״المغرب كما تراه يزة جينيني״... حفل فني لأشهر مخرجة للأفلام الوثائقية لم تتخل يزة جينيني عن ابتسامتها، وظلت، الاثنين الماضي، تبتسم حين تستقبل ضيوفها بفضاء سينما "ريتز" بالبيضاء، وتعانق الأصدقاء وتصافح المعجبين بفنها الجميل، ولا تمانع في التقاط صور فوتوغرافية للذكرى. ينبض قلب يزة جينيني بحب المغرب، فهي اليهودية المغربية التي تؤمن بحب الوطن، مهما تعددت الأديان أو اختلفت المعتقدات، وطيلة مسارها الطويل لم يخفق قلبها عشقا، إلا للمغرب، فقد ازدادت بدروب البيضاء في 1942، وحين بلغت سن 17 توجهت إلى باريس، وهناك، كما تحكي سيرتها، درست بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية، ثم سحرها الفن السابع، فتخصصت في الأفلام الوثائقية، حتى أصبحت فنانة لامعة تحتوي خزانتها على أهم الأفلام الوثائقية. جلست يزة في قلب فضاء في سينما "ريتز" تنتظر انطلاق حفل أسبوع تكريم أفلامها الوثائقية، إذ حرص فنانون كبار ومسؤولون على الحضور لمعاينة تجربتها ومشاهدة أفلامها الوثائقية عن المغرب، فعشاق فنها كثيرون، حتى أن الطالبة وفاء جواهري أنجزت بحث نهاية دراستها عن تجربتها الفنية، خاصة إنتاج الفيلم الطويل "الحال" في 1981 من إخراج أحمد المعنوني الذي وثق ظاهرة ناس الغيوان، ثم إخراج أفلام وثائقية حول تنوع الموسيقى بالمغرب. وقالت الطالبة وفاء جواهري ل"الصباح" إن يزة منحتها القوة لإنتاج بحثها، فقد صادف أن أشرفت على ورشة تكوينية بالمعهد الذي تدرس فيه مدة ثلاثة أيام، فألهمتها بإنجاز بحث نهاية السنة عن أفلامها، فشاهدتها، ثم قررت أن تُبحر في عالم يزة الفني. لا يخفي نجيب صنهاجي، رئيس جمعية الأنوار للثقافة والفنون، المنظمة لحفل تكريم أفلام "يزة جينيني" أن اختيار تكريم الفنانة ليس اعتباطا، ففكرة تأسيس الجمعية انبثقت من إعادة بعث الحياة الثقافية بمركز البيضاء باقتراح من مالك القاعات السينمائية "ريتز" و" أ بي سي" و"الريف" خاصة أن هذه القاعات السينمائية تمنح فضاء مميزا للقاء الفنانين والمثقفين، مشيرا إلى أن أهداف الجمعية الاحتفاء بالسينما والمسرح وتنظيم حفلات توقيع الكتب، ورغم أن الجمعية حديثة التأسيس، إلا أنها تمكنت من خلق إشعاع ثقافي بفضاءات سينمائية، إذ سبق لها عرض مسرحية "ديالي" للمخرجة نعيمة زيطان، إضافة إلى أنشطة كثيرة صالحت الجمهور مع فضاءات العرض. وبخصوص اختيار أفلام يزة قال نجيب:" إنها صديقة مقربة منذ حوالي 40 سنة حين التقيت بها بأصيلا، كنت مديرا لمهرجان المدينة، واستمرت علاقتنا الوطيدة وساعدتها في إنجاز بعض أفلامها الوثائقية التي تتعلق بموسيقى "كناوة" و"الدقة المراكشية"... يتشبث صنهاجي بدعم الفنون الجادة، وأفلام يزة تحمل رسائل عديدة، فهي حريصة على إبراز خصوصية المغرب في التعايش عن طريق الثقافة والموسيقى المغربية، وهو ما دفع جمعية أنوار للثقافة والفنون إلى تنظيم حفل تكريم لها تحت شعار: "أسبوع مع يزة: المغرب كما تراه يزة جنيني". خالد العطاوي تعليق صورة