رشيدة: خسرت أربعة عرسان بسبـب “التقـاف”

عند مفترق طرق تقف رشيدة وهي تواجه سؤال «التقاف»، فعلى يمينها تعثر على جواب الإيمان بوجود السحر، وعلى يسارها يقع جواب قناعات فكرية تحتم عليها البحث عن الحجج المادية، لإثبات وجود «التقاف». وعلى طريق أخرى تقف حقيقة فشل عدة محاولات لزواجها رغم أنها تجد في العريس كل مواصفات فارس الأحلام، ويجد فيها أيضا ما يؤهلها لتكون شريكة الحياة، لكن أمورا غير مفهومة تقف أمام هذا الزواج، «ليته كان عريسا واحدا»، تقول رشيدة بما يشبه الحسرة، «إنهم أربعة، كلهم تقدموا لخطبتي، لكن الزواج لا يتم وتقع أحداث تتسبب في إلغائه». ما صادفته رشيدة من عقبات أمام إتمام مراسيم زواجها بصفة رسمية جعل بعض أفراد أسرتها يلحون عليها لزيارة «شوافات» والنبش في الأسباب الحقيقية التي تمنع زواجها. «في البداية لم أقبل، لكن بعد أن تقدم بي العمر، رافقت والدتي إلى شوافة». رمت المشعوذة أوراق لعبها وشرعت في تفسير ما يدور من حوادث في حياة رشيدة، لتخلص في نهاية المطاف إلى أن الشابة البالغة من العمر 45 سنة «متقفة». «قالت لي وجزمت أن أي رجل لن يكون من نصيبي إلا إذا رفعت العمل السحري الذي يعترضني، وألحت أن الأمر لا يتعلق ب»تقاف» عاد، بل إنه عمل سحري انتقامي من أشخاص يكنون لي الحقد». دوامة تلك التي ألقت رشيدة بنفسها بداخلها، لا تخرج من بيت «شوافة» إلا لتلج بيت «فقيه»، ولا تجرب وصفات هذه حتى تنتهي بالاستحمام بأعشاب ذاك. «خسرت أموالا باهظة في محاولة للتخلص من هذا العمل الشيطاني، بل زرت فقيها يعالج المصابين مثلي بالقرآن فقط، لكن لم تنفع أي محاولة، وحينها فقط بدأت أعود إلى رشدي، واكتشفت أني أقحمت نفسي في متاهات لا حدود لها دون نتيجة، سواء كان ذلك بالفعل «تقاف» لأن السحر موجود ومذكور في القرآن وأنا مسلمة وأؤمن أن السحر موجود، لكن في الوقت ذاته كان يجب أن أتجنب هذه الطريق وأحاول تفسير ما يجري بطريقة منطقية، أو كانت تلك مجرد أوهام». عاودت رشيدة قراءة تجاربها السابقة، «اكتشفت أني كنت أختار الرجل غير المناسب، حتى لو بدا كذلك بداية الأمر، وإلا فإن أي واحد منهم لم يكن ليفسخ الخطوبة لأتفه الأسباب، فالأول وجد في مطالبتي بسكن مستقل عن عائلته فرصة لإنهاء خطبتنا، والثاني فاجأني بشرط عدم زيارة بيت عائلتي إلا بإذن منه، ولا أعرف كيف تطور النقاش في الأمر إلى إلغاء الزواج، والثالث أراد أن أتخلى عن عملي وأستقر في البيت رغم أنه تعرف علي أصلا في العمل، والرابع اعتبر إخفائي أمر خطبتي ثلاث مرات قبله أمرا غير مقبول وشخصيا اعتبرت المسألة أمرا شخصيا، وماضيا لا يعنيه، فتطور الخلاف إلى إلغاء مشروع زواجنا رغم أننا كنا بالفعل قد حددنا موعد الزفاف». بين التجارب الأربعة كانت السنوات تمر وتمر عبرها قصص يؤلفها المحيطون برشيدة، «في النهاية وجدت نفسي أبلغ من العمر 45 سنة، وأبحث عن عريس أقضي معه بقية العمر، وتنازلت عن جملة من المواصفات منها السن ونوعية العمل وغيرها من الشروط التي كانت في السابق تشكل بالنسبة إلي نقطا مصيرية في تحديد العلاقة». ض.ز

رشيدة: خسرت أربعة عرسان بسبـب “التقـاف”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمهات "تقفن" بناتهن بالأقفال و"النيرا" و الغربال

"التقاف" وسيلة لضبط النشاط الجنسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات