“فزاعة الإسلاميين” على محك الانتخابات

فوز حزب النهضة بانتخابات تونس يحجم خطاب التخويف من العدالة والتنمية ويخدمه سياسيا الديمقراطية هي من جاءت بالإسلاميين، في حزب النهضة، إلى تونس، فهل يحافظ هؤلاء على الديمقراطية ويحمونها من "التدين" ويضمنون حق الاختلاف؟ لأنها من حملتهم إلى السلطة ضدا على ديكتاتورية الحزب الوحيد. النهضة.. واجهة الإسلاميين المغاربة ما إن أعلن عن فوز حزب النهضة في تونس بانتخابات المجلس التأسيسي، حتى سارع عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، للتلميح إلى أن حزبه قد يحصد النتيجة نفسها في الانتخابات التشريعية. ما يجمع بين الحزبين أن لهما مـواقــف متقاربـة، كما أنهما يشتغــلان وفــق المقاربة نفسها. "لــو كــان الحقــل السياسي بدون قيود، وبدون تحكم، لحققنا النتــائج نفسها، لكن العمل السياسي في المغرب متحكــم فيــه، ويخضع لهنـدسة انتخابية تعطي النتائج المرجوة"، هكذا علق مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، على فوز النهضة الإسلامي بهذه الانتخابات في تــونس، تصريح يكشف عن تلمس الحزب لطريقــة لاستغلال هذه النتائج في صالح تحقيق تقــدم للعدالة والتنمية في الانتخابات التشـريعية، ولإسقاط فزاعة الإسلاميين.حزب النهضة الإسلامي، برئــاسة راشــد الغنوشي، ما إن فاز بالانتخابات حتى سارع لطمأنة الداخل والخارج، بتوجيه رسائل واضحة، إلى كل من يتوجس من فــوز الإسلاميين في تونس، مفــادها أن الحزب مع "إعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واحترام استقــلالية القضــاء، ومجلة الأحوال الشخصية واحترام حقــوق المرأة بل وتــدعيمهــا علــى قاعدة المساواة بين المــواطنين بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة التي ينتمون إليها"، كما طمأنت قيــادة الحزب رؤوس الأموال والشركاء الأجانب بشأن التعهدات التي تربطها بتونس.العدالة والتنمية يقتفي أثر الغنوشيالأسلوب نفسه، يشتغل به حزب العدالة والتنمية منذ إعلان موعد الانتخابات السابقة لأوانها، فالأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، يطرق الأبواب كلها هذه الأيام، بعد زيارته إلى مقره البورصة بالدار البيضاء، يحل ضيفا على مقر الاتحاد العام لمقاولات المغرب. وحتى تصريحاته تحاول أن تقلل من "فزاعة الإسلاميين"، حتى أن بنكيران يبدو في كثير من تعليقاته على الأحداث ملكيا أكثر من الملكية نفسها.من جهة أخرى يجتهد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى طمأنة القائمين على صناعة القرار السياسي بالمغرب، بأن الأمر يتعلق بحزب سياسي يشارك في اللعبة السياسية، وقد أبان الحزب خلال المرحلة الأخيرة أنه "داخل الصف"، حين يتعلق الأمر بالتعبئة للاستفتاء على الدستور أو محاصرة حركة 20 فبراير أو التوافق بشأن القوانين داخل مجلس النواب. سعى حزب العدالة والتنمية طيلة هذه الفترة إلى تحقيق شروط الاندماج السياسي، رغم أن البعض لم يكتف بـ"شيطنة" الحزب، بل حاول جاهدا أن يعزله في محيطه الحزبي، تارة بتحريك وزارة الداخلية للرد على خرجات قيادييه، وتارة أخرى بتحريك الأحزاب السياسية نفسها لمهاجمة العدالة والتنمية، ردا على تصريح لأمينه العام في مؤتمر حزبي، وتارة أخرى تشكيل تحالفات تجعل من الحزب الإسلامي "فزاعة" يخيفون بها الناخبين.فساد التعددية وديكتاتورية الحزب الوحيدلسان حزب العدالة والتنمية، كتب عن فوز حزب النهضة التونسي بانتخابات المجلس التأسيسي، قائلا إنه "يعكس رسالة واضحة إلى الخطاب الاستئصالي في بلدان العالم العربي من أن مناوراته عبث ومآلها الفشل. وأن الرهان على هذا الخطاب لإرباك إرادة شعوب المنطقة في التحول الديمقراطي رهان فاشل ومؤقت، مهما كانت الأدوات متقنة ومحكمة الإخراج"، مشيرا إلى أنه "من غير الممكن تجاهل آثار الحدث التونسي على المغرب"، كما اعتبر الحزب أن "استعمال فزاعة الإسلاميين لم يعد ورقة مجدية بقدر ما أصبح قوة دفع للشعوب من أجل الوعي بمسؤولياتها في تحقيق التغيير وإنصاف الحركات الإسلامية المعتدلة".تشترك التجربتان المغربية والتونسية في حزبين، هما النهضة والعدالة والتنمية، غير أن الاختلاف يكمن في الواقع السياسي الذي حكم كلا التجربتين، فتونس عاشت في ظل الحزب الوحيد لسنوات طويلة، فقطعت مع المرحلة ودخلت تجربة ديمقراطية بغض النظر عمن يفوز بها، ما دامت تحقق أهداف الثورة وتصالح التونسيين مع صناديق الاقتراع، أما في المغرب فقد عاش التعددية السياسية منذ البداية، غير أنها وظفت في صناعة الخرائط السياسية والتحالفات الحزبية الانتخابية، فتحولت التعددية إلى واحدة من حالات الفساد السياسي في البلاد، ما جعل المغاربة يعزفون عن المشاركة السياسية، فهل تشكل الانتخابات المقبلة في ظل دستور 2011 مدخلا نحو ديمقراطية حقيقية وخريطة سياسية تعبر عن واقع الكتلة الانتخابية؟ قد يفيد تحقيق ذلك، بغض النظر مرة أخرى عمن يفوز في الانتخابات، بداية أخرى تعيد الثقة إلى الناخب وتنهي سنوات التوافق السياسي. إحسان الحافظي

“فزاعة الإسلاميين” على محك الانتخابات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حزب النهضة يرتب الأوراق "الجيوبوليتيكية" لدول الجوار

رضوان: الطريق إلى ضمان خدمة تعليمية للمعاق طويل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات