الرياضات البحرية تشكو التهميش

غياب الإمكانيات المالية وقلة الدعم المعنوي من أبرز المشاكل التي تؤرق الجمعيات لطالما عرفت المحمدية بأنها مهد الرياضيين الكبار والأبطال الدوليين، خاصة في مجال الرياضات البحرية، غير أنها فقدت وهجها خلال عشر سنوات الأخيرة، وفق شهادات العديد من الفاعلين الرياضيين بمدينة "الزهور"، مؤكدين أن الإهمال الذي تتخبط فيه بعض الرياضات المائية مرده غياب التأطير والدعم الكافيين لممارسيها، ما دفع فئة عريضة من الشباب إلى العزوف عنها. "أخويا مكاين لا تأطير لا والو، كانتدربو بوحدنا، مكاينش اللي يعاونا من غير شي غيورين على هاد الرياضة"، يتحدث محمد، شاب عشريني، يمارس رياضة ركوب الأمواج، المعروفة بـ "السورف"، عن الوضع العام لتلك الرياضة. ويضيف الشاب بحنق "بالله عليك كيف يمكن لممارسي رياضة ركوب الأمواج حصد الألقاب في ظل الإهمال الذي يلقاه الشباب؟. يجب على وزارة الشباب والرياضة أن تغير المقاربة التي تنهجها، إلى جانب السلطات المحلية التي تقوم بالتضييق على أصحابها بطريقة غير مباشرة، عن طريق قرارات المنع التي تتخذها". ضعف الدعم باتت الرياضات البحرية تشهد عزوفا نسبيا خلال السنوات الأخيرة، بعدما ظهرت عدة مشاكل في تنظيمها، من أبرزها رياضة "الجيت سكي" التي منعت في بعض المدن، بناء على اجتهادات عمالها، الأمر الذي ألحق الضرر بأصحابها. المعطى الذي عبر عنه محمد فرس، أحد الناشطين في رياضة "الجيت سكي" بالمحمدية بقوله، "قلة الإمكانيات المالية وانعدام الدعم المعنوي من قبل المسؤولين في الجامعة، وكذلك في صفوف السلطات المحلية، كلها عوامل أسهمت في التخبط الذي تعيشه الرياضات المائية". وأوضح فرس، في حديث مع "الصباح"، أن "المحمدية كانت ومازالت مدرسة في تكوين الشباب، لكن الواقع البئيس والمؤسف لبعض الرياضات البحرية في الوقت الحالي، أدى إلى وقوع انتكاسة حقيقية تهددها بالسكتة القلبية"، مبرزا أن أغلب المؤطرين هاجروا إلى الخليج وبعض الدول الإفريقية، التي أتاحت لهم الإمكانيات المادية والمعنوية للتدريب. لعنة الإهمال بدوره، استغرب أيمن علوي، أحد الشغوفين بالرياضات المائية، من غياب التأطير والدعم من قبل الوزارة الوصية، ما أدى إلى ضعف إقبال الشباب عليها، مضيفا أنه تجب مضاعفة الجهود من أجل توفير الأجواء المناسبة لممارسيها، مشددا على أن صغر حجم الميزانية التي تخصصها الجهات المسؤولة تسهم في استفحال المعضلة، لافتا الانتباه إلى أهمية تخصيص المزيد من العناية والاهتمام للرقي بتلك الرياضات النبيلة. وتعيش بعض الأقاليم على وقع احتقان غير مسبوق، بين السلطات والأندية الرياضية، بسبب منع رياضة "الجيت سكي" في شواطئها، تحت ذريعة تهديد أمن المصطافين، وأصدر عامل إقليم ابن سليمان قرارا في 31 مارس 2015، مازال ساريا إلى حدود الساعة، إذ عزاه إلى وجود ملتمسات من السكان وفعاليات المجتمع المدني بشاطئ بوزنيقة وزوار الشاطئ، لذلك تدخل قصد الحفاظ على صحة وسلامة مرتادي الشاطئ، إضافة إلى ضمان نقاوة مياهه ورماله من مخلفات عوادم المحركات المائية النارية. استـغـاثـة في المقابل، نبهت جمعيات منضوية تحت لواء الجامعة المغربية للمحركات المائية النارية، إلى ما أسمته "خطر الاندثار" الذي يتهدد هذه الرياضة، مستغربة من عدم إصدارها أي بلاغ للتنديد بقرار منع "الجيت سكي" في كل من ابن سليمان والمحمدية، داعية المسؤولين في الجامعة إلى اتخاذ تدابير استعجالية لرفع المنع. والتقت "الصباح" ببعض الجمعيات النشيطة في رياضة "الجيت سكي"، فوجدت أنها حانقة على وضعها الحالي، من قبيل نادي تلال المنصورية للدراجات المائية النارية، إذ استغرب أعضاؤه من القرار المذكور، مستدلين بالدورية المشتركة رقم 5991، الصادرة بتاريخ 23 غشت 2013، والقاضية بتظيم الرياضات المائية دون منعها، ومؤكدين أن المنخرطين في تلك الجمعيات مهددون بالتشرد.

الرياضات البحرية تشكو التهميش

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النساء أكثر ضحايا السيلوليت

أخبار الحوادث

مقالات ذات صلة