توقف مشاريع التنمية ببنسركاو وأنزا وتيكيوين

مؤشرات التنمية البشرية تدحرجت إلى درجات سفلى أحدثت كل من جماعة بنسركاو وأنزا وتيكيون سنة 1992، وتم تجميع هذه الأقطاب الثلاثة وضمها إلى بلدية أكادير سنة 2003 ضمن مقاربة جديدة. وأخضعت وزارة الداخلية الوحدات الترابية المحيطة ببلدية أكادير إلى عملية جراحية للحمها معها، ما جعل منها حالة شاذة، فلا هي خضعت لمقومات مجلس المدينة، على غرار باقي المجالس، ولا هي بقيت وحدة مستقلة تسير نفسها بنفسها.مرت الآن تسع سنوات على تجميع الجماعات الأربع في واحدة، ماذا تحقق؟ من استفاد من التجميع القيصري، البلديات الهامشية أم المركز؟ ماذا تحقق من إنجازات خلال تسع سنوات؟ ما هي الإخفاقات والإكراهات التي اصطدم بها تدبير شؤون وحدة المدينة؟ لتسليط الضوء على نتائج هذه المقاربة، تم الاتصال برؤساء الجماعات السابقة، منهم من وافق على الإدلاء بوجهة نظره، وأقفل هاتفه على مدى ثلاثة أيام، كما فعل رئيس بنسركاو السابق ورئيس أنزا، ومنهم من ظل هاتفه يرن دون جواب، كما هو حال رئيس بلدية تيكوين السابق، فيما لم يرد طارق القباج الرئيس الحالي لبلدية أكادير على هاتف “الصباح”، وتم اللجوء إلى نائبه الأول شكري اسماعيل ومستشارين جماعيين سايروا تدبير شؤون الجماعات قبل وبعد تجميعها. وفي هذا الصدد، عبر محمد بكيري الذي ساهم في تدبير شؤون بلدية بنسركاو، ودبر ضمن الأغلبية للولاية السابقة شؤون بلدية أكادير عن أسفه، لأن ما هو موجود اليوم من إنجازات بحي بنسركاو إما تحقق في الفترة السابقة، أو تمت برمجته في العهد السابق. وقال إن بنسركاو لم يكن تحتاج إلى أكادير، بل العكس، لأنه كان ينافسها على جميع المستويات الترابية والمالية، فمنذ أن أحدثت الجماعة الحضرية لبنسركاو سنة 1992 إلى سنة 2003 أظهرت التجربة أن موازنة مواردها المالية كانت كافية لتسيير شؤونها وتنميتها، غير أن مؤشرات تنميتها تعطلت منذ سنة 2003 بعد ضمها إلى أكادير.ويشهد سكان بنسركاو، حسب بكيري، أنه منذ أن أدمجت البلدية في أكادير لم تعرف أي تغييرات أو إضافات، كل ما تم إنجازه خلال عشر سنوات من تأسيسها، إعادة تهييء وتأهيل البنيات التحتية والخدمات، مثل الربط بشبكة الماء الصالح للشرب أو الإنارة أو قنوات صرف المياه العادمة. وكانت الجماعة أبرمت اتفاقية بين الوكالة المستقلة متعددة الخدمات لاستفادة السكان بثمن رمزي من الربط بشبكة الماء وفق مقاربة اجتماعية، لكن بعد ضم بنسركاو إلى أكادير، تعطلت الاتفاقية، وخضع السكان إلى ما هو معمول به ببلدية أكادير، ما صعب على السكان عملية الربط إن على المستوى المالي أو الإداري، فالمرافق الرياضية كانت موجودة والساحات العمومية كذلك والمؤسسات العمومية أيضا وفضاءات الأطفال والمرافق الصحية، بل كنا نشتغل على توسيع وتجويد هذه المرافق. وأوضح أن بنسركاو كانت ستستفيد أكثر لو ظلت مستقلة، فجميع المؤسسات التعليمية كانت موجودة، ولم يتم إضافة أي مؤسسة ببنسركاو. وأضاف أن ما حصل بعد الضم، هو مجرد إبعاد الإدارة عن المواطنين، وليس تقريبها طبقا للشعار المرفوع من قبل السلطات، إذ يضطر سكان حي أغروض إلى التنقل إلى إدارات تم إبعادها إلى حي صونابا، فعندما كنت ضمن فريق التسيير ببلدية أكادير خلال الولاية السابقة، يقول بكيري، كنت أنادي بإنصاف أحياء أكادير، واستفادتها على الأقل من حصة المداخيل التي كانت تتوفر عليها وضخها ضمن برامج خاصة بها، تنفيذا لمبدأ وحدة المدينة العمراني والخدماتي وتجويد حياة سكان الجماعة الحضرية. خلاصة القول إن ما تحقق خلال عشر سنوات منذ إنشاء بلدية بنسركاو لم يتحقق منه خلال العشر سنوات الأخيرة بعد عملية الضم، ولو نسبة 5 في المائة منه، إذ بقيت مؤشرات التنمية البشرية ثابتة، بل ربما تدحرجت إلى درجات سفلى. ولهذا يحس السكان، يقول بكيري، بالغصة عندما يسمعون أنهم أصبحوا مجرد حي من أحياء أكادير، بعدما كانت لهم مدينتهم، وعرفت خلال فترة التجميع التهميش المتعمد أو غير المقصود.من جهته، يقر بوجمعة ميري، الذي ساير تجربة الجماعات المحلية مدة 15 سنة بالجماعتين، إذ كان عضوا سابقا ببلدية أنزا ومستشارا حاليا بالجماعة الحضرية لأكادير، بأنه من حيث المبدأ، تجميع البلديات هو تنمية المدن المحيطة بمركز أكادير، باعتبار ضعف الميزانية، أي فائض لا يمكن من إحداث مشاريع مهمة لهذه الجماعات، غير أن المشكل، يقول ميري، يرتبط بطريقة التدبير وليس في وحدة المدينة كمفهوم، والدليل على ذلك، أن الخدمات اليومية كالحصول على الوثائق الإدارية التي تنجزها الجماعة أصبحت مفقودة بهذه الجماعات ومنها أنزا، إذ أصبحت تدبر في المركز، وهو ما يشكل ضربا لسياسة القرب، باعتبار جميع المصالح صارت ممركزة ببلدية أكادير. وأوضح أن مدينة أنزا لم تعرف أي مشاريع تنموية، وكل ما هو موجود أنجز قبل ضمها إلى أكادير، باستثناء برنامج إعادة الإيواء دور الصفيح، المتعلق بمشاريع الدولة بجميع أنحاء المملكة.ونبه إلى غياب التواصل مع منتخبي المدن التي أصبحت مجرد أحياء بالرئاسة وبالمجلس الذي تصرف مجموع ميزانيته بأكادير المركز. وقال إن جميع برامج المشاريع المهيكلة للمدينة التي حظيت بدعم من الميزانية العامة للدولة، تم ضخها بأكادير المركز وتهميش ما أصبح يسمى أحياء المدينة الهامشية (أنزا بنسركاو تيكوين)، وكذا الأحياء الخارجة عن المنطقة السياحية كسفوح الجبال. تبخرت المشاريع منذ ضم بلدية أنزا إلى أكادير، وتراجعت الأنشطة الثقافية والشبابية بالمدينة بشكل مهول وغابت مساهمة البلدية في تنمية جمعيات الأحياء ودعمها ماديا ومعنويا. محمد إبراهمي (أكادير)

توقف مشاريع التنمية ببنسركاو وأنزا وتيكيوين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مشاهد سخط واحتجاج داخل مقاطعات البيضاء

نسـاء حكـومة بنكيـران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات