الجنس… “فيزا” الترقي: تأشيـرة الوصـول

قصص أشخاص استخدموا أجسادهم مقابل مناصب وفتيات مستعدات لخوض التجربة أصبح الجنس في عالم الوظيفة من معايير الترقي، وبلوغ مراكز المسؤولية، بعدما أضحى جزء من المسؤولين المشرفين على عمليات التوظيف، يشترطون على بعض الفتيان والفتيات ممارسة الجنس من أجل الحصول على الوظيفة. ويسيطر على الأذهان أن بيع الأجساد مقابل الحصول على الوظيفة أو الترقي في المناصب تظل حكرا على النساء، في حين أن الرجال بدورهم يستخدمون أجسادهم كذلك لبلوغ الغاية نفسها. تحدثت «الصباح» إلى بعض الأشخاص واستقت بعض القصص. الجنس مقابل التسيير لم يخطر يوما على بال سعيد (اسم مستعار)، وهو شاب يقترب من عقده الثالث، أنه سيستخدم جسده مقابل الترقي في الوظيفة، إذ تمكن بفضل الجنس أن يترقى من منصب أستاذ في مؤسسة تعليمية خاصة، إلى مسير ومشرف عليها، بعدما رضخ إلى رغبات مديرة المؤسسة، التي استدرجته مرارا إلى غرفة نومها وهو أستاذ ضمن طاقم التدريس، قبل أن تسلمه مفاتيح تسيير المؤسسة، بعدما توطدت علاقتهما وأصبح يتردد على منزلها مرارا. القصة بدأت عندما حصل سعيد على شهادة الإجازة من جامعة محمد الخامس بالرباط، بعدما قضى خمس سنوات بها، ولم تؤهله درجته حسب ما رواه «للصباح» للتسجيل في سلك الماستر، يقول «عانيت البطالة لما يفوق سنة، وفي يوم قررت البحث عن عمل كيفما كان»، بعد أن قام الشاب الذي يتحدر من ضواحي الرباط، بطرق أبواب التوظيف في القطاع العام دون فائدة. يقول سعيد الذي رفض في البداية مشاركة قصته، إلى أن أقنعه صديق له بأن «الصباح» لن تفصح عن هويته، «خويا مخليت فين فرقت السيرة الذاتية ديالي، حتى واحد النهار عيطو عليا فهاد المدرسة»، مضيفا، «اجتزت الامتحان الذي كان عبارة عن دردشة دامت حوالي نصف ساعة، وكلفتني المديرة بتدريس اللغة العربية رغم أن تكويني كان في تخصص آخر»، يتابع سعيد حديثه «للصباح» بنوع من التردد، «اتفقنا على مبلغ 2000 درهم، اضطررت لقبوله لأن ظروفي المادية كانت ضعيفة». وأصبح سعيد يشغل منصب أستاذ في المؤسسة الخاصة في أكتوبر 2016، وكان يؤدي عمله بشكل عاد لأشهر حسب ما رواه «للصباح». يتحدث عن مديرة المؤسسة التي أصبحت الآن خليلته، والضحك يغالبه قائلا «هي خمسينية مطلقة، ويعيش أبناؤها في فرنسا، ومنزلها غير بعيد عن المؤسسة. أعتقد أنها تحبني ولا تنتظر مني سوى أن أكون معها»، وتقع المؤسسة التي يسيرها سعيد ضواحي مدينة تمارة. وبدأت علاقتهما بعد مضي أربعة أشهر من تاريخ دخوله إلى المؤسسة، ورفض سعيد الخوض في تفاصيل علاقته مع مديرته واكتفى بالتأكيد على أنه تجمعه بها علاقة جنسية. وكشف سعيد «للصباح» أنه أصبح يسير المؤسسة منذ الدخول المدرسي لهذه السنة، أما المديرة فقلما تأتي لتفقد الأوضاع. رغم تمكنه من الحصول على وظيفة، والاستفادة من ترقية صاروخية، يؤكد سعيد أنه لم يعد مرتاحا لوضعه قائلا «في البداية عجبني الحال، ولكن دبا صافي بديت كنكره راسي». وتسيطر مشاعر الخوف والقلق على نفسية سعيد، إذ أصبح مستقبله المهني مربوطا بخليلته التي تفوق سنه بكثير، مشددا على أنها تحسن معاملته، لكنه يستدرك أن المستقبل يظل غامضا ومفتوحا على كل الاحتمالات، كما أنه يعاني من نظرة العاملين معه، الذين لم يستسيغوا الطريقة الصاروخية التي ترقى بها، والحظوة التي يتمتع بها داخل المؤسسة. ليس سعيد الوحيد الذي استعمل جسده لصعود درجات سلم الترقي في الوظيفة، بل يؤكد أحد المستخدمين في إحدى الشركات الخاصة، أن المسؤول عن القسم الذي يشتغل فيه يتربص بعدد من المتدربات اللائي يأتين إلى الشركة من حين لآخر، مؤكدا أن مستخدمة في الفريق نفسه الذي يشتغل معه، حصلت على الوظيفة عن طريق ربط علاقة جنسية مع مسؤول القسم، مؤكدا أن علاقتهما مستمرة منذ كانت متدربة بالشركة إلى حدود الساعة، إذ مر على توظيفها قرابة سنة، مضيفا أن أمرهما أصبح مكشوفا داخل الشركة، غير أن المستخدمين لا يخوضون في الموضوع. الكفاءة ليست معيارا أصبحت ممارسة الجنس من أجل الحصول على الوظيفة أمرا عاديا لدى بعض الفتيات، إذ هناك من يفضلن المرور عبر بوابة الجنس عوض الخضوع لمساطر التوظيف العادية، إذ قالت فتيات «للصباح» إنهن مستعدات لخوض تجربة «الجنس مقابل الوظيفة»، التي رأين فيها طريقة سهلة لا تتطلب الكفاءة المهنية والمعرفية، التي يفرضها سوق الشغل. تقول مريم (اسم مستعار)، وهي شابة في عقدها الثاني، إنها على استعداد لاستعمال جسدها مقابل حصولها على وظيفة تؤمن مستقبلها، معتبرة أن الكفاءة لم تعد معيارا يعول عليه في التوظيف. وتقول مريم، وهي طالبة في السنة الأخيرة من سلك الإجازة بجامعة محمد الخامس بالرباط، «والله حتى نديرها وتكون شي خدمة مزيانة»، مضيفة أن الأمر لن يكلفها شيئا، متسائلة عن عدم وجود عامل يمنعها من خوض التجربة. أما بالنسبة إلى فدوى (اسم مستعار)، التي تدرس في أحد المعاهد العليا بالرباط، فترى أنها إذا تعذر عليها الحصول على الوظيفة بطريقة عادية، فلن تجد حرجا في استخدام جسدها مقابل العمل، إذ قالت للصباح «لو كانت الكفاءة هي المعيار الوحيد للتوظيف فلن أفكر أبدا بهذا الاحتمال، لكن هناك بعض الفتيات يستخدمن هذه الورقة، وفي الغالب يكون تكوينهن ضعيفا، فلماذا امتنع أنا إن تعذر علي الحصول على وظيفة»، وتابعت المتحدثة ذاتها، وهي تضحك بأعلى صوتها «عطانا الله الزين، حتى هو نخدموه». عصام الناصيري

الجنس… “فيزا” الترقي: تأشيـرة الوصـول

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سرقة سيارة من محجز بشيشاوة

تعزيز الإحساس بالأمن أولوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات