المحليون يدخلون التاريخ

توجوا بلقب طال انتظاره وقدموا عرضا كبيرا وفازوا على نيجيريا بالنتيجة والأداء توج الأسود بلقب النسخة الخامسة لبطولة إفريقيا للمحليين، بعد الفوز في النهائي على نيجيريا بأربعة أهداف لصفر، في واحدة من أجمل مباريات المنافسة أول أمس (الأحد) بملعب محمد الخامس. وبات أشبال المدرب سلامي أول منتخب يفوز ببطولة من تنظيمه، ويحرز جميع الألقاب الفردية والجماعية. وانطلقت المباراة التي جرت أمام حوالي 20 ألف متفرج، بإيقاع سريع وحاولت العناصر الوطنية فرض إيقاعها على منافس ظهر في البداية قويا، من خلال اعتماده على الهجمات المرتدة السريعة، إلا أن أداءه تراجع مباشرة بعد تعرض مهاجمه للطرد، مطلع الشوط الثاني. وحاول أصدقاء أيوب الكعبي، هداف البطولة بتسعة أهداف، التسجيل مبكرا، إلا أنهم اصطدموا بجدار دفاعي قوي، إلى أن تمكن زكرياء حذراف، رجل المباراة، من فك لغز التهديف، مسجلا هدف السبق، في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، إثر عملية منظمة قادها العميد بدر بانون. ومع مطلع الشوط الثاني، تعرض المنتخب النيجيري، لضربة قوية، حينما طرد الحكم بكاري غاساما، لاعبه إيتجي موزيس، ليسيطر الأسود على مجريات اللعب، ويسجلوا ثلاثة أهداف بواسطة وليد لكرتي في الدقيقة 61، وزكرياء حذراف في الدقيقة 64، قبل أن يختتم أيوب الكعبي أهداف ”الشان”، كما افتتحها في الدقيقة 73. وبعد التأكد من النتيجة، لجأ اللاعبون إلى اللعب الاستعراضي لإرضاء الجماهير التي تكبدت عناء متابعة المباراة في أجواء ماطرة، وأضاعوا أهدافا حقيقية كان بالإمكان أن ترفع الحصيلة إلى أزيد من أربعة. إعداد: نور الدين الكرف وتصوير (أحمد جرفي) الملك يهنئ الأسود بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة لأعضاء المنتخـب الوطني للاعبين المحليين لكرة القـدم إثر فوزهم، مساء أول أمس (الأحد)، ببطولة أمم إفريقيا التي احتضنها المغرب. ومما جاء في برقية الملك” فقد تتبعنا، بكل ابتهاج واعتزاز، فوز المنتخب الوطني، عن جدارة واستحقاق، ببطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم في نسختها الخامسة لسنة 2018”. وتوجه الملك إلى المنتخب الوطني، بأحر التهاني على هذا الإنجاز الرياضي الكبير، الذي جاء ليتوج الأداء الرائع، والروح التنافسية العالية، التي أبان عنها هذا المنتخب المتألق طيلة أطوار هذه البطولة الإفريقية، التي استضافتها المملكة. كما أشاد الملك ” بالتنظيم الجيد لهذه النهائيات، والذي ساهم في إضفاء أجواء الفرجة الراقية للجماهير الغفيرة التي أغنت بحضورها المتميز وتشجيعاتها الحماسية المعهودة منافسات هذا الملتقى الكروي القاري”. وأضاف الملك” إننا لواثقون أن هذا التتويج، الذي جاء ليزكي النتائج الإيجابية التي ما فتئت تحققها كرة القدم الوطنية، سيشكل حافزا قويا لكم ولكافة الرياضيين المغاربة، لمضاعفة الجهد والعطاء، من أجل النهوض بالرياضة المغربية، بكل أنواعها، والارتقاء بها عاليا على كافة المستويات”. المغاربة يحصدون كل الجوائز نجح المنتخب الوطني المحلي في الظفر بلقب بطولة إفريقيا للمحليين عقب فوزه في المباراة النهائية على منتخب نيجيريا بأربعة أهداف لصفر. وأحرز أهداف المحلي زكريا حذراف الذي سجل هدفين وأيوب الكعبي ووليد الكرتي. ونال أيوب الكعبي لقب هداف البطولة بتسعة أهداف، كما نال لقب أفضل لاعب في الدورة. ونال المنتخب الوطني أيضا جائزة الروح الرياضية، علما أن حذراف نال جائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية. تصريحات سلامي: أنهيت مهمتي أهدى جمال سلامي ميداليته الذهبية، لجميع الحضور في قاعة الندوات الصحافية، واعتبرها إنجازا مشتركا بين جميع فعاليات كرة القدم الوطنية، واعترافا بالمجهودات التي يقوم بها الإطار الوطني، في سبيل تطوير اللعبة. وأكد سلامي أن مهمته انتهت رفقة المنتخب المحلي، بأجمل طريقة، وسيعود إلى منصبه داخل الإدارة التقنية، في انتظار ما ستقرره جامعة كرة القدم. واعتبر سلامي مواجهة مساء أول أمس (الأحد)، الأجمل في الدورة، عبر خلالها اللاعبون عن إمكانياتهم البدنية والتقنية، وأكدوا للجميع أن المجهودات التي بذلت على امتداد سنة ونصف سنة، لم تذهب سدى. وأثنى سلامي على أداء جميع اللاعبين، والثقة التي وضعها في شخصه الناخب الوطني هيرفي رونار، الذي لم يبخل عليه بتوجيهاته وتحفيز اللاعبين على امتداد الدورة. ودعا سلامي الجامعة إلى الاهتمام بالتكوين، لأن المغرب يتوفر على المادة الخام، وبإمكانه تحقيق نتائج أفضل إذا ما تمت العناية بالقاعدة. وأهدى سلامي لقب ”الشان” لوالدته، مبرزا أنه سيظل يوما خالدا في ذاكرته، وختم ”أن هذا اللقب أفضل طريقة لرد الاعتبار للبطولة الوطنية”. ساليسو: قدمنا منافسة كبيرة اعتبر يوسف ساليسو، مدرب نيجيريا، أن منتخب بلاده قدم منافسة كبيرة، وحقق الأهداف منها وبلغ المباراة النهائية للمنافسة. وأكد ساليسو أن الطاقم الطبي لم يفلح في استعادة اللاعبين المصابين قبل المواجهة، ما شكل عائقا أمام المجموعة التي اصطدمت بمنتخب قوي وحريص على التتويج باللقب. وكشف ساليسو أنه بالإضافة إلى الإصابات التي عاناها منتخب بلاده، هناك عامل التعب، الذي أثر كثيرا على المجموعة، دون أن ينفي أحقية الأسود في الفوز باللقب، مبرزا أن البطولة لم تشهد مفاجآت كثيرة، وأن المنتخب الذي استحق اللقب فاز به. ولم يخف ساليسو إعجابه بالتنظيم خلال هذا المنافسة، الذي اعتبره أحد المكاسب الحقيقية، مبرزا أنه بغض النظر عن النتائج المحققة، فالقارة السمراء لها القدرة على التنظيم والنجاح في مهمات صعبة في ظرف وجيز. لقطات فوضى شهدت الأبواب المؤدية إلى المنصة الصحافية فوضى تنظيمية، ووجد الإعلاميون صعوبة بالغة في الولوج إليها، بسبب تعدد الحواجز الأمنية. موسيقى وجدت الفرقة الموسيقية، صعوبة في أداء معزوفاتها في البداية، بسبب الحرص على الالتزام والتناسق مع البروتوكول الذي ميز هذه المباراة. منع منعت اللجنة المنظمة، لاعبين دوليين سابقين، يحملون دعوات حضور المباراة، من بينهم أحمد فرس، صاحب الكرة الذهبية، من ولوج المنصة الشرفية، مما دفع البعض منهم إلى العودة من حيث أتوا. حضور حضر سمو الأمير مولاي الحسن إلى الملعب، ربع ساعة قبل انطلاقة المواجهة، ما دفع المنظمين إلى إلغاء بعض فقرات التنظيم. جمهور ظلت مدرجات المكانة، والجهة المقابلة لفريميجة، شبة فارغة إلى حدود انطلاقة المواجهة، بسبب الإجراءات التنظيمية الصارمة، التي فرضتها السلطات الأمنية. تغيير شهدت التشكيلة الأساسية تغييرا واحدا مقارنة بتلك التي خاضت نصف النهائي، إذ دخل الرجاوي زكرياء حذراف أساسيا مكان أشرف بنشرقي، المنتقل حديثا للهلال السعودي. غياب غاب جياني إيفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ”فيفا” عن المواجهة، رغم أن كل المؤشرات كانت تدل على حضوره بسبب وجوده بالعاصمة الاقتصادية، نهاية الأسبوع الماضي، ومشاركته في أشغال الجمع العام العادي للكونفدرالية الإفريقية. رونار تابع الناخب الوطني هيرفي رونار المباراة، من المكان ذاته الذي تابع منه جميع مباريات الأسود في هذا المنافسة، وغادر المنصة الشرفية بمجرد تسجيل الهدف الثالث. صحافة غادر الإعلاميون النيجيريون المنصة الصحافية، بمجرد تسجيل أشبال المدرب سلامي الهدف الثالث، وصبوا جام غضبهم على المدرب الذي اعتبروه المسؤول عن الهزيمة. حذراف ... المكوك السريع اختارت اللجنة التقنية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الرجاوي زكرياء حذراف، رجل المباراة، وأنصفته بعد المردود الجيد الذي قدمه طيلة المنافسة. لقد أحدث حذراف بسرعته الفارق في الممرين الأيمن والأيسر، وشكل خطورة على جميع الدفاعات التي واجهها، قبل أن يختتم ”الشان” بتسجيل هدفين جميلين في النهائي. وانبعث حذراف من جديد بقميص الرجاء، تحت قيادة الإسباني غاريدو، بعد أن ظن الكثيرون أن زمنه ولى، ولم يعد بمقدوره تقديم الإضافة، قبل أن ينفجر في بطولة إفريقيا للمحليين، ويؤكد أنه من طينة اللاعبين الكبار، بسرعته وتقنياته العالية... لقد أعطى حذراف بأدائه هذا، انطلاقة جديدة لمسيرته، وأكد بما لا يدع مجالا للشك، أنه مازال في جعبته الكثير... شكل حذراف الورقة الرابحة لجمال سلامي، سواء لعب أساسيا أو احتياطيا، وأكد في كل مناسبة أنه قادر على التأقلم مع جميع الأدوار خدمة للقميص الوطني، وشكلت ”الشان” مناسبة لميلاد نجم مخضرم، لم تنصفه ”الجلدة الملعونة”، وظل محليا إلى أن كتب اسمه بمداد من فخر في سجل كرة القدم الوطنية. الكعبي... نجم الدورة لم يكن الاختيار صعبا أمام اللجنة التقنية، واختارت أيوب الكعبي، هداف ”الشان”، بتسعة أهداف نجما للدورة، وأعلنت ذلك في الكواليس قبل انطلاقة النهائي. نادرا ما يتوج الهداف، نجما للدورة، لكن الكعبي اجتمعت فيه الخصائص لاختياره دون تردد للتتويج بهذا اللقب. ظل الكعبي على امتداد الدورة، يردد أن لقب الهداف لا يهمه، وأن ما يسعى إليه هو التتويج، لكن يبدو أن هذا اللقب، رفع من أسهمه عاليا، وبات محط أنظار كبريات الأندية. قد يستمر الكعبي، مهاجما لنهضة بركان، لكن ليس طويلا، بعد أن دخل مفكرة الناخب الوطني، الذي قد يفتح له أبواب مونديال روسيا. الكعبي الذي يذكر الكثير من المتتبعين بأحمد فرس، صاحب اليسرى الساحرة، على عتبة الاحتراف، وأي خطأ في اختيار وجهته، قد يقضى على طموحاته وآماله... الرقم الذي حققه الكعبي في هذه الدورة (9 أهداف دون أي ضربة جزاء)، يصعب تحطيمه، وأدخله خانة الكبار، لذلك سيظل اسمه خالدا في ذاكرة كل الأفارقة...

المحليون يدخلون التاريخ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قوة المحليين تبهر الفرنسيين

الصحافة النيجيرية: المغاربة سحقونا

مقالات ذات صلة