أبرزها تغيير نظام التصويت ودعم إفريقيا وتقلب مواقف ترامب تلعب جامعة كرة القدم ولجنة الدعم المواكبة لها عدة أوراق لمنافسة ملف الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا على تنظيم كأس العالم 2026. ومن بين هذه الأوراق، تغيير نظام التصويت، بعدما تم سحبه من أعضاء اللجنة التنفيذية ومنحه إلى الاتحادات، وموقف عدد من الدول من مواقف وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودعم إفريقيا للملف المغربي. 1 - تغيير نظام التصويت يعول المشرفون على الملف المغربي لمونديال 2026 كثيرا على تغيير نظام التصويت، الذي سيتم لأول مرة عن طريق الاتحادات الوطنية (الجامعات)، عوض أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وهذه أول مرة تصوت فيها الاتحادات الوطنية (الجامعات) على البلد المستضيف لكأس العالم، بعدما لاحقت الاتهامات بالرشوة والفساد أعضاء اللجنة التنفيذية، الذين سحبت منهم هذه الصلاحية. ويعتقد المسؤولون المغاربة أن نظام التصويت الجديد أكثر شفافية ومصداقية، لكنه أيضا سيف ذو حدين، بفعل قوة الدبلوماسية الأمريكية والمؤسسات الضاغطة التي تعمل لصالحها، ومدى تأثير هذه القوة العظمى في مراكز القرار في عدد من بلدان العالم. يقول فوزي لقجع، رئيس الجامعة، في حوار سابق مع "الصباح" في هذا الصدد "يأتي مونديال 2026 بمستجدين أساسيين، الأول مرتبط بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إذ سنمر من 32 منتخبا إلى 48، مع ما يترتب عن ذلك من تغييرات في دفتر التحملات. أما بخصوص المعطى الثاني، فهو أن التصويت خرج من أيدي اللجنة التنفيذية ل "فيفا"، كما كان يحدث سابقا، وفتح المجال ل 211 جامعة منضوية تحت لواء "فيفا"، باستثناء جامعات البلدان المعنية بالترشح، وهي كندا وأمريكا والمكسيك والمغرب. يجب على البلد الذي يريد احتضان كأس العالم 2026 أن يحصل على 104 أصوات". 2 - أصوات إفريقيا يعتقد الجانب المغربي أن أصوات إفريقيا في جيبه، ليس فقط بفعل اتفاقيات الشراكة التي وقعتها الجامعة مع عدد من الاتحادات الإفريقية في السنتين الماضيتين، والدعم الذي قدمته لها، ولكن أيضا بفعل نشاط الدبلوماسية المغربية على الساحة الإفريقية في الفترة الأخيرة، والانفتاح عليها بفعل التوجهات الملكية. وقطف المغرب ثمار هذا الانفتاح كرويا، بعد انتخاب فوزي لقجع في عضوية الكونفدرالية الإفريقية، والتقارب مع رئيسها الجديد أحمد أحمد، ومع عدد من الاتحادات، التي كانت في وقت سابق ضمن جناح العضو الجزائري محمد روراوة، وحصول المغرب على تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وعدد من ملتقيات الكونفدرالية الإفريقية، وترشيحه لتنظيم كأس إفريقيا 2019. وأثارت الشراكات التي أبرمتها جامعة كرة القدم مع عدد من الاتحادات حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الدولي "فيفا"، الذي سارع إلى تنبيه الاتحادات من مغبة توقيع اتفاقيات من هذا النوع، معتبرا أنها نوع من الحملات الانتخابية واستمالة المصوتين. وقال فوزي لقجع"يجب استغلال تموقع المغرب المتميز بإفريقيا، لاستهداف الجميع. إفريقيا تملك 53 مصوتا، والتي تشكل أكثر من 50 صوتا يحتاجه البلد الذي سيفوز. يجب بعد ذلك التركيز على بعض الوجهات التي نملك فيها حضورا متميزا، مثل آسيا، التي نملك علاقات جيدة مع قطبين هامين فيها، هما دول الخليج والصين. رئيس الاتحاد الآسيوي في تواصل مستمر مع المغرب. بالنسبة إلى أوربا لدينا علاقات تاريخية وجيدة يجب استثمارها، لنيل أكبر عدد من الأصوات. هناك أيضا دول بأمريكا اللاتينية والكارايبي. كل هذه المعطيات يجب أن تقودنا إلى نيل 104 أصوات للفوز بتنظيم المونديال". 3 - ماذا عن جدل ترامب؟ يراهن مسؤولو الجامعة كثيرا على الجدل المثار حول قرارات وتصريحات دونالد ترامب الرئيس الأمريكي. وأصدر ترامب قرارا بشأن بناء جدار فاصل مع المكسيك حليفة بلاده في الملف المشترك لتنظيم كأس العالم، ومنع مواطني عدة دول من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، بدعوى الإرهاب، ووصف مواطني بلدان أخرى بالحثالة. ويتعارض قرار منع مواطني بعض الدول مع توجهات الاتحاد الدولي "فيفا" في هذا الإطار، إذ يرمي إلى فتح البلد المنظم لكأس العالم أمام مواطني جميع البلدان. وقال جياني إنفانتينو، رئيس "فيفا"، في مقابلة مع صحيفة "الغارديان"، إن "المنتخبات التي ستتأهل إلى كأس العالم يجب أن تحصل على تصريح رفقة جماهيرها بدخول البلد المنظم، هذا أمر مؤكد وإلا فلن يكون هناك كأس العالم من الأساس". وأضاف إنفانتينو "ترامب هو رئيس الولايات المتحدة، وبالتأكيد أحترم قراراته، لأنه في منصب يحتم عليه أخذ قرارات في صالح بلده. في العالم هناك العديد من البلدان تمنع استقبال مواطنين من بلد معين، أو تضع تأشيرات الدخول، لكن في مسابقات "فيفا" كل منتخب يتأهل، يجب أن يحصل على تصريح تلقائي بالدخول رفقة جماهيره إلى البلد المنظم وهذا لا شك فيه". وواصل "نحن نعمل الآن على وضع متطلبات وشروط الترشح لاستضافة كأس العالم 2026. متطلبات "فيفا" ستكون واضحة أمام الجميع، وبناء على ذلك يمكن لأي بلد اتخاذ قراره بالترشح لاحتضان البطولة أم لا". ورغم هذا الجدل، توقعت مصادر مطلعة ألا يكون لمواقف دونالد ترامب تأثير كبير على ميولات المصوتين، سيما أن ترامب لن يكون هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في 2026. 4 - ملاعب مفككة ولكن! بعد التحذيرات من التكلفة المرتفعة للبنيات التحتية الخاصة بكأس العالم، قررت جامعة كرة القدم استعمال تقنية الملاعب المفككة، لتفادي تحميل اقتصاد البلاد استثمارات كبيرة في مشاريع يصعب الاستفادة منها في ما بعد. ويحتاج المغرب لبناء ثلاثة ملاعب، يمكن تفكيكها نهائيا في ما بعد، أو تخفيض طاقتها الاستيعابية ومحيطها. ويتوفر المغرب حاليا على ستة ملاعب عادية منجزة، لكنها تحتاج إلى إصلاحات كبيرة لتأهيلها وملاءمتها مع المعايير الدولية، ويتعلق الأمر بملاعب مراكش والبيضاء والرباط وأكادير وطنجة وفاس، فيما توجد أربعة ملاعب أخرى قيد البرمجة والدراسة، بالحسيمة وتطوان ووجدة وابن سليمان، ما يعني أن المغرب سيحتاج أربعة ملاعب أخرى يرجح أن تكون مفككة بكل من ورزازات وبني ملال وخريبكة ومدينة أخرى ينتظر أن تحدد في وقت لاحق. 5 - هل تنفع الفنادق "العائمة"؟ توجد الفنادق المتنقلة ضمن الخيارات التي تدرسها اللجنة المنظمة لكأس العالم 2026، في حال فوز المغرب بتنظيمه، لكن ذلك يطرح إشكالا كبيرا، إذ أن المدن التي تعاني مشاكل في الطاقة الاستيعابية للفنادق ليست ساحلية، وبالتالي يصعب فيها استعمال تقنية الفنادق المتنقلة أو الفنادق العائمة. وينطبق هذا الوضع على مدن وجدة وورزازات وخريبكة وبني ملال بالدرجة الأولى، ما يعني أن المغرب مطالب بالقيام باستثمارات سياحية كبيرة في هذه المدن. ويعترف فوزي لقجع، بأن المونديال يتطلب بنيات تحتية أخرى غير الملاعب، إذ يقول "يحتاج إلى طرق جيدة وعدد من الأمور. احتضان كأس العالم فرصة لتسريع مشاريع معينة. هناك 12 مدينة ستستفيد من شبكة نقل عالية الجودة، من قطارات، وطرق سيارة، ومطارات دولية من الطراز الرفيع، ثم الطاقة الفندقية. أما بخصوص البنية الصحية، فالمغرب لا يعتمد فقط على القطاع العمومي، وإنما سيشرك حتى القطاع الخاص، وهو ما يمنح لهذا القطاع قوة في كل المدن المرشحة لاحتضان المونديال. ستكون فرصة أيضا لمضاعفة المجهود في البنية التحتية، سيستفيد منها المغرب من جهة، ثم تقوي الملف المغربي من جهة ثانية". عبد الإله المتقي