تزوير الأعمار يؤرقنا

مدرب منتخب الشباب قال إن "كاف" مطالبة بتغيير نظام التصفيات أكد مصطفى مديح، مدرب المنتخب الوطني للشباب لكرة القدم، أن تزوير الأعمار بإفريقيا مشكل يؤرق المسؤولين، إذ سبق لفوزي لقجع، رئيس الجامعة، أن أثار هذا الموضوع أمام أحمد أحمد، رئيس "كاف"، وأن المنتخبات الصغرى تعانيه كثيرا. وأضاف مديح، في حوار مع "الصباح"، أن "كاف" مطالبة بتغيير نظام التصفيات، لأن نظام الذهاب والإياب لا يخدم مصلحة اللاعبين الشباب، مشيرا إلى أن مسار التصفيات الإفريقية طويل، والكرة في مرمى المنتخب بعد أن وفرت الجامعة كل الإمكانيات. وفي ما يلي نص الحوار: ما هو انطباعك حول مواجهة موريتانيا في تصفيات أقل من 20 سنة؟ سبق أن واجهنا المنتخب الموريتاني في ثلاث مناسبات، اثنتان بالمغرب وواحدة بالسنغال، لكن كما يعلم الجميع فأن مستوى اللاعبين الشباب يتغير من فترة إلى أخرى، عكس منتخب الكبار الذي يحافظ فيه اللاعبون على مستواهم عادة. كما أن مباريات الشباب لا تتشابه، إضافة إلى أن قيمة اللاعب تتغير باستمرار من مباراة إلى أخرى، وأنا أتحدث هنا عن الجانب الفردي من أدائه بالمجموعة. وما يجب تأكيده أن المسار مازال طويلا أمامنا، إذ أننا مضطرون لخوض ثلاثة أدوار في التصفيات، قبل التأهل إلى مرحلة النهائيات، التي سنخوض فيها مجموعة من المباريات كذلك، لنضمن التأهل إلى نهائيات كأس العالم. ما هي المشاكل التي تواجهكم قبل مواجهة موريتانيا؟ المشكل الوحيد الذي يؤرقنا في هذا الدور، أنه لا يمكننا الاعتماد على اللاعبين المحترفين، ولهذا سنسعى إلى إجراء محاولات مع بعض الأندية الأوربية للسماح بمشاركة محترفيها المغاربة في التصفيات، بالنظر إلى العلاقة المتميزة التي تجمعنا مع بعض الأندية الأوربية، أبرزها اشبيلية الإسباني الذي يضم لاعبين جيدين، ويتعلق الأمر بمحمد البوزيدي وشرف التوالي. وفي حال عدم السماح لنا بالاستعانة ببعض المحترفين، سنعتمد على لاعبي البطولة الوطنية، لأنه كما تعلم أن 75 في المائة من المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة تتشكل من لاعبي البطولة الوطنية، دون أن نحرم المحترفين من المشاركة. هل حددتم برنامج الاستعدادات؟ سنخوض تجمعا ثانيا في الفترة بين 19 و22 من مارس الجاري بمشاركة المحليين فقط، ثم سنمنح اللاعبين راحة إلى أن نخوض التجمع الأخير قبل السفر إلى موريتانيا لخوض مباراة الذهاب. كم لاعبا محترفا ستحاول استدعاءه للتصفيات؟ هناك حوالي 15 لاعبا محترفا سنسعى إلى توجيه الدعوة إليهم، ينتمون إلى أندية تولوز وتروا واشبيلية ونومانسيا، وهناك لاعبون في ألمانيا أمثال بوقيوح، لكن من الصعب أن نستدعيهم كلهم، إذ سنحاول رفقة الإدارة التقنية الوطنية أن نوجه إليهم الدعوة، سيما أن جميع اللاعبين الذين سبق لهم المشاركة رفقة المنتخب الوطني في دوريات ومباريات إعدادية يستاؤون كلما أقصيناهم من أحد التجمعات، ويعاتبونني إذا لم أوجه إليهم الدعوة. وأتمنى أن تساعدنا الأندية الأوربية في الاستفادة من خدماتهم، وسيتعين علينا الاكتفاء بالمحليين، لأن أغلبهم يتوفر على إمكانيات جيدة، وبالإمكان أن يحملوا قميص المنتخب الوطني. كيف ستتعامل مع مشكل التصفيات خارج تاريخ الاتحاد الدولي؟ أولا وقبل كل شيء، يجب أن أشير إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص رئيسها فوزي لقجع، وبعده الإدارة التقنية الوطنية، أعطى أهمية كبيرة للفئات الصغرى، وحتى لا أستعمل لغة الخشب، الكرة بين أرجلنا، لا يجب أن نبحث عن الأعذار، وعلينا بلوغ الأدوار النهائية، وتحقيق نتائج إيجابية ترضي الشعب المغربي والمسؤولين على حد سواء، كما أن جميع الإمكانيات وفرت لنا من قبل الجامعة والإدارة التقنية الوطنية، وعلينا ألا نختبئ وراء مثل هذه الأمور، لأن كل شيء وضع رهن إشارتنا. وأعتقد أن دوري مدربا للمنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، يكمن في مسايرة مثل هذه المشاكل التي تواجهنا في التصفيات، وهذه القيود التي بإمكانها أن تكبل منتخبنا في تحقيق نتيجة إيجابية ترضي الجميع. ألا يعاني لاعبو المنتخب قلة الممارسة رفقة أنديتهم؟ هذا الموضوع تحدثنا عنه كثيرا مع الأندية، ويجب أن أؤكد أن الأندية التي تشتغل على الفئات الصغرى معدودة على رؤوس الأصابع، وعلى جميع الأندية أن تشتغل على هذا المشروع، من أجل النهوض بلاعبي الفئات الصغرى، لكن مشكل إشراكهم رفقة أنديتهم، يبقى رهينا بالمدرب والنتائج التي يحققها الفريق في البطولة الوطنية. أعتقد أن ضغط النتائج يفرض نفسه بقوة على المدربين، وهناك القليل من الأندية التي تشرك لاعبي منتخب الشباب في مباريات البطولة، وهذا يشرفنا كثيرا، مثل حاتم الوهابي، لاعب اتحاد طنجة، وأحيانا حسن بوعين، لاعب الرجاء الرياضي الذي يتم استدعاؤه في أكثر من مناسبة في الاحتياط، وكذلك الشأن بالنسبة إلى أمير الحداوي، الذي عادة ما يصعد إلى المدرجات في آخر لحظة. ويجب الإشارة إلى أنه من الصعب إشراك لاعبين شباب في البطولة، لكن ما ينبغي على الجميع أن يعرفه أن أي لاعب دولي مكانه محفوظ، إلا في حال ما إذا كان مصابا، كما أن بعض المدربين يتحججون بعدم مشاركة لاعب المنتخب في التداريب، وهذا أمر خاطئ لأن أغلب اللاعبين يشاركون في تدريبات المنتخب، وأثناء التحاقهم بأنديتهم يكونون جاهزين، ولا حاجة للتدرب مع الفريق. كما أن هناك مجموعة من اللاعبين الذين يخضعون لبرنامج دراسة ورياضة، ويبقون طيلة الأسبوع بالمركز الوطني لكرة القدم المعمورة، وجاهزون للعب رفقة أنديتهم، واليوم أتوفر على سبعة لاعبين في البرنامج سيرافقونني إلى الإمارات. لماذا لا تحقق المنتخبات الصغرى نتائج جيدة على المستوى القاري؟ أولا هناك أندية قليلة التي تشتغل، وهذا ليس عذرا، ولكن أسعى إلى تشخيص الوضع الذي تعانيه منتخبات الفئات الصغرى، لأن الأندية مطالبة بتوفير لاعبين بإمكانهم حمل قميص المنتخب الوطني، ثانيا، وأقولها بكل صدق، إن الكرة في مرمانا، علينا أن نبحث عن النتائج، لأن هناك دولا أخرى أقل من المغرب في الإمكانيات، لكنها تذهب بعيدا في الفئات الصغرى، ونلاحظ أن هذه الدول تعقد تجمعات كثيرة لمنتخباتها، كما أن العديد منها يأتي إلى المغرب لإجراء تجمعات إعدادية، ومن هذه المنتخبات التي تأتي إلى المغرب هناك مالي والسنغال ونيجيريا وكوت ديفوار وغانا. كما أن هذه المنتخبات التي ذكرت، تعقد تجمعات أسبوعيا من الثلاثاء إلى الخميس، على أساس تسريح لاعبيها إلى أنديتهم قصد المشاركة في منافسات البطولة الوطنية، وهناك بعض المنتخبات التي ليست لها بطولة في الفئات الصغرى، كما هو الشأن بالنسبة إلى غامبيا، لكن على مستوى المشاركات الإفريقية نجد أنها تحقق نتائج في المستوى، وهذا راجع كما قلت إلى كثرة التجمعات التي تخوضها كل موسم، ونقطة قوتهم أنهم يلعبون باستمرار في ما بينهم. ألا تعتقد أن توقيت التصفيات لا يخدم مصلحة المنتخب؟ هذا الأمر بيد الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ما يمكن أن أقوله مجرد رأي، وأرى أنه كان من الأفضل إجراء التصفيات على شكل مجموعات تلعب المنتخبات في ما بينها لمدة محددة، حتى لا نصطدم بتوقيت الامتحانات بالنسبة إلى بعض اللاعبين، كما فعلت "كاف" مع منتخبات أقل من 17 سنة، بعد أن حددت لها غشت المقبل موعدا لإجراء التصفيات بتونس، فهذا أمر جيد، كنت أتمنى أن تقرر "كاف" النظام نفسه مع هذه الفئة. هل يشكل تزوير الأعمار مشكلا للمنتخب؟ هذه النقطة التي أثرتها مهمة جدا، وسبق لرئيس الجامعة أن أثارها أمام أحمد أحمد، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في اجتماع عقد بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، وأعتقد أن هذه نقطة سوداء في إفريقيا، وما يمكن أن يقضي على هذه الظاهرة هو إجراء فحص تحديد الأعمار، رغم أنه مكلف جدا، وأن يجرى في التصفيات أيضا، ولا يجب الاكتفاء بإجرائه في النهائيات فقط. وسبق ل"كاف" أن استبعدت للمغرب لاعبا يمارس بألمانيا بداعي انه كبير السن، رغم أن السلطات الألمانية لا يمكن أن تخطئ في مثل هذه الفحوصات، لكن المغرب عانى هذا المشكل أمام غينيا، بعد أن اضطرت "كاف" إلى عدم تأهيل اللاعب المذكور، بحكم أنها لم تؤهل ستة لاعبين من غينيا. ما هي الأمور التي تركز عليها في تحضير اللاعبين الشباب؟ بعيدا عن الأمور البدنية والتقنية، أشتغل أيضا على الأمور النفسية بشكل كبير، وأضع اللاعبين أمام الأمر الواقع، بأن خروجهم من المنافسات، سيقضي على جيل من اللاعبين، كما أنني أشعرهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم من خلال حمل القميص الوطني، ومن أهم الأمور التي أسعى إلى تطبيقها في التجمعات الإعدادية، إيقاظهم في السادسة صباحا، ليعلموا جيدا أنهم لم يأتوا للسياحة، وإنما للاشتغال قصد تكوين مستقبلهم. ومن جملة الأمور التي أحرص على تلقينها لهم حب الرياضة الوطنية، إذ نردد يوميا النشيد الوطني، وفي بعض المناسبات نردده مرتين في اليوم. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن في سطور الاسم الكامل: مصطفى مديح تاريخ ومكان الميلاد: فاتح يناير 1956 بالبيضاء الأندية التي دربها: المروج الليبي 2000-2001 رجاء بني ملال 2001-2002 رجاء أكادير 2002-2003 الرشاد البرنوصي 2003-2004 أولمبيك اليوسفية 2004-2005 شباب المسيرة 2005-2006 أولمبيك خريبكة 2006-2007 الجيش الملكي 2007-2008 الوكرة القطري 2008-2010 الجيش الملكي 2010-2011 حسنية أكادير 2011-2014 شباب الريف الحسيمي 2014-2015 المنتخبات التي دربها: المنتخب الفرنكفوني 2001 المنتخب الوطني الأولمبي 2004 المدرب الحالي لمنتخب الشباب منذ 2016 الألقاب التي توج بها: الميدالية الذهبية في الألعاب الفرنكفونية بكندا 2001 فاز مع أولمبيك خريبكة بالثنائية موسم 2006-2007 فاز مع الجيش الملكي بالثانية موسم 2006-2007 بورتري الصريح إنه واحد من المدربين القلائل الذين توجوا بألقاب على الصعيد الوطني مع أكثر من ناد، بعد أن تمكن من الفوز بلقبي كأس العرش والبطولة رفقة أولمبيك خريبكة والجيش الملكي، الشيء الذي يضعه في رتبة خاصة من بين المدربين المغاربة. ويشكل مديح المدرب المخضرم واحدا من أعمدة التدريب المغربي، قادته جديته وصراحته في التعامل مع محيطه، إلى تحقيق ما عجز عنه الكثير من المدربين الذين جايلوه، وفتح الطريق أمام المنتخب الوطني للتتويج بلقب الألعاب الفرانكفونية. من ميزات هذا الإطار أنه لا يعرف كيف يجامل، صريح لدرجة أن صراحته أحدثت له العديد من المشاكل في مسيرته المتوجة بالألقاب، والمثقلة بالتجارب على الصعيدين الوطني والدولي، يؤمن بالوضوح في التعامل للوصول إلى الأهداف المنشودة. كما أنه من المدربين القلائل الذين أشرفوا على أندية ومنتخبات في جميع الفئات، ومهما كان تصنيفها... يؤمن بالعمل الذي يقوم به، ومقتنع بأن إستراتيجيته في التدريب تنجح مع الأندية الكبرى والصغرى، ولا أدل على ذلك تتويجه مع حسنية أكادير بالثنائية، رغم أنه كان فريقا مغمورا، ومع الجيش الملكي المثقل بالألقاب. وما يحسب لمديح أنه مدرب يعشق الموهبة، ولديه نظرة تقنية متميزة، وكثير الحرص على منح كل لاعب حقه في إبراز مؤهلاته، وتوجيهه للاختيار الصحيح، لأنه كثيرا ما يتقمص دور المربي، علما أن له الفضل في اكتشاف العديد من المواهب.

تزوير الأعمار يؤرقنا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدنيبي مدربا لتراست

دليل الهواة يعزز خزانة الجامعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات