مطاردات يومية للمهاجرين الأفارقة بوجدة

تقرير شبكة جهوية لهجرة العبور يؤكد وضعيتهم الكارثية وتعنيفهم أثناء عمليات الترحيل «هجومات، وتنكيل، وإحراق للخيام، وإتلاف للأواني، وتهجير قسري، وترحيل إلى الحدود الجزائرية، والعودة من جديد إلى الغابة»، ملخص القصة التي يحكيها أحد الأفارقة الذي يعاني «عضة» كلب في البطن بغابة سيدي امعافة بوجدة، حسب ما أوردته الشبكة الجهوية لهجرة العبور في تقريرها الحقوقي حول الحملات التمشيطية والمداهمات والتدخلات العنيفة لعناصر القوات العمومية بغابات مدينة وجدة، خلال عمليات إلقاء القبض على المهاجرين الأفارقة المتحدرين من دول جنوب الصحراء الذين يصلون عبر أفواج كبيرة إلى عاصمة الجهة الشرقية خلال الفترة الأخيرة. وأشار التقرير الذي توصلت «الصباح» بنسخة منه، إلى رصد ترهيب وتعنيف للمهاجرين الأفارقة خلال عمليات ترحيلهم، وأن الأمور ازدادت حدة في متم شهر دجنبر الماضي وبداية شهر يناير من السنة الجارية، مبرزا أن ترحيل المهاجرين الأفارقة يتم في ظروف أقل ما يمكن القول عنها إنها تنعدم فيها شروط المعاملة الإنسانية والكرامة وحقوق الإنسان.ولم تكن الزيارة التي قام بها أعضاء الشبكة الجهوية لهجرة العبور لتتبع أوضاع المهاجرين الأفارقة بوجدة، عادية أو تدخل في إطار الزيارات والتفقدات الروتينية التي تقوم بها الإطارات المهتمة بحقوق الإنسان، فخلال شهر يناير الماضي كانت كاميرات عديدة توجه عدساتها للأفارقة المقيمين بغابات وأماكن مختلفة من عاصمة الجهة الشرقية، خصوصا أمام ما تم نشره حول مرض فقدان المناعة المكتسبة لدى المهاجرين الأفارقة المقيمين بالمغرب، زيادة عن تحرك القوات العمومية بمناطق مغربية مختلفة في إطار شن حملات تمشيطية تستهدف المهاجرين الأفارقة بغرض إيقافهم وترحيلهم في ظروف يقول عنها مصدر حقوقي بأنها «لا تخضع لضوابط قانونية، إذ يتم تحويلهم في ظروف لا إنسانية إلى مشارف الحدود المغربية الجزائرية ليواجهوا مصيرهم المجهول أمام حرس الحدود الجزائري».وأكد عز الدين عماري، عضو الشبكة الجهوية لهجرة العبور، بأنه «على مدار السنة يتم التعامل مع ملف هجرة الأفارقة بشكل متواتر وبطريقة عادية، ولكن ابتداء من 23 دجنبر الماضي، تغيرت الأمور وأضحى تدخل القوات العمومية يتم بشكل يومي مع تدمير كل شيء إلى أن وصل الأمر إلى تكسير أضلع المهاجرين و تعنيف النساء، ما يتسبب في جروح وكسور، فضلا عن الأمراض التي تتسبب فيها قساوة الطبيعة والإقامة بالغابة».وحاول المشتغلون على الملف بالشبكة، خلال إعداد تقريرهم، جمع شهادات العديد من المهاجرين الأفارقة، الذين تم الهجوم عليهم وترحيلهم وإتلاف مآويهم وعادوا من جديد لإعادة بناء خيامهم البلاستيكية التي لا تقيهم قساوة برد وجدة ولا تعفيهم من حر صيفها.جنسيات عديدة ومجموعات مختلفة من الأفارقة، اختلفت ظروف عيشهم ومعاناتهم، وأطفال صغار تجمعهم جامعة محمد الأول بوجدة التي مكثوا فيها ليس من أجل الدراسة وطلب العلم بل بسبب الخوف من هجومات عناصر القوة العمومية، وفي هذا الإطار يؤكد مهاجر إفريقي من نيجيريا، بأنهم يستيقظون باكرا في حدود الساعة الخامسة صباحا ليغادروا غابة سيدي امعافة في اتجاه الجامعة للاختباء فيها والعودة ليلا إلى مخيماتهم بالغابة.الجميع يتحدث عن الاعتداءات والهجوم والمعاناة وإتلاف الحاجيات ونهب الهواتف وكل شي له قيمة مالية، بالإضافة إلى الاغتصاب الذي تتعرض له الإفريقيات من طرف مجهولين، وتبقى وضعية المهاجرين الأفارقة بوجدة، كارثية، وإقامتهم بمحيط الجامعة والغابات تتم في ظرف لا إنسانية وتفتقد لأدنى شروط العيش مع الاعتماد على التسول ودعم الطلبة وسكان الأحياء المجاورة، بالإضافة إلى الشعور بالقلق الدائم والرعب المستمر من جراء المطارادات المتكررة لهم من طرف القوات العمومية والحذر الشديد من الصحافة واتهامها بأنها مسؤولة عن الكشف عن أماكن وجودهم. عزالدين لمريني (وجدة)

مطاردات يومية للمهاجرين الأفارقة بوجدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غياب البنيات التحتية وتدني الخدمات الاجتماعية في العونات

الهـيـبــة المـفـقـودة وعـطـش البـطش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات