العياشي: التوازن الغذائي لعيد بلا مشاكل

أخصائي التغذية أكد أن المرضى مطالبون بتقليل تناول اللحوم يرى انبيل العياشي، أخصائي في علم الحمية والتغذية أنه من الصعب التوجه إلى فئة من المغاربة ممن يعانون أمراضا معينة ومطالبتهم بعدم المشاركة في طقوس عيد الأضحى التي لا تكتمل إلا بمشاركة الأهل والأصدقاء قطع الكبد المشوي، أو ما يعرف ب»بولفاف»، «فطلب مماثل سيدمر نفسية هذا الشخص المريض، علما أن التوازن الغذائي، الذي يجب أن يواظب عليه الجميع، مرضى كانوا أو أصحاء، كفيل بعدم حرمانهم من «العيد» ويضمن لهم الاستمتاع به وهو في صحة جيدة».واستطرد أخصائي التغذية، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، أن الوضع الصحي لبعض المرضى يفرض عليهم الاحتياط أكثر من غيرهم في ما يخص الكميات المسموح لهم باستهلاكها من اللحوم. ويتعلق الأمر، يواصل العياشي ب»مرضى القصور الكلوي، الذين عليهم أن يتناولوا كميات قليلة من اللحوم تختلف من شخص إلى آخر، لكن لا يجوز أن تتجاوز 80 غراما في اليوم، نظرا لغنى اللحوم بالبروتينات، المعروفة بمضاعفاتها الجانبية في مثل حالتهم، طبعا بعد استشارة أخصائي في التغذية، بالإضافة إلى المصابين بداء النقرص، المعروف تحت اسم «داء الملوك»، الذي له علاقة مباشرة باللحوم، الذين يتعين عليهم استهلاك كميات قليلة من اللحم حسب وزنهم، والأشخاص الذين يعانون ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب والشرايين، ويصاحبون أطباق اللحم بكميات كبيرة من الألياف الموجودة أساسا في الخضر والفواكه، على رأسها الرمان، مع الحرص على تناول أعضاء الخروف قليلة الدسم، والأمر ذاته ينطبق على المصابين بداء السكري، الذين يكونون أكثر عرضة من غيرهم إلى الإصابة بارتفاع الكوليسترول».وأكد أن الإكثار من تناول اللحوم الحمراء، قد يؤدي إلى نوعين من المشاكل، الأول يتجسد في اضطرابات هضمية تتجلى غالبا في الإسهال والتقيؤ، إذ أنها قد تظهر بشكل مفاجئ، بسبب تناول اللحوم الدسمة بشكل كبير خلال الوجبات الغذائية اليومية، والتي من الممكن أن تصل إلى 4 وجبات في اليوم، كلها تحتوي على اللحوم، طبقا رئيسيا، علما أن هضم اللحوم قد يتطلب ثلاث إلى أربع ساعات، «ثم إن هناك أمرا لا يجب تناسيه، هو أنه بالإضافة إلى الدهون المرئية (الشحم)، يحتوي اللحم على دهون غير مرئية، وبالتالي الإكثار من تناول اللحوم قد يؤدي إلى الإصابة برفع نسبة الكوليسترول في الدم، خصوصا بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بداء السكري، ويمكن أن يفاقم خطورة أمراض القلب والشرايين، والقصور الكلوي، وقد تنجم عن ذلك عواقب وخيمة»، يشرح العياشي.وأوضح العياشي أنه في أيام عيد الأضحى يكثر استهلاك اللحوم، وتتغير العادات الغذائية لمدة أسبوع، سيما في الأيام الثلاثة الأولى، في الوجبات الرئيسية الثلاث، وحتى بين الوجبات، إذ يتجاوز الفرد الواحد، بكثير تناول 200 غرام من اللحم يوميا، علما أن المعدل هو 100 على 150 غرام في اليوم، «وبطبيعة الحال، الإكثار من تناول اللحوم في فترة وجيزة، له أضرار وعواقب سلبية، كما هو الشأن بالنسبة إلى أي مكون غذائي آخر، على الجميع، وليس على المرضى فقط».ونبه أخصائي التغذية إلى أن اللحوم بشكل عام تحتوي على نسبة مهمة من البروتينات، قد تصل إلى 20 في المائة، ثم الدهنيات، «وهي عكس الدهنيات النباتية، المعروف أنها دهنيات صحية غير مشبعة، تقينا من ارتفاع الكوليسترول، بل هي دهنيات حيوانية، مشبعة، يؤدي الإكثار من تناولها إلى رفع نسبة الكوليسترول في الدم، وبالتالي يجب أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، سيما إذا علمنا أن لحم الخروف غني بالكوليسترول، وبالتالي الإكثار من تناوله قد يشكل خطرا على صحة الإنسان».وبخصوص الأشخاص المصابين بداء السكري أو ارتفاع الكوليسترول، أفاد العياشي أنه توجد إشاعة مفادها أنه يجب أن يبتعدوا عن تناول لحم الخروف، وتعويضها بلحم الماعز، «والحقيقة أن هؤلاء المرضى يجب أن يعلموا أن اللحوم جميعها لا تتوفر على سكريات، وأن ابتعادهم عن لحم الخروف الغني بالدهنيات مرده إلى أنهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليسترول، كما أنهم عندما يستهلكون لحم الماعز فهم يستهلكون الشحم أيضا، أي أنهم يقعون في الخطأ ذاته، والأمر ذاته ينطبق على لحم البقر الذي تبقى نسبة الذهنيات به أقل، لكن هذا لا يمنع من اتخاذ الإجراءات الوقائية ذاتها».من جهة أخرى، شدد العياشي على أن هناك بعض الأعضاء في الخروف أكثر غنى من غيرها بالدهون، ونسبة الكوليسترول، مثل الكبد والطحال والمخ ورأس وحوافر الخروف «الكرعين»، يستحسن للمصابين بالأمراض سالفة الذكر الابتعاد عنها، أو على الأقل عدم تناولها في يوم واحد، بل عبر فترات متباعدة، يومين، أو على الأقل يوم واحد، بغية منح الوقت الكافي للجسم لكي يحرق الكوليسترول، فضلا عن الإكثار من شرب الماء والعصائر والإقبال أكثر على الخضر والفواكه، وتفضيل طريقة الشواء في الطهو، أو وضع اللحم في الفرن، مع إزالة الدهون المذابة من حين لآخر. ه. م

العياشي: التوازن الغذائي لعيد بلا مشاكل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أبيض: لا ترشيح مشتركا بين تحالف "جي 8"

مغاربة محرومون قسرا من العيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات