تنسيق مع ״لادجيد״ والعقلان المدبران داخل السجن وقيمة المحجوزات فاقت 25 مليار درهم عرض المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، صباح أمس (الأربعاء) أسلحة نارية عبارة عن بندقيتين متطورتين وخراطيش من مختلف الأحجام، ضبطت بحوزة شبكة الكوكايين التي فككتها مصالح أمنية مختلفة، كما عرض الكميات المحجوزة من المخدرات الصلبة والشيرا، معبأة في أكياس بلاستيكية، إضافة إلى ثماني سيارات تحمل ترقيما أجنبيا ووطنيا. وقال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إن المخدرات المحجوزة، أول أمس (الثلاثاء)، جرى ضبطها بالتنسيق بين أجهزة أمنية ضمنها مديرية الدراسات والمستندات (لادجيد). وأوضح الخيام، في ندوة صحافية بمقر المركز بسلا، إن الكميات المحجوزة تفوق قيمتها المالية 25 مليار درهم، حسب الثمن المقدر وصوله إلى المستهلك، مضيفا أن العقلين المدبرين للعملية يوجدان داخل سجن مغربي ويحملان الجنسيتين الهولندية المغربية، إذ سبق أن جرى إيقافهما في وقت سابق، مشيرا إلى أن «مصدر المخدرات المحجوزة هو فنزويلا»، وكانت موجهة بالأساس نحو أوربا، وخصوصا إسبانيا. وذكر الخيام أن التحريات الأولية للبحث أظهرت أن بعض الموقوفين يحمل جنسيات مزدوجة مغربية إسبانية، ومغربية هولندية، مضيفا أن لهم ارتباطات بأشخاص آخرين بالإمارات العربية المتحدة وألمانيا ودول من أمريكا اللاتينية على رأسها فنزويلا. واستنادا إلى المتحدث ذاته، سبق للشبكة ذاتها أن أدخلت، في 2014، خمسة أطنان ونصف طن من الكوكايين، كما حجزت مصالح الشرطة، قبل سنتين، كميات مهمة بسيدي بوعثمان بضواحي مراكش، وظلت الأبحاث متواصلة، إلى أن وصلت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، استنادا إلى معلومات وفرتها مديرية مراقبة التراب الوطني ومديرية الأمن الوطني، إلى الكميات الأخرى، وهوية الأشخاص الذين كانوا يسعون إلى ترويجها. ونبه الخيام أن الكمية المحجوزة، أول أمس (الثلاثاء)، تعد أكبر كمية يشهدها المغرب، مضيفا أن المصالح الأمنية المغربية لم يسبق لها أن حجزت مثل هذه الكميات في السنوات الماضية، ولم تظهر التحقيقات، حسب قوله وجود، ارتباطات بين الأشخاص الذين أوقفوا في الشبكة الجديدة مع عناصر شبكة أخرى فككتها المصالح الأمنية قبل سنة بالداخلة. من جهته، أوضح العميد الإقليمي، أبوبكر سبيك، رئيس الخلية المركزية للتواصل بمديرية الأمن، أن عينات من الكوكايين المحجوز أحيلت على المختبر العلمي للشرطة، وأظهرت النتائج أن نسبة التركيز للمخدر فيها تبلغ 93 %، وهي سابقة في تاريخ المغرب، بعد أن كانت هذه النسبة تصل، في أعلى درجاتها، إلى 72 % في السنوات الماضية، وهو ما رفع قيمتها المالية في السوق إلى ما يفوق 25 مليار درهم. من جهته، شدد الخيام على أن أعضاء الشبكة استفادوا من تجارب «كارتيلات» بأمريكا اللاتينية وفرت لهم خبرات مهمة في طريقة تهريب المخدرات، التي وصلت إلى الجنوب المغربي، قبل أن ينقلها المهربون إلى البيضاء وفاس ومكناس والناظور، مضيفا أن الشبكة كانت لها امتدادات أخرى في شبكة سابقة، وقام أعضاؤها الموقوفون بتخزين الكميات. والمثير، يضيف الخيام، أن بعض الموقوفين كانوا يستعينون بأفراد عائلاتهم أثناء نقل وتهريب المخدرات حتى لا يثيروا الانتباه، مؤكدا في الوقت نفسه أن التحريات مازالت قائمة لإيقاف متورطين آخرين، وأن أفراد الشبكة سيحالون على النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بتمارة، بعدما حجزت المخدرات بالنفوذ الترابي للمحكمة. عبد الحليم لعريبي