الدورة 11 من مهرجان مراكش شهدت إقبالا استثنائي

الدورة 11 من مهرجان مراكش شهدت إقبالا استثنائيا جليل العكيلي المسؤول بمؤسسة مهرجان مراكش قال إن 45 ألفا تابعوا شاروخان بجامع لفنا جليل العكيلي المسؤول بمؤسسة مهرجان مراكش قال إن 45 ألفا تابعوا شاروخان بجامع لفنا اعتبر جليل العكيلي، الكاتب العام لمؤسسة مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، أن الدورة 11 التي اختتمت فعالياتها الأسبوع الماضي، عرفت إقبالا كبيرا واستثنائيا من طرف الجمهور، خاصة من المراكشيين الذين حجوا بكثافة لمشاهدة شاروخان بساحة "جامع لفنا"، كما سجلوا حضورا كبيرا في جميع فعاليات المهرجان. وقال، في حوار أجرته معه "الصباح"، إن المهرجان يتطور عبر السنوات، خاصة بعد تركيزه على الجانب الاجتماعي، من خلال دعم مشاريع أفلام المخرجين الواعدين، وتخصيص منح لطلبة المدارس ومعاهد السينما في المغرب، إضافة إلى إقامة الحملات الطبية المجانية وتمكين المكفوفين وضعاف البصر من تتبع عروض الأفلام بتقنية الوصف السمعي. في ما يلي تفاصيل الحوار: بعد اختتام الدورة 11 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، هل يمكن أن تتحدثوا لنا عن تقييم أو حصيلة للدورة؟ التقييم الأولي الذي يمكن أن أتحدث عنه هو درجة الإقبال الاستثنائي للمتتبعين على فعاليات المهرجان وحفلاته، وعلى رأسهم المراكشيون طبعا. لقد كان إقبالا حيويا وكبيرا. في السياق نفسه، أستطيع القول إن الدورة 11 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش كانت دورة أرقام بدون منازع، فقد منحت إدارة الاعتمادات بالمهرجان أكثر من 19 ألف اعتماد، ووصلت الدعوات اليومية إلى 33 ألف دعوة تم توزيعها لمشاهدة الأفلام. ولو أحصينا فقط عدد من تابع فعاليات المهرجان بساحة "جامع الفنا" يوميا، لوجدنا أن الرقم يتراوح ما بين 10 و15 ألفا، أغلبهم من الشباب. ومع التقاء الجمهور المراكشي بالفنان العالمي شاروخان بالساحة نفسها، وصل العدد إلى 45 ألفا. وأعيد التأكيد أن أغلبهم من الشباب الذين أبانوا عن مستوى عال من المسؤولية والذوق في التفاعل مع فعاليات المهرجان بشكل عام. وأحيل الجمهور والقراء على موقع المهرجان على الأنترنت (festivalmarrakech.info) للاطلاع على كل المراحل التي مر منها نصا وصورة وفيديو، ليس فقط لهذه الدورة، وإنما منذ انطلاق الدورة الأولى للمهرجان، ليلاحظ حجم التطور الذي تعرفه هذه التظاهرة الدولية كل عام، وتجذرها العميق على المستويين الوطني والدولي معا. يركز المهرجان على جانب اجتماعي في غاية الأهمية. هل يمكنكم أن تحدثونا عن الحملة الطبية المجانية التي قامت بها مؤسسة المهرجان لصالح مرضى العيون؟ إضافة إلى العروض بتقنية الوصف السمعي التي يقدمها المهرجان لصالح المكفوفين؟ أشكر لك دمج العمليتين في سؤال واحد، إذ نعتبر في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن كلا من الحملة الطبية المجانية لجراحة داء السد (الجلالة) وبرمجة فقرة خاصة ومركزية بالمهرجان للمكفوفين وضعاف البصر، تشكلان قوة إضافية للمهرجان ككل، وهي حركة يمليها الواجب الوطني بالأساس. وقد استفاد هذا العام أكثر من 327 شخصا، أغلبهم من المعوزين القادمين من أماكن جبلية نائية، من الحملة الطبية التي نظمها المهرجان بقسم طب العيون بمستشفى الأنطاكي بمراكش بتعاون مع وزارة الصحة ومؤسسة الحسن الثاني لطب العيون بالرباط، وهي حملة طبية مجانية لجراحة داء السد. وتأكيدا لذلك، قرر الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، جعل هذه الحملات الطبية مرة كل ثلاثة أشهر، وتوسيع مناطق الاستفادة منها جغرافيا بعدد من مناطق المغرب. وستتوجه الحملة الطبية للمهرجان، شهر مارس المقبل، نحو مدينة أكادير ونواحيها. إن دعم الأمير مولاي رشيد للفكرة والسهر عليها، أمر في غاية الحكمة. من جهة أخرى، فالبصر، يشكل صلة وصل مع السينما التي نعتبرها بوابة لزرع الأمل في الناس، ولذلك أنتجت مؤسسة المهرجان ثلاث وصلات تحسيسية بلغات ولهجات متعددة هي الريفية والأمازيغية والعربية، بمشاركة الدكتور الشرقي والفنان عبد الله فركوس، تم بثها على قناة المهرجان. ونحن اليوم في نقاش مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، لكي تستفيد وزارة الصحة من الوصلات مجانا في حملاتها التوعوية بالقنوات التلفزيونية العمومية. أما عن تقديم المهرجان لعروض تخدم جمهورا واسعا من محبي السينما من المكفوفين، فيعتبر مصدر شرف كبير لمهرجان مراكش، باعتباره أول مهرجان يقام في بلد عربي، وفي إفريقيا، يعرض أفلاما للمكفوفين بطريقة احترافية، أو ما يعرف بتقنية الوصف السمعي، وهي تقنية تجسد صوتيا الفقرات الصامتة التي تتخلل الأفلام، كي يتمكن المكفوفون وضعاف البصر، بمساعدة أجهزة الاستماع، من متابعة لقطات من الفيلم، موصوفة بشكل دقيق. وقد أنتجت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ثلاثة أفلام مغربية بهذه التقنية. ويتعلق الأمر بفيلمي "البحث عن زوج امرأتي" و"لالة حبي" لمحمد عبد الرحمان التازي، و"السمفونية المغربية" لكمال كمال. وفي إطار سينما المكفوفين، تكفلت أيضا مؤسسة المهرجان بضيوفها من محبي السينما المكفوفين وضعاف البصر القادمين من جميع أنحاء المملكة، وذلك لتمكينهم من متابعة ثمانية أفلام بتقنية الوصف السمعي. كما تم طبع ملخصات الأفلام بطريقة "برايل"، بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية من قبل المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين. وقد ارتأينا في مؤسسة المهرجان، فتح التجربة على جماهير عربية أوسع، ولذلك جرى الاتفاق مع النجم نور الشريف للترويج للتجربة على المستوى العربي، وقبل ذلك نسعى ونرغب في أن تأخذ التجربة قسطها الوافر من التنفيذ محليا عبر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والقنوات التلفزيونية وشركات الإنتاج المغربية، لإنتاج ليس فقط دبلجات صوتية لأفلام سينمائية، وإنما تعميم التجربة على البرامج الوثائقية وغيرها، خصوصا لو اعتمدنا تقنية التلفزة الرقمية والأرضية (تي إن تي) المتوفرة، والتي يمكنها إنجاح عملية توسيع الاستفادة من برمجة الأفلام والوثائقيات لفائدة المكفوفين وضعاف البصر. أسس المهرجان في الدورتين الأخيرتين لتقليد جديد يتعلق بالمنحة التي يخصصها لسينما المدارس. ما هي القيمة المضافة لهذه المنحة؟ للتوضيح فقط يجب التمييز بين فقرة سينما المدارس، وهي مباراة سينمائية تتوج بجائزة ودعم، ومشروع تقديم منح دراسية للطلبة المسجلين في شعبة السينما، فهما أمران مختلفان. وفعلا، قررت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش إحداث مشروع لتقديم منح دراسية للطلبة المسجلين في شعبة السينما بالمدارس العمومية والخاصة بالمغرب. والفكرة تأتي في سياق تركيز وتكريس الجهد الذي تعتمده مؤسسة المهرجان برئاسة الأمير مولاي رشيد، للمساهمة في الإشعاع الوطني والدولي للفن السابع بالمغرب، وذلك عبر دعم على شكل منح للدراسة أو التدريب، ليستفيد منها الطلبة ذوو الاستحقاق من جنسية مغربية، والذين خضعوا للتكوين في المؤسسات المغربية والمختصة، ليصبحوا في السنين القليلة المقبلة دعامات إضافية لتطوير العمل السينمائي بالمغرب. من جهة أخرى، حصل فيلم "من لواد لهيه" للمخرج محمد عواد على النجمة الذهبية لأفضل فيلم مغربي قصير ضمن مسابقة "سينما المدارس"، وقيمتها 300 ألف درهم، وهي منحة خاصة من الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بهدف دعم الفيلم المقبل للمخرج الشاب. ومن خلال هذه المنحة، سنتمكن من اكتشاف مواهب كانت تنتظر فقط من يمول أحلامها في مجال السينما، وهي موجودة بين طلبة المدارس ومعاهد السينما بالمغرب، كما أن دعم العمل الثاني للفائز خطة ذكية هدفها تمتين تجربة المخرج الشاب والدفع بها نحو الأمام. سجلت مجموعة من الاحتجاجات من طرف البعض بدعوى "إقصائهم" من حضور المهرجان (بعض الفنانين، جمعية للنقاد، بعض الصحافيين...)، ما هو ردكم على هذا الاتهام؟ نعيد التأكيد أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لا يقصي أحدا بالاسم أو الصفة، وهو مفتوح فعلا أمام رجالات ونساء الإعلام والفن والنقد، فهذا أمر مبدئي لدينا. هذا من جهة. من جهة أخرى، لا بد من التمييز بين صيغتين تقنيتين مختلفتين تماما وتترتب عن كل واحدة منهما ترتيبات إدارية وتقنية خاصة، الأولى هي صيغة الحصول على اعتماد لحضور فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ثم صيغة الحصول على تغطية كاملة أو شبه كاملة من قبل المهرجان، إضافة إلى أن لطلب الاعتمادات تاريخا دقيقا يعلن عنه بشكل قبلي ولمدة كافية تمكن كل متابع ومحب للمهرجان من التهيئ للتقدم بطلبه والإدلاء بما يطلب منه من وثائق ثبوتية لحضور فعاليات المهرجان، وهذا مسار تقني لا بد منه ويتم العمل به في كل مهرجانات العالم الكبرى. كما أن التغطية الكاملة للإقامات هي لصناع السينما بالأساس من مخرجين وممثلين وتقنيين، وهي جموع كبيرة تشارك في المهرجان بأفلامها، إضافة إلى عموم المختصين في الفن السابع الذين لهم علاقة مباشرة بفعاليات الدورة. في الدورة 11 من المهرجان، اختلط الحابل بالنابل وأصبح البساط الأحمر للمهرجان في متناول جميع الحاضرين، في الوقت الذي يخصص أساسا لمرور النجوم والنخبة من الحاضرين إلى المهرجان. ما تعليقكم على هذه المسألة؟ أنا شخصيا، والأكيد أن باقي الفريق التنظيمي للمهرجان يشاركني الرأي، مسرور تحديدا بالبساط الأحمر، إذ لاحظنا هذه السنة احتراما تلقائيا للجمهور لدلالة البساط، ولاحظنا كيف اجتهد الحاضرون والمدعوون من أجل الظهور بلباس لائق بالمهرجانات الكبرى. لقد كانت تلك طريقتهم في الاحتفال معنا. وأنا أحيي من هذا المنبر، كل من احتفل بالسينما والدورة 11 من المهرجان عبر مروره من البساط الأحمر. ولا أخص فقط الممثلين والمخرجين، بل أغلب من مر على البساط، أو جميعهم، الذين تمتعوا على طريقتهم بالمهرجان، وكأنهم في عرس عائلي، وهذا أمر يثلج صدورنا. أجرت الحوار: نورا الفواري

الدورة 11 من مهرجان مراكش شهدت إقبالا استثنائي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الـجـوهـري تـعـود إلـى المـسـرح بـ "راس الـخـيـط"

الانتخابات المهنية سلوك وممارسة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات