مغربيات يرفعن شعار “ما معيدينش”

الأشغال المنزلية "المتعبة" ومشاهد الدم تجعل النساء "يكرهن" عيد الأضحى نساء شمرن عن سواعدهن، وعزمن على أن يقفن أمام مناسبة انتظرها الكثيرون بفارغ الصبر رغم أنها تتقل كاهله. سلاحهن "الجنوي" و"المقدة" و"الرابوز" و"المجمر"...، فيما سلاح تلك المناسبة "تمارة وشقاء" والكثير من الأشغال المنزلية المتعبة. رغم أن الكثير من المغربيات تلقين تفاصيل خطط الهجوم على منافستهن منذ الصغر، وتدربن على محاربتها ومواجهتها، أضحى بعضهن تشتكي قوة سلاح منافستهن، ورفعن راية الاستسلام في وجه مناسبة عيد الأضحى. فما كان عليهن سوى الصراخ بأعلى أصواتهن "ما معيدينش". أشغال قبل وبعد العيد قبل شهور من حلول عيد الأضحى، تستعد الكثير من العائلات المغربية لاستقباله، إذ تحاول توفير كل مستلزماته ابتداء من الأضحية و"الفاخر" ومرورا من "توابل" و"قضبان" ووصولا إلى "شواية" وغيرها. حتى إذا كلفها ذلك طلب قرض مالي من المؤسسات البنكية أو بيع أثاثها المنزلي.وفي المقابل، لا يمكن لهذا العيد أن يأتي دون أن يجد النساء يفكرن في الأشغال المنزلية التي ترافق حلوله، وتلك التي تليه. فقبل أن يطل عليهن يجب تنظيم المطبخ وشراء أوان جديدة، وتنظيف غرفة الضيوف وإعادة ترتيبها، وغير ذلك من الأشغال الضرورية. وبعد حلوله، وفي تلك الأثناء تبدأ مرحلة جديدة، سيما عند نحر الأضحية، إذ تبدأ أشغال منزلية أخرى "متعبة" تطفو على الواجهة. وبما أن الرجل المغربي، يتخبط في سلبيات ما يعرف بـ"التفكير الذكوري"، يتراجع إلى الخلف ويترك تلك الأشغال بين يدي المرأة، مؤكدا أنه تعب من أجل شراء "الحولي"، وغير ذلك، فهو من اختصاصها.وحتى بعد مرور أيام على حلوله تستمر "تمارة العيد"، المرتبطة بالتقاليد وعادات العائلات المغربية، إذ تبدأ مرحلة إعداد "القديد، والمجبنة، والكرداس"، أشغال قد لا تنتهي إلا بعد أسابيع من العيد. ومن أجل ذلك، كان لابد أن يأتي اليوم الذي تقول فيه بعض المغربيات، سيما الشابات والموظفات "باركة"، ويثرن في وجه تلك الأشغال المنزلية الناتجة عن شراء الأضحية.المحاولات مستمرة من أجل التخلي عن "الحولي"هن نساء "حادكات"، ولكنهن يرفضن الرضوخ لما يرفضه عليهن "عيد الكبير". يتقن مهارات مواجهة العيد الكبير، لكنهن لا يتحملن المزيد من الأشغال المنزلية في تلك المناسبة. فما كان عليهن سوى شن حملات ضد العيد، ومحاولة فرض قناعاتهن على أزواجهن. "حاولت السنة الماضية أن أقنع زوجي بأن يتخلى عن فكرة شراء الأضحية، وتعويضها بقضاء عطلة هذا العيد في أحد المنتجعات المعروفة، إلا أنني فشلت في ذلك"، وأضافت فوزية في حديثها مع "الصباح" أن هذه السنة اقتنع بالأمر، سيما بعد أن تأكد أن ثمن الأكباش مرتفع بسبب تساقط الأمطار أخيرا "قررنا السفر إلى مراكش لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ويوم عيد الأضحى"، مؤكدة أن قراراهما سيكلفهما أقل، مقارنة إذا اقتنيا الأضحية واحتفلا بالعيد بمنزلهما.وعن الأسباب التي جعلتها تفكر في السفر عوض شراء الأضحية، قالت فوزية إن الأشغال المنزلية في فترة العيد ترهقها، سيما أنهما يقضيان العيد لوحدهما بعيدا عن العائلة حيث من الممكن أن تحظى بالمساعدة "العيد الكبير كلو تمارة"، "شقاه فيه أكثر من حلاوتو".الحال ذاته، تعيشه مليكة، ربة بيت، التي أكدت أنها تحمل هم عيد الأضحى قبل حلوله بشهور، ليس لأنها تفكر في مصاريفه وفي الأضحية، لكنها تفكر في الأشغال التي ترافقه "كانت العائلة تجتمع بمنزلنا للاحتفال بعيد الأضحى، الأمر الذي كان يزيد الطين بلة"، مسترسلة "كنت أتكلف بإنجاز كل الأشغال المنزلية دون مساعدة من أحد، حتى قررنا السنة ما قبل الماضية، قضاء عطلة العيد خارج المغرب، باسبانيا، هناك استمتعنا بوقتنا أكثر بعيدا عن رائحة "بولفاف" و"القديد".وأضافت المتحدثة ذاتها، أن من المنتظر أن تشد الرحال رفقة زوجها وأطفالها يوم عيد الأضحى المقبل إلى إفران، عوض شراء الأضحية والتخبط في مشاكلها. مشــاهد مزعـــجة دم يلطخ الجدران، وسكاكين من كل الأحجام قرب إناء كبير مليء بالماء، و"مجمر" به فحم أحمر اللون، وقضبان من حديد على طاولة، رائحة غريبة تملأ المكان... كل ذلك تقشعر له أبدان الكثير من المغاربة، لكن لا مفر منه إذا كانت العائلة تصر على الاحتفال بالعيد ا بكل تفاصيله "الجملية" والبشعة".لكن، بمجرد أن يصبح بمقدور الشخص فرصة الاختيار بين تلك المشاهد، وبين الهرب بعيدا عنها، فالأكيد أنها ستحاول الهرب. وهذا بالضبط ما يحدث لفئة كبيرة من المغربيات اللواتي يكرهن ما يفرضه عليهن عيد الأضحى، إلا أن بعضهن يجدن التشجيع من أزواجهن، الذين يعجبون بفكرة التخلي عن الاحتفال بهذا العيد، إذ في الكثير من الأوقات هم من يطرحون تلك الفكرة على زوجاتهم. لكن الكثيرات يعتبرن الأقل حظا، يجدن صعوبة كبيرة في إقناع الطرف الثاني بفكرتهن، إذ يرفض الزوج الموضوع جملة وتفصيلا، ويؤكد أن ذلك لا يحتمل المناقشة "رغم أنني واجهته بالحقيقة، وأكدت له أن الأشغال المنزلية تتطلب مجهودا أكبر، رفض فكرة السفر يوم العيد عوض اقتناء الأضحية". وأضافت فاطمة، ممرضة، أن زوجها اقترح عليها فكرة السفر إلى عائلته بآسفي من أجل قضاء عيد الأضحى هناك، مع شراء الأضحية، وبذلك تجد من يساعدها "لم أستطع مناقشة الموضوع أكثر، وسافرنا إلى آسفي، على أن أعيد العملية ذاتها عيد الأضحى المقبل". إيمان رضيف

مغربيات يرفعن شعار “ما معيدينش”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قناعات فكرية تبعد مغاربة عن "المجمر" و"الفاخر"

ظواهر قبيحة تكشف وجهها كل عيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات