خسائر كبيرة بميناء طنجة المتوسط بسبب الإضرابات

انخفاض الإنتاج بعد الامتناع عن شحن وتفريغ السفن وميناء الجزيرة الخضراء ينتعش تكبد ميناء طنجة المتوسط، في الآونة الأخيرة، خسائر مادية مهمة تقدر بملايين الدراهم نتيجة احتقان بين العمال المكلفين بتحميل وتفريغ الحاويات والشركتين المرخص لهما بتدبير الرصيف التجاري للميناء.وأفاد بلاغ للسلطة المينائية بالمركب المذكور، أن النشاط الإجمالي لمناولة الحاويات المسجل برسم الأشهر الثلاثة الماضية، عرف انخفاضا واضحا قدرت نسبته بحوالي 13 في المائة مقارنة مع الثلاثة أشهر السابقة، وعزا البلاغ التراجع إلى عدة عوامل أساسية، من أهمها انعكاسات حالة التوتر الاجتماعي الذي تعيشه محطتا الحاويات بالميناء.وكانت الإضرابات الأخيرة، التي خاضها عمال الشركتين "أ. ب. م. ترمنال طنجة" و"أوروغيت" متعددة الجنسيات، أدت إلى توقف عمليات تحميل وتفريغ عدد من السفن الراسية في الميناء، وألزمت المسؤولين عن الشركتينب تخفيض إنتاجهما إلى أدنى المستويات، إذ وصلت إلى أقل من 15 في المائة، ما اضطر عددا من السفن إلى تحويل وجهتها نحو موانئ متوسطية أخرى، خاصة ميناء الجزيرة الخضراء، الذي أصبح يمتص في الآونة الأخيرة جزءا هاما من حركة الملاحة الدولية عبر مضيق جبل طارق.وتأتي استفادة ميناء الجزيرة الخضراء من الوضع بعد أن كان شهد تراجعا غير مسبوق على مستوى استقبال البواخر التجارية، التي أصبحت تفضل التوجه إلى ميناء طنجة المتوسطي، الذي عرف منحى تصاعديا منذ أن تحولت أنشطة النقل البري الدولي وشحن البضائع إليه من ميناء طنجة المدينة في منذ ماي 2010.وذكرت مصادر متطابقة أن الصراعات ما تزال مشتعلة لحد الساعة بين العمال وإدارة الشركتين بسبب مضايقات تمارس ضد العمال وعملهم النقابي، فضلا عن التهديدات والتخويفات والإهانات التي يتلقونها بشكل يومي من قبل المسؤولين عن الشركتين، ما جعلهم ينظمون اعتصامات متتالية بالمدخل الرئيسي للميناء للتعبير عن استنكارهم وتذمرهم من قرارات الطرد التي طالت عددا من زملائهم في العمل. وفي هذا السياق، ذكر ياسين برباح، الكاتب العام لنقابة عمال شركة "أوروغيت"، أن حالة الشلل التام التي يشهدها الميناء حاليا ناتجة عن صراع انطلق منذ أشهر بين الشركة وعمالها، بعد مطالبتهم بتنظيم العمل والزيادة في الأجور وإدماج مستخدَمي الملحقات في الشركة الأم وتسوية المنح والمستحقات، وهي مطالب، حسب برنامج، مشروعة لم تستجب لها الشركة وتكون بذلك هي المسؤولة عن هذه الوضعية المتأزمة.وقال برباح ل"الصباح" إن "النقابة انخرطت بحسن نية في سلسلة من الحوارات مع إدارة الشركة والسلطات الولائية والمينائية إلى حدود منتصف غشت الماضي، لكنها اكتشفت في النهاية أن العملية مجرد وسيلة للمماطلة وربح الوقت، فقررت خوض سلسلة من الوقفات الاحتجاجية وتخفيض المردودية من أجل الاستجابة لمطالب العمال، إلا أن المسؤولين عن الشركة لم يعيروا أي اهتمام لذلك، واستمروا في توجيه التهديدات للعمال المنضوين تحت لواء النقابة وتخويفهم في محاولة لتركيعهم وضرب العمل النقابي، كما أنها بنهجها هذا تريد مقايضة السلطتين المينائية والمحلية في حقوق يضمنها قانون الشغل ببلادنا وتؤكد عليها الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب".وأكد المسؤول النقابي في ختام تصريحه ضرورة عودة المطرودين والعمل بالعقود المباشرة والدائمة، عوض استغلال العمال بعقود مؤقتة عن طريق وكالات السمسرة، مع تنظيم توقيت العمل بالمحطة تفاديا لسياسة الإنهاك التي تنهجها الإدارة في حق العمال، بالإضافة إلى احترام معايير الصحة والسلامة المهنية بالمحطة، وكذا العمل النقابي تماشيا مع القانون المغربي وكل القوانين والمواثيق الدولية.من جهة أخرى، نفى محمد هشامي، مسؤول بشركة "أوروغيت" ذات أغلبية الأسهم الألمانية، كل الاتهامات التي يوجهها العمال إلى إدارة الشركة، مؤكدا أن باب الحوار مازال مفتوحا مع نقابة العمال، وكل من السلطات المحلية بما فيها والي مدينة طنجة وعامل عمالة الفحص أنجرة ومندوب وزارة التشغيل، من أجل إيجاد حل يرضي الطرفين وتهدئة الأوضاع بالميناء.كما أكد المسؤول نفسه لـ "الصباح" أن الشركة لن تتراجع عن قرار الطرد الذي اتخذته في حق عدد من العمال، الذين قال إنهم ارتكبوا أخطاء مهنية تستوجب في نظره الفصل، بحسب ما ينص عليه قانون الشغل بالمغرب، معتبرا أن تخفيض المردودية من 20 حاوية إلى حاويتين في اليوم يعتبر توقيفا للعمل يرفضه القانون، مبرزا أن النقابة لا تتوفر على مقترحات عملية لتطوير العمل داخل الشركة بما يخدم مصلحة الطرفين، بل تتشبث بمقترح وحيد يتجلى في إرجاع العمال، وهو المقترح الذي ترفضه الإدارة، مشيرا إلى أن الشركة ماضية في اتجاه الدعم الاجتماعي للعمال ولم تكن تنتظر نتائج الحوار مع النقابة من أجل القيام بذلك. المختار الرمشي (طنجة)

خسائر كبيرة بميناء طنجة المتوسط بسبب الإضرابات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقتل مستشار تجمعي بتطوان بطعنة من أخيه

لجان مجلس المستشارين صادقت على 60 نصا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات