رفض تموقع روسيا

3أسئلة إلى * محمد بنحمو < كيف تقرؤون التطورات المتسارعة في أزمة روسيا والغرب، بعد اتهامات تسميم العميل المزدوج بلندن؟ < إن توتر العلاقات الروسية الغربية أكثر من مجرد أزمة مرتبطة باتهامات لندن لموسكو بتسميم العميل المزدوج. فهناك خلافات عميقة بين الطرفين حول العديد من الملفات والقضايا، سواء في أوكرانيا أو سوريا أو دور موسكو في أزمة الشرق الأوسط، وعلاقاتها مع بلدان تعادي الغرب بشكل واضح. والأكيد أن روسيا تسعى اليوم إلى استعادة دورها ومكانتها باعتبارها فاعلا أساسيا في النظام العالمي الجديد، الذي يواجه صعوبة في التبلور على أرض الواقع، وهو ما يؤشر على أن الاستقرار والأمن في العديد من الملفات سيواجهان مأزقا في المستقبل القريب. وأؤكد أن الصراع بين الطرفين إستراتيجي، بالنسبة إلى روسيا، في حين لا ترغب الدول الغربية في أن تكون موسكو فاعلا أساسيا في النظام الجديد. < تزامنت أزمة الجاسوس مع اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية. كيف تنظر إلى مستقبل العلاقات بين البلدين، وآثارها على مسارات السلام في عدد من المناطق؟ < الأكيد أن الصراع الغربي الروسي ستكون له تداعيات في العديد من الملفات والقضايا، عبر العالم، ولا ننسى أن روسيا متهمة من قبل الغرب باللجوء إلى الحرب الإلكترونية، واستخدام بعض الوسائل للتدخل في انتخابات عدد من الدول، من بينها الولايات المتحدة. وأرى أن هناك صعوبات اليوم في بناء علاقات ثقة بين أمريكا والدول الغربية، إذ شعر المسؤولون الروس بنوع من الغبن وعدم الاعتراف بالدور الروسي المتزايد في الساحة الدولية، والموروث عن الاتحاد السوفياتي، إلا أنني لا أرى أن ما يحدث اليوم يمكن أن يرقى إلى درجة الحرب الباردة، وهو المفهوم الذي أخرج من سياقه التاريخي لوصف التوتر الحالي. إن المعطيات المتواترة اليوم، تؤكد فعلا وجود صراع قوي وعميق بين الطرفين، إلا أن روسيا ستلعب كل أوراقها في الشرق الأوسط والأزمة السورية ومنطقة جنوب شرق آسيا، لمواجهة التحالف الغربي. وسيحاول الغرب الإبقاء على العلاقات مع روسيا في هذا المستوى من التوتر، وهو صراع يخفي صراعات خفية غير معلنة مع أطراف أخرى، مثل الصين، التي يحاول الغرب تطوير علاقاته معها والحد من هيمنتها. < كيف تنظر إلى تداعيات الأزمة على الملفات السورية والشرق أوسطية، وآثارها الاقتصادية؟ < أعتبر أن التدخل الروسي في سوريا بعثر الكثير من الأوراق الغربية في المنطقة، واستغلت روسيا تعثر الغرب وتذبذب مواقفه وسياساته، وأيضا وضعية المنتظم الدولي المتدهورة، لتحط بكل ثقلها في العديد من المناطق، والتي من خلالها تحاول لعب دور الفاعل الرئيسي، وهو ما أثار رد فعل الغرب، والذي تحرك بكل الوسائل للتشويش على تنامي الدور الروسي، ودفع موسكو إلى ارتكاب أخطاء لاستغلالها في الحرب الغربية عليها. وتأكد هذا الأمر في أزمة الجاسوس، حيث سارعت الدول الغربية إلى لعب ورقة طرد الدبلوماسيين، وحشد الدعم الأكبر في هذه المواجهة التي انطلقت من بريطانيا، في محاولة لبناء حلف واسع ضد روسيا، وهي إشارات لطبيعة الأحلاف والخريطة العالمية الجديدة. أجرى الحوار: برحو بوزياني * رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية

رفض تموقع روسيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طبـول الحـرب فـي "بيجيـدي"

"تي جي في" يصدم "فوركونيت" بأصيلة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات