مذكرات “رجل سلطة بالإذاعة” … إرغام بلخياط على العودة من رحلة دعوية

مذكرات "رجل سلطة بالإذاعة" 9 أفرج عبد الرحمن عشور مدير الإذاعة الوطنية سابقا والإطار بوزارة الداخلية، أخيرا، عن مذكراته التي اختار لها عنوان "رجل سلطة بالإذاعة" صدرت ضمن كتاب يشكل سفرا في ذاكرة رجل عايش مخاضات تجربة الجمع بين قطاعي الداخلية والإعلام في لحظة مفصلية من تاريخ المغرب أسالت الكثير من المداد، ولم تنجل ملابساتها وتفاصيل خلفياتها بعد. لأول مرة يتحدث عشور بكل جرأة عن تجربة أزيد من سبع عشرة سنة، وبعض خبايا العمل الإذاعي، كما يرفع الستار عن إكراهات مسؤولية تدبير مؤسسة إعلامية من حجم الإذاعة الوطنية، في عهد إدريس البصري والملك الحسن الثاني والبدايات الأولى لحكم الملك محمد السادس. في هذه الحلقات تختار لكم "الصباح"، بعد استئذان المؤلف، بعضا من أقوى مقاطع الكتاب، الذي يعد وثيقة تتضمن تفاصيل غير مسبوقة، لا يمكن الاطلاع عليها، إلا من خلال الإبحار في متن الكتاب كاملا. حين قال له عشور "سيدنا غضبان عليك حيت وليتي خميني" من الحكايات التي وجد عبد الرحمن عشور نفسه في قلب تفاصيلها من حيث لا يدري، قصة اعتزال المطرب عبد الهادي بلخياط وانضمامه إلى إحدى الجماعات الدعوية. خبر الاعتزال تناولته بعض الجرائد الوطنية نهاية الثمانينات، ومفاده أن عبد الهادي بلخياط اعتزل الغناء وسافر إلى إحدى الدول الإسلامية الآسيوية، بل وأصبح مؤذنا في بعض مساجد باكستان وأفغانستان. ويحكي عشور أنه تلقى تعليمات صارمة من أجل ربط الاتصال ببلخياط وإقناعه بالعودة إلى المغرب، ففهم حينها أن الدوائر العليا غير راضية عن الخطوة التي قام بها عليها المطرب، وكان هناك تخوف من أن يتم استغلال اسمه في الصراع الدائر آنذاك بين المغرب وإيران "الخمينية"، وهو ما جعل التعليمات تصب في اتجاه استفسار مدير الإذاعة عن سر صمت الجهاز، الذي يشرف عليه عن الموضوع وعدم التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها. اتصل عشور، كما يحكي، ببعض الفنانين من معارف وأصدقاء المطرب المعتزل، ليعرف حقيقة الموضوع، فعلم أنه غادر في اتجاه بعض الدول الإسلامية الآسيوية، وأنه انخرط في جماعة "الدعوة والتبليغ". في اليوم الموالي ستخبر عائلة بلخياط عشور أن المطرب موجود بالعاصمة الهندية نيودلهي، فاتصل بسفارة المغرب في الهند، ولم يكن بها سفير بل قائم بأعمال السفارة فقط، بحكم أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لم تكن على ما يرام، بسبب موقف الهند من قضية الوحدة الترابية. المهم أن عشور تمكن عن طريق الدبلوماسي المغربي من الاتصال هاتفيا بعبد الهادي بلخياط، فقال له عشور "السي عبد الهادي واش فخبارك باللي سيدنا غضبان عليك حيت رجعتي خميني؟" موضحا له أن اعتزاله في هذا الوقت بالذات، قد تكون له انعكاسات سياسية خطيرة، وأن أعداء المغرب سارعوا إلى استغلال قراره هذا في حملاتهم الدعائية، ولم يكن بلخياط يقاطع عشور سوى بعبارات الحوقلة والحسبلة، وهو ما جعل مدير الإذاعة يفهم أن المطرب المعتزل لم يكن يتحدث بكامل حريته. بعد ذلك أدرك عشور من خلال الدبلوماسي المغربي أن بلخياط فعلا كان محاطا، لحظة حديثه التلفزيوني، بمجموعة من الدعاة منهم الإذاعي السابق سعيد الزياني، وأنه سيعاود الاتصال به مجددا، وهو ما تم في اليوم الموالي، إذ تحدثا بكل حرية فأخبر بلخياط محدثه أنه ينوي القيام بعمرة وطلب منه تسهيل مأمورية التحاق زوجته به، وهو ما تم لتكون العودة إلى المغرب بعد أيام. لم تقتصر المهمة آنذاك على عودة بلخياط إذ رغم أن عشور قام بما يجب أن يقوم به، إلا أن السلطات في تلك الفترة أكملت الشوط إلى آخره بإظهار عبد الهادي بلخياط في إحدى السهرات العمومية، وهو ما تم فعلا إذ تزامنت عودة المطرب المعتزل مع استعدادات أسرة الأمن الوطني للاحتفال بذكرى تأسيسها، فشارك بلخياط في الحفل الذي أقامته المديرية العامة للأمن الوطني واستهل وصلته الغنائية ليلتها بالأغنية الدينية "يا قاطعين الجبال"، وهي من كلمات أحمد الطيب لعلج وألحان عبد القادر الراشدي. عزيز المجدوب

مذكرات “رجل سلطة بالإذاعة” … إرغام بلخياط على العودة من رحلة دعوية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مغربيات خالدات: تميمة بنت يوسف ... رجاحة العقل

إدارة مستشفى ابن رشد بالبيضاء ترد على فيديو الفرنسية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات