دخلت الودادية الحسنية للقضاة على الخط في حالة الشنآن بين القضاة والمحامين التي طفت على سطح الأحداث، أخيرا، وما تلاها من ردود فعل من الطرفين معا، وأدانت ما اعتبرته سلوكا غير مسؤول صادر في حق القضاة سواء في تاونات أو آسفي.

وفي هذا الصدد، أكد عبد الحق العياسي، رئيس الودادية الحسنية للقضاة، أن علاقة بين القضاة والمحامين تميزت عبر التاريخ بالاحترام المتبادل من الجانبين، ولم يسبق لها أن شهدت حالة شنآن، كما هي عليه اليوم خاصة، أن الأمر يتعلق باثنين من مكونات العدالة يفترض فيهما التكامل في ما بينهما.

واستغرب العياسي ما بدر من قبل المحامين في حق قاضي تاونات والهيأة القضائية بآسفي، بمناسبة  قيامهم بعملهم، وهو ما يفترض أن يكون محط احترام، وإذ لم ترق للمحامين تلك الأحكام، فما عليهم سوى الطعن فيها بعيدا عن أي مزايدات.

وأكد رئيس الودادية في تصريح ل”الصباح” أن الإهانة التي تمت لم تكن موجهة إلى القاضي وحده، بل للجسم القضائي برمته، والذي لا يقبل ذلك ، لما تحمله من ضرب للاستقلالية، كما يعد مسا بحرمة الجهاز القضائي، على اعتبار أن إصدار “اتهامات غوغائية” في حق هيأة قضائية بالفساد على إصدارها حكما في محله، شيء غير مقبول، ولا يمكن السكوت عنه.

وأدانت الودادية الحسنية للقضاة في بيان لها ما اعتبرته سلوكا لامسؤولا صدر عن أحد المحامين في حق قاض بتاونات، وبالنظر إلى أن  الحدث يشكل ضربا لمبدأ استقلال السلطة القضائية، وتهديدا لمبدأ التضامن والتآخي المتراكم عبر السنين بين القضاة والمحامين.

وأعلنت الودادية تضامنها المطلق مع أحمد المنصوري، القاضي بابتدائية تاونات، موضوع الإهانة، وإدانتها للسلوك المشين الصادر عن أحد المحامين تجاه القاضي، ورفضها المطلق لأي مساس باستقلال القاضي واستقلال السلطة القضائية، إثر الأحداث غير المسؤولة تجاه الهيأة القضائية بآسفي.

ولم يفت البيان التأكيد على عزم الودادية عقد اجتماع طارئ للمجلس الوطني قصد تحديد الإجراءات اللازم اتخاذها في هذه النازلة، دفاعا عن كرامة القاضي والقضاة، وفي الوقت نفسه لم تخف الودادية أملها في أن يكون هذا الحادث مجرد حالة استثنائية شاذة، على اعتبار أن القضاة والمحامين كانوا ومازالوا لحمة واحدة تستوجب سعي الجميع إلى إحقاق الحق وإنصاف المظلوم.

كريمة مصلي