تفاصيل قتل جزار سلا لزعيم عصابة

طعن الأول في كليته فأرداه قتيلا وأصاب الثاني في صدره وقاضي التحقيق أفرج عنه إنجاز: عبدالحليم لعريبي قرار جريء اتخذه جيلالي أبوحبص، قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بعدما أفرج عن جزار بسلا، اعترضته عصابة تتكون من ثلاثة أشخاص، فقتل زعيمهم بطعنة في كليته، وأصاب الثاني في صدره بجروح خطيرة نقل إثرها إلى المستشفى، فيما لاذ المتهم الثالث بالفرار. كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف من صباح 16 يناير الجاري، خرج (عزيز.ع) من منزله الواقع بدوار البراهمة متجها إلى مجزرة سلا بحثا عن رزق أبنائه. ركب عزيز دراجته النارية، لكن حينما وصل إلى منطقة العيايدة، اعترضه ثلاثة أشخاص يشكلون عصابة إجرامية، انهال أحدهم عليه بضربة قاتلة على رأسه، لكن استعمال الجزار خوذته الواقية حال دون إصابته بجروح خطيرة. شجاعة كبيرة حينما اعترضت العصابة المكونة من ثلاثة أشخاص الجزار اعتدت عليه بالسلاح الأبيض، أبدى شجاعة كبيرة في مواجهتهم، فاستل سكينا يستعمله في "سلخ" الأكباش من محفظة بدراجته النارية، ودافع عن نفسه، فوجه طعنة قاتلة إلى زعيم العصابة وأصابه في كليته ليسقط أرضا نتيجة نزيف دموي داخلي، وبعدها طعن شريكه الثاني في صدره، فسقط بدوره، فيما اضطر الجاني الثالث إلى الفرار من مسرح الجريمة. وبعد ساعة تلقت عناصر الشرطة العاملة بمفوضية أمن العيايدة مكالمة هاتفية تفيد وقوع وفاة وإصابة بالنفوذ الترابي التابع للمفوضية. توجهت عناصر الشرطة القضائية والأمن العمومي وعناصر مسرح الجريمة، إلى مكان الحادث، فعاين ضباط الشرطة القضائية والعلمية الجثة ،وكذا إصابة المتهم الثاني للعصابة الذي كان ينزف دما. تضليل المحققين نقل المصاب في بداية الأمر إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي مولاي عبدالله لتلقي العلاج، فيما وضع الهالك بمستودع الأموات لإجراء تشريح طبي عليه لتحديد أسباب الجريمة. حينما تماثل المصاب نسبيا للشفاء استمعت الضابطة القضائية إلى أقواله، فصرح لهم أن عصابة اعترضت سبيلهم في الصباح الباكر كان أفرادها يمتطون سيارة بيضاء اللون ويحملون سيوفا طويلة الحجم، واستولوا على ما بحوزتهم من أغراض، لتقوم الضابطة القضائية بتمشيط المنطقة دون جدوى، لكن بعد تعميق البحث جمعت معطيات عن الهالك تفيد أنه موضوع شكايات متتالية رفقة شريكيه بتهم تتعلق بالسرقة واعتراض سبيل المارة والضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض، ففطن رئيس مفوضية الشرطة العميد الإقليمي دركان أن الجاني والمصاب والمبحوث عنه الثالث، يشكلون عصابة إجرامية مختصة في السرقات بالعنف، وانطلقت الأبحاث التمهيدية من فرضيات أنهم كانوا يترصدون إلى الضحايا وأنهم تعرضوا لتطبيق عقوبة "شرع اليد"، نتج عنها قتل وجروح. حاصرت الضابطة القضائية المصاب بأسئلة محرجة فانهار في نهاية المطاف أمامهم باكيا، وشرع في استرسال الحقيقة، مصرحا لهم أنهم يشكلون عصابة واعترضوا شخصا مجهولا كان على متن دراجة نارية حوالي الساعة الخامسة صباحا. وأوضح الموقوف أن أحدهم انهال بسكين على رأس الضحية قصد شكل حركته والاستيلاء على ما بحوزته، لكنه واجههم بدوره بسلاح أبيض، وأصاب شريكه الرئيسي في بطنه ما تسبب في وفاته، محاولا صد الاعتداء لكنه تعرض لطعنة في الصدر أفقدته وعيه، وبعدها لاذ شريكيهما الثالث بالفرار نحو وجهة مجهولة، كما اختفى الضحية من مسرح الجريمة. ظهور الحقيقة حينما بدأت معالم الجريمة تتضح شيئا فشيئا أمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بوضع المصاب رهن الحراسة النظرية، وإشعار عائلته، فيما شرع المحققون في البحث عن القاتل. وحينما توصلت الضابطة القضائية إلى هوية المجهول يومين بعد وقوع الجريمة، داهمت منزله دون أن تعثر عليه، فعلم عن طريق أقاربه أن الأمن يبحث عنه فأدرك بأن الشرطة حلت لغز الجريمة، وقرر تسليم نفسه إلى عناصر الفرقة المحلية للشرطة القضائية بمفوضية أمن العيايدة، فوجد المصاب في صدره ينتظره بمقر الفرقة، فصرخ بصوت مرتفع بأن المعتقل هو الذي عرضه لمحاولة السرقة تحت طائلة الضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض. وأثناء مواجهة الموقوف مع الجزار أقر كل واحد منهما بالحقيقة كاملة، فوضعا معا رهن الحراسة النظرية، وأمرت النيابة العامة بتمديد الحراسة النظرية لهما مدة ثلاثة أيام، فظهرت نتائج التشريح على جثة الهالك أكدت إصابته في نزيف بكليته، وبعدها سلمته إدارة المستشفى لعائلته قصد دفنه. قرار جريء لقاضي التحقيق بعدما انتهت الضابطة القضائية من تحقيقاتها في النازلة أحالت الجزار والمتهم المصاب على الوكيل العام للملك، الذي اطلع على المحاضر المنجزة طيلة 72 ساعة من التحقيق، فاكتشف أن الجزار كان في حالة دفاع شرعي عن النفس، وأجرى مواجهة بينهما أمامه، فتبين أن القاتل كان سيتعرض للقتل في حال عدم مواجهته لأفراد العصابة، وأحالته النيابة العامة على قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة لاستنطاقه في تهم الضرب والجرح المؤديين إلى الموت. اطلع الجيلالي أبوحبص قاضي التحقيق على نتائج الأبحاث التمهيدية، واستمع إلى دفاعه عبدالحق افريقش من هيأة المحامين بالرباط الذي اعتبر أن موكله كان في حالة دفاع شرعي عن النفس وتعرض بدوره إلى محاولة القتل على يد الجناة. وبعد جلسة دامت ساعتين من الاستنطاق، اتخذ قاضي التحقيق بالتشاور مع الوكيل العام للملك، قرارا جريئا اعتبر سابقة في تاريخ محكمة الاستئناف بحي الرياض بالرباط، يقضي بتمتيع الجزار بالسراح المؤقت، فيما أودع القاضي نفسه المصاب رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي الأول بالعرجات شرق سلا، قصد استنطاقه في تهم تكوين عصابة إجرامية والسرقات بالعنف. الدفاع يلتمس الإفراج عن القاتل تقدم المحامي عبدالحق افريقش من هيأة المحامين بالرباط، بملتمس إلى قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة، يفيد فيه أن موكله كان في حالة دفاع شرعي عن النفس أثناء اعتراضه من قبل أفراد العصابة الثلاثة، مطالبا بمتابعته في حالة سراح مؤقت. وبعدما اطلع القاضي على الملتمس أثناء حضور الدفاع، أفرج عن الجزار المتهم بالضرب والجرح المؤديين إلى الموت. واعترف المصاب في صدره بسكين الجزار، أنه يشكل عصابة إجرامية مختصة في السرقات بالعنف واعتراض سبيل المارة، إذ أودعه قاضي التحقيق ذاته السجن المحلي بالعرجات، قصد استنطاقه في الأيام القليلة المقبلة، ورفض تمتيعه بالسراح المؤقت رغم أنه مازال مصابا.

تفاصيل قتل جزار سلا لزعيم عصابة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خسائر فادحة بسبب الرياح العاصفية

تفكيك خلية إرهابية بطنجة ومكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات