استرجاع الملك العمومي … “جعجعة بلا طحين”

أصحاب المقاهي ومواطنون توحدوا في المطالبة بتعميم عملية التحرير درءا لكل انتقائية وأنت تتجول بشارع 2 مارس الراقي بالبيضاء، لا بد أن يثير انتباهك مشهد مخلفات عملية تحرير الملك العمومي، الذي احتله بعض أصحاب المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية، ما جعل المنطقة عنوانا للفوضى والتسيب. مظاهر الفوضى التي اكتسحت أحياء البيضاء، جعلت السكان يتساءلون عن دور السلطات المنتخبة والأمنية في إنقاذ المنطقة من براثن الفوضى التي تهدد معالمها وتشوه صورتها لدى زوار المدينة من مغاربة وأجانب، وبعد سلسلة من صرخات المواطنين والحملات الإعلامية، تحركت السلطات أخيرا بتعليمات من والي البيضاء في حملة لاستعادة الملك العمومي، إلا أنه من خلال جولة لطاقم «الصباح» والاستماع إلى كافة الأطراف، اتضح أن هدفها الأول والأخير لا يهم المواطن، أو المخالفين للقانون، بقدر ما يهم استخلاص الضرائب من جيوب المتهربين منها. علامات كبرى رغم ما يقال حول نفوذ بعض المقاهي والمطاعم الحاملة لعلامات عالمية، ومساهمة ذلك في حمايتها من هدم جرافات السلطات المحلية بعمالة الفداء مرس السلطان، إلا أن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد حملة مضادة لتحريف الحملة عن أهدافها وللتغطية عن تجاوزات بعض المقاهي، التي تجاوز أصحابها القانون، فمن خلال جولة «الصباح» بشوارع 2 مارس تبين أن تلك المحلات التابعة لأسماء وماركات عالمية لم تستثن من عملية التحرير، بعد أن قرر المسؤولون إزالة الكراسي التي كانت تحتل جزءا كبيرا من الشوارع. شكايات المواطنين اشتكى سكان 2 مارس بالبيضاء، سلوكات بعض أصحاب المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية، المتمثلة في وضع متاريس إسمنتية وحواجز مشكلة من الزجاج والإطارات الحديدية، من أجل استغلال فضاء خارجي يعود في الأصل إلى الملك العمومي، وهو ما يكبل تحركات المارة. وطالب عدد من سكان مقاطعة الفداء مرس السلطان المسؤولين في حديث مع طاقم «الصباح» بوضع مخطط استعجالي يصحح الاختلالات التي تعيش على وقعها العاصمة الاقتصادية، ويقوم بنشر ثقافة المدينة والسلوك الحضاري والتعايش واحترام الآخر وتحسين مستوى عيش الأفراد والجماعات، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للنهوض بالبيضاء، حتى يتم تصحيح الصورة السوداوية التي كونها السكان عن مدينتهم. احتجاج المتضررين لم يخف المتضررون من حملة تحرير الملك العمومي الذي دشن بالشوارع التابعة لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، امتعاضهم من الطريقة التي تم اعتمادها أثناء عملية هدم الإطارات والمباني والستائر، مشيرين إلى أنها لم تحترم المهلة الممنوحة لأصحابها لإزالتها أمامهم دون أن يكبدهم ذلك خسائر مالية جسيمة. "أمولا نوبة" عاينت «الصباح» بقايا مخلفات الهدم التي طالت مجموعة من المقاهي ب2 مارس، التي ينقسم شارعها إلى قسمين، الأول يدخل ضمن دائرة عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، وهو الذي عرف انطلاق حملة محاربة احتلال الملك العمومي في صفوف المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية، فيما القسم الثاني من الشارع نفسه مازال يرفل أصحابه في نعيم الفوضى والتسيب، قبل أن يصرح عدد منهم أن الحملة لم تشملهم بعد لأنهم يدخلون ضمن نفوذ عمالة أنفا، التي لم تشرع بعد في حملتها. وكشف أصحاب المقاهي التي شملتها حملة مراقبة مدى ملاءمة وضعيتها مع القانون واحترامها لرخص الاحتلال المؤقت للملك العمومي، أن عملية التحرير التي انطلقت ستشمل باقي المناطق التابعة لمختلف مقاطعات وعمالات البيضاء، مجتمعين على كلمة واحدة «كونوا هانيين النوبة جاية لكلشي». حجج المستثنين من الحملة قال مسيرو المقاهي الموجودة بشارع 2 مارس بالبيضاء، إن ممثلي السلطات المحلية قاموا بزيارتهم، وبعد الاطلاع على الوثائق التي تؤكد أحقيتهم في احتلال الفضاء التابع للملك العمومي بشكل قانوني، وجدوا أن الأمور تسير بشكل جيد باستثناء بعض المزهريات التي أمروا بإزالتها فورا، وهو ما استجاب له أصحاب المقاهي المذكورة دون تردد. وأضاف مسيرو المقاهي أن هذه الحملة ليست ظالمة كما يتم الترويج لها، مشيرين إلى أنها منصفة لأصحاب المقاهي والمواطنين المشتكين من احتلال الملك العمومي دون سند قانوني. وأشار المتحدثون أنفسهم، إلى أن المقاهي التي تتعرض إلى هدم منشآتها لا يمكن وصفها بالضحية، وإنما يأتي ذلك بسبب تعنت أصحابها في مخالفة قانون التعمير وعدم تأدية الضرائب عن الاحتلال المؤقت للملك العمومي. واطلع طاقم «الصباح» على مجموعة من الوثائق التي كشف من خلالها أصحاب المقاهي التي لم تطلها الجرافات، أنهم يحترمون دفتر التحملات ويؤدون الضرائب، بما فيها الاستغلال المؤقت للملك العمومي، مشيرين إلى أنهم يساهمون من خلال الاحتلال المؤقت في إنعاش مالية الجماعات والمقاطعات التي يدخلون ضمن نفوذها. النفاق الاجتماعي انتقد أصحاب المقاهي اتهامهم بالتغول على القانون، والإضرار بمصالح المواطنين، مشيرين إلى أن المشتكين من احتلالهم الملك العمومي يتميزون بالنفاق الاجتماعي، مضيفين «المنتقدون عندما يكونون في صفة زبناء يطلبون كراسي للجلوس في الفضاء الخارجي التابع للمقهى، وبعد ذلك ينتقدون الوضع». تعميم الحملة طالب أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، المنزعجون من هدم محلاتهم، بضرورة تعميم الحملة حتى تشمل كافة المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية بجميع مناطق البيضاء، عوض منطق «باك صاحبي» الذي يمكن أن يثير قلاقل في صفوف المنتمين إلى الميدان. وأضاف المتحدثون أنفسهم «رغم أننا في بعض الأحيان نتابع حملات ضد احتلال الملك العمومي، تقودها السلطات الجماعية والأمنية، إلا أن وقائع استمرار مسلسل فوضى الترامي على الملك العمومي، أكدت بالدليل أن هذه الحملات لم تكن سوى موسمية ووسيلة لذر الرماد في عيون المحتجين والمستائين من تفشي ظاهرة الاحتلال، التي أضحت نقطة سوداء في منطقتنا». محمد بها

استرجاع الملك العمومي … “جعجعة بلا طحين”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

شروط منصب النقيب تؤرق أوجار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات