أن «يشرق» أحدهم أو «يغرب» حين يصدر قرارا بمنعها أو إباحة استهلاكها، فالسلطة التقديرية لولاة الجهات تمنحهم الحرية بعد أن يستفتوا قلوبهم، فقلب الوالي المؤمن، مثلا، سيمنع الحانات والملاهي الليلية من بيع النبيذ، ويمنح «السكايرية» فترة نقاهة ليلة السنة الهجرية الجديدة، أما والي جهة ما، الذي يفكر في الاقتصاد والمداخيل المالية، فسيتغاضى عن بيع قنينات الجعة والمشروبات الكحولية. لو اختزل زائر ما المسافات بين المدن الكبرى، ليلة أول أمس (الاثنين)، لاكتشف تناقضات هائلة في قرارات ولاة وزارة الداخلية، ففي مراكش (المدينة السياحية) التي يحلو فيها للأجانب السهر منع واليها قاسي لحلو، الوافد الجديد من الداخلية، بيع الخمور بالحانات لمدة 24 ساعة، أما في الصويرة، التي يقطنها الأجانب، فوصلت مدة المنع إلى 48 ساعة. والخطوة نفسها اتخذها واليا طنجة والرباط، وتركا «الشاربين» يضربون أخماسا في أسداس بحثا عن «الكاس». أما في البيضاء، فقد طبق واليها حكمة «عين ما شافت وقلب ما وجع» وظل «الشاربون» يحتسون الخمر بالحانات إلى أن توقفت شهرزاد عن «الشرب» المباح، بل إن عاملا على عمالة بضواحي البيضاء ظل يرفض منح رخصة بيع الخمور لأحد الفنادق، رغم أنها استوفت كل الشروط القانونية، وعلل قرار الرفض بشكايات مواطنين ثبت أنها «وهمية». شرح أحد الساخرين قرارات ولاة وزارة الداخلية المتناقضة ببساطة شديدة فـ «مرسوم 1967 الذي يقنن عملية بيع المشروبات الكحولية بالمغرب يشترط الحصول على رخصة خاصة لكل من يرغب بذلك، ويمنع على التجار بيعها إلى المغاربة المسلمين، ويضع عقوبات حبسية لكل من خالف ذلك تصل إلى ستة أشهر»، ووالي جهة مراكش السياحية يؤكد، بقرار المنع، أن كل سكانها مسلمون، أما البيضاويون فكلهم أجانب ويسمح لهم بشرب النبيذ والاحتفال بالسنة الهجرية في المراقص. وتهكم المتحدث نفسه بلغة الواثق من نفسه واعتبر أن تناقض قرارات الولاة مقصود، ويهدف إلى تشجيع السياحة في البيضاء، فطيلة أمس (الثلاثاء)، قصد آلاف المدمنين على النبيذ العاصمة الاقتصادية من أجل الاستفادة من رخصة والي المدينة. وحسب الواثق من كلامه، فإن الولاة يطبقون، حرفيا، التعليمات التي تدعوهم إلى اللامركزية واللاتمركز، وسارعوا، ليلة الاحتفال بالسنة الهجرية، إلى تجسيدها على أرض الواقع في انتظار قرارات جديدة، ربما تجعل وزارة الداخلية نفسها تتبرأ من ولاتها الأشاوس، تطبيقا لمقولة «حكام لبيرو لي بغا شي يديرو». خالد العطاوي

“الشراب” حرام في مراكش وحلال في البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

نصاب يوهم ضحاياه بالهجرة إلى الإمارات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات