عمران: أسر كثيرة تتجه للتنازل عن العيد

أستاذ علم النفس الاجتماعي قال إن الجانب المادي ليس دائما سبب عدم شراء الأضحية قال عبد الرحيم عمران، أستاذ علم النفس الاجتماعي بكلية الآداب بالرباط، إن المشاكل المادية من بين الأسباب التي تجعل بعض الأسر المغربية تتخلى عن فكرة الاحتفال بعيد الأضحى. وأضاف عمران في حوار أجرته معه "الصباح"، أن أسبابا أخرى لا علاقة لها بما هو مادي، تدفع أسرا إلى الاحتفال بالعيد بطريقتهم الخاصة، مؤكدا أن المجتمع المغربي يرى في ذلك ابتعادا عن المرجعية الجماعية والهوية المغربية والثقافية. تقاليد كثيرة بدأت تندثر، من بينها الاحتفال بعيد الأضحى، كيف تفسرون ذلك؟أسباب عديدة تساهم في التخلي عن الاحتفال بعيد الأضحى، من بينها ما هو مادي، وأخرى غير ذلك. فحسب الإحصاءات الرسمية، فإن نسبة الفقر في المغرب مرتفعة جدا، وبالتالي شريحة كبيرة من المغاربة، بسبب فقرها ودخلها المحدود، ترهقها تكلفة العيد بما في ذلك سعر الأضحية الذي من الممكن أن يعرف ارتفاعا أو انخفاضا بين ليلة وضحاها، بالإضافة إلى مستلزمات العيد من فحم وتوابل وملابس وغيرها، والتي لا يمكن أن يستهان بها. وهذا ما يفسر لجوء بعض الأسر إلى رهن أو بيع أثاث منزلها وحاجياتها الخاصة من أجل شراء الأضحية. فيما تستفيد فئة ثانية من عروض المؤسسات البنكية، التي تستغل بدورها مناسبة عيد الأضحى ولهفة المغاربة على شراء الأضحية، وتضع عروضا تكون في صالحها، عكس ما يعتقد الكثيرون. فيما تقرر الفئة الثالثة عدم الاحتفال بهذا العيد، لأنها لم ولن تقوى على توفير الأضحية ومستلزماتها، وبالتالي الإكراهات المالية والاقتصادية، تلعب دورا أساسيا في قراراتها. وماذا عن الأسباب الأخرى التي تجعل بعض المغاربة يرفعون شعار "ما معيدينش"؟رغم أن عيد الأضحى يعتبر احتفالا بالمرجعة الدينية والثقافية والاجتماعية والأسرية، إذ أنه، بصفة عامة، يعد احتفالا جماعيا فيه يلم شمل الأسر المغربية، باعتبار أنه غالبا ما تجتمع العائلات الممتدة للاحتفال به، وبالتالي تصبح الفرحة كبيرة، إلا أن الكلفة الاجتماعية والتحضيرية للعيد، من بين الأسباب التي تجعل الكثير يتخلون عن فكرة شراء الأضحية، سيما أن تحضير طقوس العيد التي غالبا ما يتم تدبيرها بالمرجعية الجماعية، يتطلب طاقة كبيرة، وبالتالي تصبح مكلفة.كما أن تلك الكلفة، ونظرا للتطور الذي شهده المجتمع المغربي، خاصة في المدن الكبرى، وطبيعة ونوعية سكن شريحة كبيرة من المغاربة، إذ أصبحت تقطن بشقق بعمارات فيها العديد من السكان، بالإضافة إلى تراجع التعاون الأسري الجماعي، باعتبار أن بعض الأسر النووية أصبحت تعجز عن السفر إلى مدنها المرجعية بسبب ضيق الوقت وأشياء أخرى، ما جعل بعضها يتخلى عن شراء الأضحية وتطبيق الطقوس الخاصة بالعيد.. ومن بين الأسباب أيضا، نجد أن المرأة التي أصبحت، نظرا للعقلية الذكورية للمجتمع المغربي، تتكلف بكل الأشغال المنزلية التي ترافق عيد الأضحى، دون أن تتلقى المساعدة من الزوج أو الرجل. وبالتالي، فكل تلك الاكراهات، البعيدة عن ما هو مادي، تقف في وجه بعض الأسر المغربية الساعية في الوقت ذاته إلى الاحتفال، لكن دون مشاكل أو مواجهة العراقيل، ما جعلها تختار تدبيرا آخر، يمكنها من الاحتفال بالعيد، ولكن بأسلوب آخر، بعيدا عن الأضحية ومستلزماتها، وبعيدا عن أشغال البيت، إذ تفضل السفر، ولكن ليس إلى المدن المرجعية، بل إلى أماكن أخرى، بأقل تكلفة، نظرا لان الفنادق في هذه المناسبة تضع عروضا مغرية بالنسبة إلى هذه الفئة من المغاربة. هل المجتمع المغربي ينظر إلى تلك الفئة نظرة مختلفة؟ المجتمع المغربي خاصة في ما يتعلق بالمرجعيات الاحتفالية ذات البعد الديني، مجتمع محافظ، يحافظ على نزعته الطبيعية الفيزيولوجية الخاصة بالحفاظ على تقاليده التي توارثها جيلا عن جيل. إذ أنه لا يتقبل فكرة فئة التي تتخلى عن الاحتفال بعيد الأضحى، فهو يعتبر ذلك ابتعادا عن المرجعية الجماعية والهوية المغربية والثقافية. وبالتالي وانطلاقا مما سبق، فالمجتمع المغربي لن يتقبل بسهولة تدبير تلك الأسر مع عيد الأضحى. لكن الواقع هو أن شريحة كبيرة ذهبت في اتجاه "ما تعيدتش"، الذي غالبا ما يواجهه المجتمع بالصمت باعتبار أنه لا يتقبله. أجرت الحوار: إ . ر

عمران: أسر كثيرة تتجه للتنازل عن العيد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مراكش وتركيا تهيمنان على الوجهات السياحية

قناعات فكرية تبعد مغاربة عن "المجمر" و"الفاخر"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات