حزب النهضة يرتب الأوراق “الجيوبوليتيكية” لدول الجوار

قصوري: على المغرب احتواء الإسلاميين والاستفادة من الربيع العربي السؤال المركزي المطروح اليوم على المغرب في ظل المعطيات الجديدة التي أفرزها فوز حزب النهضة الإسلامي بأغلبية ساحقة في المجلس الوطني الانتقالي بتونس، وانتصار الإسلاميين الجهاديين في ليبيا، هو كيف سيتعاطى معها لضمان لعب دور جيوبوليتيكي في المنطقة برمتها؟ هذا أهم ما يجب أن يتعاطى معه المغرب، حسب المحلل والباحث السياسي والمختص في الحركات الإسلامية، إدريس قصوري، إذ يرى المحلل ذاته أنه ينبغي على المغرب اليوم ألا يخاف من هذه المعطيات الجديدة، وألا يصارعها بل أن يقترب منها، خاصة تونس التي تبين كل المؤشرات أنها ستكون حليفا قويا للمغرب.وقال قصوري إن فوز حزب النهضة ربما يكون شكل صدمة أو مفاجأة بالنسبة إلى بعض المحللين السياسيين الذين بنوا تحليلاتهم على ما كان يظهره التونسيون، وأهملوا معطى إجراء بحث ودراسة دقيقين لمعرفة ما يضمره الناس، وهو ما سبق أن طفا على سطح العراق سابقا، لكن الدول العربية لم تنتبه إليه، إذ كان الحزب البعثي مسيطرا ولم يسمح بظهور مجموعة من التيارات الإسلامية، إلا بعد سقوطه، "كان يجب أخذ العبرة من تجربة العراق التي ظهر فيها بعد سقوط نظام صدام حسين الصدريون وعدة فرق دينية ذات مرجعية إسلامية متشددة، وكلها كانت موجودة ولم تسقط فجأة من السماء، لذلك يجب التعامل مستقبلا مع الناس على أنهم يظهرون عكس ما يضمرون، وحين تتأتى لهم الحرية المطلقة كما هو الحال في تونس يعبرون عن آرائهم ومواقفهم بصراحة".سؤال الخريطة السياسية التي ستفرزها الخريطة الربيعية أصبح برأي المحلل السياسي ذاته "ثانويا"، لأنه "تبين أن الربيع العربي أعاد صياغة المشروعية السياسية لجميع الأنظمة العربية المتصارعة والمختلفة، وهي في معظمها عسكرية انقلابية. في الجزائر الحاكم هو النظام العسكري وفي ليبيا كذلك، والنظام كان أمنيا بامتياز في تونس، والنظام في موريتانيا هجين وليد انقلابات، لكنه في المغرب نظام ملكي له مشروعية تاريخية، لذلك لا يجب أن ينظر الآن إلى المعطيات الجديدة من باب إن كانت الأنظمة القادمة ذات مرجعية دينية أو لا، بل عليه أن يسعى إلى الاستفادة من هذه التحولات والتكيف معها، وهو بالفعل فتح المجال أمام الإسلاميين المعتدلين الذين انخرطوا في الحياة السياسية وشاركوا فيها وكان لهم حضور قوي في جميع المؤسسات". وأضاف أن موازين القوى الآن وشروط الذكاء تفرض في الفترة الراهنة "احتواء" الإسلاميين وفتح المجال أمامهم لأن "الربيع العربي هم من يتحدث الآن، وكل ما يهم الغرب ليس هو مرجعية الحاكمين، بل حل المشكلات الكبرى في العالم، وما يهمه أيضا هو سياسة مراجعة المخاطر التي تواجه الجميع، لذلك المشكل بالنسبة إليه ليس في الإيديولوجية، بل في المكون الذي يستطيع أن يدبر برنامجا ناجعا لمواجهة المشكلات الاجتماعية الكبرى، ومحاربة الفساد والمؤسسات الصورية التي تتحكم فيها لوبيات من الخارج، ما يهم الآن هو الاستقرار في هذه الدول وبذلك نلاحظ جميعا أن سؤال المرجعية تراجع إلى الوراء وأصبح ثانويا.وقال قصوري إن الخوف لا يكمن الآن في اللحية أو الحجاب، بل في ما سيقدمه الفائزون الجدد للمواطن، "إذا لم يوفر الفائزون للمواطن الشغل ويضمنون لهم العيش بكرامة فإنه لن يهتم بلحاهم أو حجابهم ما يهمه هو حل مشكلاته الاجتماعية وضمان عدالة اجتماعية، وعلى هذا الأساس سيحاسب التونسيون حزب النهضة إذا لم يحل مشاكلهم المتراكمة، ولن تشفع له مرجعيته الدينية، وهذا ما يجب العمل به حتى في بلادنا، الخوف لا يجب أن يكون من المرجعية، حتى لو أن في بلادنا بالفعل حركات إسلامية لا تؤمن بالحوار، لكن المعتدلين قادرين على مواجهتها إذا ما فجرت أي صراع، وذلك بمشاركتهم الفعلية في الحياة السياسية للبلاد". ض. ز

حزب النهضة يرتب الأوراق “الجيوبوليتيكية” لدول الجوار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ظريف: التونسيون صوتوا على نقيض بنعلي

"فزاعة الإسلاميين" على محك الانتخابات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات