سـوق العفاريـت فـي قبضـة “الفتـوات”

يوجد على بعد أمتار من أزمور في اتجاه "مازاكان" وذوو السوابق يتحكمون في مداخيله بقوة "العضلات" استيقظ سكان أزمور ذات يوم من 2012 على سوق عشوائي خلف محطة القطار بتراب الجماعة القروية أولاد رحمون. فمن رحم أزمة عقارية كادت تعرقل مشروعا سكنيا اجتماعيا لأحد النافذين، ولد سوق العفاريت على مقطع طرقي يربط الطريق السيار بالمدينة، ليظل منذ قرابة خمس سنوات في يد فتوات وذوي سوابق يتولون استخلاص مداخيله دون أن تستطيع الجماعتان الترابيتان التوصل إلى "اتفاق" يرضي الطرفين ويمكنهما من عائدات السوق. لم يعرف الزموريون، منذ 40 سنة، غير سوق "ثلاث أزمور" الذي كان يقام، ثلاثاء كل أسبوع، على مساحة واسعة مجاورة للمحطة الطرقية. ومع مرور الأيام، حجز السوق لنفسه مكانة مهمة في خريطة الأسواق الأسبوعية بدكالة، بسبب السمعة الطيبة التي اكتسبها عدد من جزاريه، لذلك أضحى عدد كبير من سكان إقليم الجديدة، يفضلون لحومه التي لا غش فيها ولا تدليس. "ثلاث أزمور" وبتوالي السنوات، كبر السوق وازداد مرتادوه وزبناؤه، خصوصا عشاق الخضر الطازجة، إذ كان المجمع التجاري الأسبوعي ينعقد وسط منطقة الولجة، واجهة الشريط الفلاحي لهشتوكة والبير الجديد، التي كانت تعد خزانا مهما للخضر، قبل أن تتضرر هذه المنطقة بارتفاع نسبة ملوحة المياه التي يتم التغلب عليها حاليا في إطار مشروع سقي 22 ألف هكتار بالتنقيط. مشروع عقاري في خضم ثورة السكن الاجتماعي وبالضبط أواسط 2010 ، كانت أزمور على موعد مع مشروع سكن اجتماعي هي الأخرى على غرار باقي المدن المغربية، بدايته كانت فوق رقعة أرضية مجاورة للسوق، أخذ البناء يزحف على سوق "ثلاث أزمور" كبقعة الزيت، قبل أن تجد البلدية نفسها مضطرة إلى الدخول مع الشركة العقارية صاحبة المشروع في مساطر التخلي عن السوق الأسبوعي للمدينة الذي كان يدر عليها مداخيل لابأس بها، وانتهى الأمر بتفويت السوق، ليستيقظ السكان ذات يوم من 2011 ليجدوا أنفسهم دون سوق أسبوعي. موجة احتجاج لم يتقبل سكان أزمور الطريقة التي تم بها الإجهاز على سوقهم الأسبوعي، ما ترجمته المعارضة داخل البلدية في نقاشات ساخنة تردد رجع صداها بالشارع الأزموري، كما أن مكترين لمرافق السوق عبروا عن تذمرهم مما وقع. ومن رحم الاحتجاج والتذمر، بعث سوق "ثلاث أزمور" من جديد فوق بقعة أرضية تمتلكها بلدية أزمور بتراب الجماعة القروية لأولاد رحمون غير بعيدة عن المدار الحضري. سوق دون سياج ودون مواصفات الأسواق الأسبوعية، أقيم على طريق تؤدي إلى "مازاكان"، حيث تتعالى مكبرات الأصوات "الخشنة" لتصل آذان السياح والوافدين مرددة "ها دوا الطوبا والفيران والقمل". واقع علق عليه أحد الظرفاء "إننا نستعرض التخلف على مشارف أكبر منتجع سياحي بالمغرب". فتوات مداخيل تنص المادة 83 من القانون التنظيمي رقم 14/113 المتعلق بالجماعات الترابية، على أن المجالس الجماعية تقوم بإحداث وتدبير المرافق والتجهيزات العمومية اللازمة لتقديم خدمات القرب، ومنها إحداث الأسواق الأسبوعية. والحال أن السوق الحالي لم يحدث لا بمقرر من المجلس الجماعي لأزمور ولا من المجلس الجماعي لأولاد رحمون، الأمر الذي يتعذر معه بحكم القانون إصدار قرار جبائي لاستخلاص مداخيله منذ 2012 تاريخ إحداثه. وعلى خلفية ذلك، ترك السوق لفوضى عارمة يتولى خلالها فتوات وذوو سوابق فرض إتاوات على بائعي مختلف السلع والمواد الاستهلاكية وعلى رحبة المواشي ومواقف الدراجات والسيارات والشاحنات. ومرت خمس سنوات على هذا السوق العشوائي الذي تباع فيه اللحوم دون مراقبة والدواجن وكل المواد الاستهلاكية المفروض أن تشملها عناية خاصة صيانة لصحة وسلامة المواطنين، ليظل هذا السوق عنوانا بارزا لفوضى المرافق العمومية التي لا تخضع لأي قانون. عبدالله غيتومي (الجديدة)

سـوق العفاريـت فـي قبضـة “الفتـوات”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العلمـي يحـذر تجـار السخانـات "الملغومـة"

التحقيق في تسمم 230 سجينا بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات