رضوان: الطريق إلى ضمان خدمة تعليمية للمعاق طويل

رئيس جمعية آباء وأصدقاء المعاقين ذهنيا بالبيضاء قال إن السلطات لا تقدم أي دعم ومنحة وزارة التضامن لا تغطي ثلث التكاليف اعتبر علي رضوان، رئيس جمعية آباء وأصدقاء المعاقين ذهنيا، أنه بالرغم من بعض المكاسب، فإن الطريق ما يزال طويلا للاستجابة للحاجيات، بالنظر إلى العدد الكبير للأسر التي يعاني أطفالها الإعاقة، مضيفا أن أغلب هذه الأسر تشكو الهشاشة، ما يضطر الجمعية إلى طلب التماس دعم وزارة الأسرة والتضامن، من أجل تقديم الدعم لهذه الأسر، مشيرا إلى أن جواب الوزارة يمكن أن يدوم طويلا. وأكد أن الدعم لا يتعدى 900 درهم، في حين أن تكاليف التكفل من طرف الجمعية تصل إلى 2500 درهم، مضيفا أن الجمعية لا تتوصل بأي دعم من لدن مجلس المدينة أو الجهة أو السلطات المحلية عموما، ما يجعل عددا من الأطفال، في ظل الإمكانيات المحدودة للجمعية، محرومين من التعليم والإدماج.وفي ما يلي نص الحوار: ما تقييمكم لوضعية تعليم المعاق؟تعتبر جمعيتنا المرصد الحقيقي لرصد وضعيتي التعليم والصحة بالنسبة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، ولا أبالغ إذا قلت ذلك، فجمعيتنا، التي لها تاريخ طويل في احتضان أطفال يعانون أخطر أنواع الإعاقات وأصعبها على مستوى المرافقة الصحية والتعليمية، تؤكد أنه، رغم بعض المكاسب، مازال الطريق طويلا من أجل ضمان خدمة تعليمية وصحية للمعاق ذهنيا، ليس بسبب غياب التأطير أو انعدام الكفاءات، بل بسبب ضعف الإمكانيات المادية بالأساس، وتقاعس بعض الجهات عن دعم هذه الفئات. فبخصوص التعليم ، يعلم الجميع أن من أولويات الجمعية تقديم هذه الخدمة باعتبارها حقا من حقوق الإنسان وسندنا في ذلك هي الوزارة باعتبارها الجهة الوحيدة التي تقدم الدعم لجمعيتنا، لكن هذا الدعم الذي لا يتعدى 900 درهم لكل طفل غير كاف، لأن الطفل يكلف الجمعية 2500 درهم فكيف لنا بتحصيل الباقي؟ والحال أن أطرافا أخرى غائبة وهي مجلس المدينة ومجلس الجهة والجماعات المحلية والعمالة وغيرها، لم نر منها ذلك الدعم الحقيقي الذي يأخذ بعين الاعتبار الموقع الاعتباري لجمعيتنا، التي لها رصيد تاريخي وتجربة كبيرة في مواكبة المعاق، وتعتبر جمعية ذات نفع عام. الأكثر من ذلك أننا لم نتلق حتى الأجوبة على مراسلاتنا، فما بالك بالدعم الذي نريده، والحال أن جمعيات عائلية أو مكونة من 6 أفراد تتلقى دعما من هنا وهناك، لدرجة أن البعض جعل من العمل الجمعوي سجلا تجاريا في وقت تعاني فيه الجمعيات الجادة الأمرين.ما هي البرامج التي تنجزها الجمعية لمساعدة هذه الفئة من الأطفال من أجل التمدرس والإدماج داخل المجتمع؟إن أغلب الأسر التي تلجأ إلى الجمعية هي من الفئات الفقيرة التي لا تتوفر على تغطية صحية، ومستواها المعيشي ضعيف جدا بسبب عدم توفرها على دخل قار لضمان تمدرس أبنائها المعاقين ذهنيا، إذ تضم الجمعية حوالي 400 طفل ينتمون إلى أسر تشكو الهشاشة .ويتم ضم هؤلاء الأطفال إلى الجمعية عن طريق القيام بدراسة للحالة المادية للأسرة التي تتقدم بطلب تسجيل ابنها بالجمعية. وبناء على هذا الطلب، تطلب الجمعية من الأسرة تهييء ملف يتضمن وثائق حول الحالة الاجتماعية، إضافة إلى شهادة طبية تثبت إعاقة الطفل، وبعد إتمام الملف نوجهه إلى وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، مصحوبا بطلب إلى الوزارة الوصية نلتمس فيه دعم الأطفال المتحدرين من أسر فقيرة، لكن يمكن أن يطول الانتظار قبل التوصل بجواب التكفل من طرف الوزارة، علما أن المنحة التي تحيلها الوزارة على الجمعية لا تغطي نصف التكاليف.وبخصوص البرامج، نؤكد أن الجمعية، بما تملك من كفاءات وأطر مختصة معروفة بنضالها وبنكران ذاتها، نفذت وتنفذ برامجها على أحسن ما يرام في كل ما يتعلق بالمواكبة النفسية والصحية والتعليمية التي تخضع إلى معايير دولية ذات الصلة خاصة بالجانب البيداغوجي والنفسي. وعلى ذكر المواكبة الصحية أحرص على إحاطة القائمين على الصحة أن منحة "كنوبس" غير كافية بالنسبة إلى المعاق، كما أن الأسر التي ليست لها تغطية صحية يجب أن يشملها نظام "راميد".هل الطاقة الاستيعابية للمراكز التابعة لجمعيتكم كافية؟< بالتأكيد نعم، ونحن على استعداد لتلبية كل الطلبات لكن شرط الحصول على المنحة بالقدر الكافي وليس 900 درهم التي لا تكفي ، فالمعروف أن هنا ك الكثير من الطلبات من طرف الأسر المعوزة قد تصل إلى ستمائة طلب في السنة، لكن عدم استجابة الوزارة المعنية لتقديم المنحة يجعلنا مكتوفي الأيدي أمام تسجيل عدد أكبر من الأطفال المتحدرين من أسر فقيرة. وللأسف هناك الكثير من الأسر التي تظل طلباتها معلقة، في انتظار موافقة الوزارة على هذه المنحة، ويمكن أن يطول الأمر سنوات كما قلت سابقا، وقد يموت المعاق دون أن يتمكن من ولوج مراكزنا. والطاقة الاستيعابية للجمعية في الوقت الحالي تصل إلى حوالي ستمائة طفل موزعة على مختلف مراكز الجمعية في انتظار تفعيل الشراكة الحقيقية بين جمعيتنا والوزارة الوصية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجالس المنتخبة والقطاع الخاص من أجل الاستمرار في تحديث بنياتنا التحتية واستكمال بناء مشروع دار بوعزة.ما هي الصعوبات التي تواجهونها في الجمعية؟ الصعوبات التي نواجهها تخص بالأساس الدعم المادي ، لأن الطفل المعاق لديه العديد من المتطلبات الباهظة والمكلفة من أطر متخصصة ومختصين نفسيين، وأطباء عامين، ومتخصصين في الترويض، مع ما يعني ذلك من تكاليف مادية. لكن الجمعية لا تستطيع توفير كل هذه المصاريف بمفردها لوجود كثير من الالتزامات الأخرى مثل توفير حافلات النقل ووجبات الأطفال، فنحن ملتزمون بالنقل والإطعام ولا سبيل لنا إلى ذلك إلا 900 درهم منحة لكل طفل التي لا تكفي في ظل العوز الذي تشكو منه الجمعية التي عانت الكثير من سوء تدبير أمورها واختلاس أموالها على يد الرئيس السابق الذي لم يحركه الضمير ومازال يأكل أموال المعاقين بالباطل والقضاء ، بسيره البطيء، أعطى الفرصة لهذا الرجل ليستمر في أكل أموال المعاقين وأملنا ، في هذا الصدد أن تدرك السلطات القضائية أن ملفات الجمعية لها طبيعة خاصة، فهي تتعلق بأرواح بشرية لا حول لها ولا قوة وبجمعية تسعى إلى تمكين هؤلاء من حقوقهم المغتصبة وتحاول أن لا تصاب بالسكتة القلبية لا قدر الله . وأملنا في القضاء أن يعتبر أن ملفات جمعيتنا المعروضة عليه هي ذات طبيعة اجتماعية وتتعلق بأرواح بشرية ومن ثم وجب التعجيل في طيها رحمة ورأفة بمعاقين ذهنيين لا ملاذ لهم بعد الله إلا مراكزنا التي يجدون فيها العطف والحنان وإرادة إدماجهم في المجتمع.ونعتبر في جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا أن دسترة حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة تعد مكسبا كبيرا لهذه الفئة من المجتمع، التي يبلغ عدد أفرادها 3 ملايين، أي ما يمثل 10 في المائة من العدد الإجمالي للسكان، طبقا لإحصاءات رسمية، ما يستدعي بلورة سياسات مندمجة لفائدة هذه الفئات من أجل إدماجها للمساهمة في التنمية الاقتصادية للمغرب. أجرى الحوار: عبد الواحد كنفاوي

رضوان: الطريق إلى ضمان خدمة تعليمية للمعاق طويل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"فزاعة الإسلاميين" على محك الانتخابات

هدر ألف يوم عمل بنيابة الفقيه بنصالح

مقالات ذات صلة