الهمة يحسم صراع التزكيات لفائدة “لكل الديمقراطيين”

أسباب وتداعيات انسحاب خال مؤسس حزب "البام" كما يرويها مقربون من الهمة أكدت مصادر متطابقة خبر تقديم حميد نرجس استقالته من حزب الأصالة والمعاصرة، مرجعة السبب إلى رفض اللجنة الوطنية للانتخابات مسطرة انتقاء مرشحي الحزب في الجهة، فضلا عن مرشحات اللائحة الوطنية، وهو ما أكده بلاغ المجلس الوطني الأخير، الذي شدد على وجوب احترام المسطرة التي وضعتها اللجنة الوطنية للانتخابات، بما يعني ذلك رفض ترشيحات اللجنة الجهوية للبام بمراكش، التي "أقصيت" منها فاطمة الزهراء المنصوري، فضلا عن مناضلات بالحزب في الجهة لفائدة مستشارات في مجلس المدينة. وشمل الأمر أيضا ترشيحات اللوائح المحلية بالجهة، التي عرفت صراعا غير مسبوق بين جناح مقرب من نرجس، وآخر محسوب على مجموعة يساريي المكتب الوطني. أفادت المصادر ذاتها أن خلافات الهمة مع خاله نرجس، بسبب حرب الأخير على فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش، كانت سببا أيضا في حسم الصراع لفائدة جناح لكل الديمقراطيين داخل اللجنة الوطنية للانتخابات، من خلال رفض مقترحات اللجنة الجهوية لمراكش، وهو ما قرأ فيه البعض امتدادا لصراع بدأ منذ مدة لينتهي إلى ترجيح كفة "جناح لكل الديمقراطيين" على حساب جناح البرلمانيين.وأضافت المصادر ذاتها أن الخلافات بين مؤسس الحزب وخاله بدأت بعد إعلان الهمة قرار استقالته من اللجنة الوطنية للانتخابات ولجنة التتبع، وهي الاستقالة التي كشفت تصدعات كادت تعصف بالحزب في تزامن مع حمل صور رموزه من طرف حركة 20 فبراير، وبلغت شظايا هذا الصراع الأمانات الجهوية للحزب في كل من البيضاء ومراكش والجديدة ومكناس، إضافة إلى شباب الحزب في أجهزته المسيرة وطنيا وجهويا، وهو صراع انتهى إلى نشر غسيل أعضاء الحزب وقيادييه في مواقع على الانترنيت، من قبيل فيسبوك وتويتر ويوتوب، إذ اتهم أعضاء موالون للبرلماني الطاهر شاكر في صفحة فيسبوك، رئيسة بيت الحكمة وعضو المجلس الوطني، خديجة الرويسي، بخدمة أجندة خارجية "صهيونية" ضد الإسلام، الشيء الذي أدى إلى اتخاذ لجنة الأخلاقيات داخل الحزب قرارا يقضي بطرد العضوين اللذين روجا هذه الاتهامات الخطيرة.مصدر مقرب من يساريي الحزب يوضح ل"الصباح" أن استقالة نرجس، وإن لم تكن رسمية، فإن أصداءها خيمت على أشغال اللجنة الوطنية للانتخابات، أول أمس (الاثنين)، مضيفا أنها محصلة تراكمات عاشها الحزب في المدة الأخيرة، وأن صراع التزكيات في المنطقة ليس سوى واجهة لأزمة سببها خال الهمة، الذي أراد، حسب رأيه، فرض وصايته على «البام» بجهة تانسيفت الحوز، مستفيدا من علاقة القرابة التي تربطه بمؤسس الحزب، وهو ما كان سببا، يضيف المصدر ذاته، في غضبة أطر «البام» ومناضليه بالجهة وفي باقي أجهزته التقريرية، مضيفا أن رسالة الحزب اليوم واضحة، وهي أنه ليس حزب العائلات، ولن يكون كذلك، متهما نرجس بأن لا علاقة تجمعه بالمشروع الفكري والسياسي للبام، وأن تحركاته تعاكس هذا التوجه.ولم يتسن للصباح معرفة رأي نرجس في اتهامات مناوئين له داخل الحزب، إذ حاولت الاتصال به، إلا أن هاتفه المحمول ظل يرن دون مجيب، فيما أوضح الأمين العام محمد الشيخ بيد الله في تصريح ل»الصباح» أنه لم يتوصل لحد الآن بأي استقالة رسمية من الأمين الجهوي حميد نرجس، إلا أنه، بالمقابل، أفاد أن الخلافات التي عرفها الحزب بجهة مراكش بسبب الانتخابات، عادية ولا تبعث على القلق على مصير الحزب، مشددا على أن جميع الأحزاب تعيش على الإيقاع ذاته، واعتبر الأمين العام أن اللجنة الوطنية للانتخابات ستحسم قريبا في هذه الخلافات.من جانبها، ذكرت مصادر من المكتب الوطني ل"لبام" أن لقاء اللجنة الوطنية للانتخابات مساء أول أمس )الاثنين(، انتهى إلى البت في حوالي 90 في المائة من التزكيات، وأنه تم رفض معظم ترشيحات اللجنة الجهوية للانتخابات بمراكش، إذ تمكنت فاطمة الزهراء المنصوري من نيل تزكية الحزب في دائرة سيدي يوسف بن علي، كما تم وضع فتيحة العيادي وميلودة حازب على رأس لائحتين محليتين بالمدنية ذاتها، وهو ما قرأته المصادر ذاتها، على أنه انكماش لتيار المحافظين داخل الحزب لفائدة تيار لكل الديمقراطيين، الذي تمكن من فرض وجوه جديدة على رأس اللوائح.بداية الصراعكان حميد نرجس دخل في صراع مع قيادة الحزب، مدعوما من قبل جناح المنتخبين، ما جعله عرضة للنقد من طرف منتسبي الحزب بجهة مراكش تانسيفت، التي يشغل فيها منصب المنسق الجهوي، وكذلك رئيس الجهة باسم الحزب. وشهدت الاجتماعات الأخيرة للكتابة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة غليانا كبيرا بين المنسق الجهوي حميد نرجس وأعضاء من الكتابة الجهوية بخصوص المعايير المعتمدة في مجال منح التزكيات للترشح للاستحقاقات البرلمانية المقبلة.ففي الوقت الذي أعلن نرجس إعطاء الأسبقية في أغلب التزكيات للبرلمانيين السابقين دون أن يكشف المعايير المعتمدة في هذا الشأن، انتفض موالون لجناح لكل الديمقراطيين، معلنين رفضهما لهذا التوجه، كما طالبوا المنسق الجهوي بالكشف عن مذكرة صادرة عن المكتب الوطني في شأن المعايير الواجب اتباعها في منح التزكيات.وكان عضو المكتب الوطني حسن بن عدي كلف، سابقا، من طرف الأمين العام بعقد جلسة استماع مع حميد نرجس حول مشاكله مع أعضاء في الحزب بالجهة، كما عقد جلسة خاصة مع فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة المدينة، التي اشتكت سابقا تصرفات نرجس إلى الأمين العام، وهددت بتقديم استقالتها من العمودية، لولا تدخل الهمة الذي أقنعها بسحبها. كما سبق لعدد من أعضاء الحزب بالجهة أن اتهموا نرجس بمضايقة المنصوري عن طريق التحالف مع عضو الاتحاد الدستوري بمجلس مدينة مراكش، الذي حاربه الهمة في وقت سابق، ولد العروسية، واستمالة باقي مستشاري العمدة ضدها، خاصة المنتمين إلى أحزاب اليمين، فيما فضلت المنصوري التقرب من أعضاء العدالة والتنمية في حربها ضد نرجس.وحسب مصادر مطلعة، فإن الاحتجاجات التي قابلت بها العمدة فاطمة الزهراء المنصوري طريقة انتقاء مرشحات البام في اللائحة الوطنية، أمام أنظار أعضاء اللجنة الوطنية للانتخابات، أججت المواجهات بينها وبين الأمين الجهوي للحزب، الذي اعتبر أن محضر اجتماع اللجنة الجهوية يثبت أنه تم التوافق على آلية انتخاب المرشحات للائحة الوطنية، التي شغلت فيها زكية المريني، رئيسة مقاطعة جليز، الرتبة الأولى. فيما لم تترشح المنصوري وميلودة حازب وفتيحة العيادي، احتجاجا منهن على "خرق" مسطرة الترشيح كما تضمنتها مذكرة الأمين العام.من جانبها، أكدت مصادر من المكتب الوطني أن اللجنة الوطنية للانتخابات رفضت كافة اللوائح التي لم تحترم فيها مسطرة وضع التشريحات، وعلى رأسها لائحة جهة مراكش تناسيفت، ما دفع الأمين الجهوي إلى العودة إلى سيناريو التلويح بالاستقالة من أجل الضغط على اللجنة الوطنية للانتخابات عشية حسمها في لوائح الترشيح، علما أن الشيخ بيد الله يؤكد في هذا الصدد أنه يصعب تحقيق التوافق في ظل هذه الظروف المتشنجة التي ترافق لحظة الانتخابات.حرب التزكيات وكانت صراعات الحزب بالرحامنة، معقل الهمة، بين مسؤولي الحزب بالمنطقة بسبب التزكية للانتخابات، أدى ايضا تأجيج الوضع داخل الحزب بالجهة، خاصة بعد تأكد خبر عدم ترشح الهمة في الدائرة التي حصد فيها في انتخابات 2007 ثلاثة مقاعد برلمانية إلى جانب خاله نرجس وفتيحة العيادي.واعترف حميد نرجس الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة خلال اجتماع سابق للحزب بالمنطقة، أن "البام" يعيش ضعفا على مستوى الهيكلة، مقارنة مع الوضع في قلعة السراغنة، وحمل الجميع مسؤولية ذلك، مضيفا أن هناك أشخاص سلكوا الطريق الخطأ بعد أن اتخذوا من الصراع طريقا للتموقع الحزبي، علما أن الحزب عاش وضعا مثيرا بجهة مراكش تانسيفت الحوز بعد تقديم عدد من أطره استقالتهم من "البام" والتحاقهم بأحزاب أخرى، خاصة حزب العدالة والتنمية، ووجه عضوان مستقيلان نسخة من استقالتهما إلى الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، ووالي جهة مراكش، شرحا فيها الأسباب التي دفعتهما إلى الاستقالة، وينتقدان الحزب بسبب القرارات الانفرادية المتخذة على صعيد مدينة مراكش، والازدواجية في المسؤولية بين منسق محلي ورئيس مجلس مقاطعة وغيرها من الأسباب الأخرى.وكان 22 مستشارا بجماعة تسلطانت، ضواحي مراكش، وخمسة أعضاء من المجلس المسير لجماعتي الجعيدات ورأس العين، بإقليم الرحامنة، أعلنوا في وقت سابق استقالتهم من الأصالة والمعاصرة، كشفوا من خلالها الدوافع والأسباب التي جعلتهم يغادرون حزب "البام"، المتمثلة في سيطرة من أسموهم "رموز الفساد" على شؤون الحزب وقراراته بالجماعات القروية.وهو الصراع الذي انعكس على أشغال اجتماعات المكتب الوطني في ما بعد، لما طالب قياديون في الحزب علنا برحيل حميد نرجس الأمين العام الجهوي للحزب بجهة مراكش تانسيفت، خاصة بعد تهديد فاطمة الزهراء المنصوري بالاستقالة من عمودية مراكش.وعبر قياديو "البام" هؤلاء عن قلقهم من تحركات وقرارات الأمين الجهوي، واتهموه بمحاولة استغلال نفوذه وقرابته من الهمة في تسيير شؤون الحزب بمراكش.مقربون من نرجس يوضحون أن الشخص الذي تربطه علاقات قوية مع بعض قادة العدالة والتنمية، الخصم السياسي الأول لـ"البام"، معروف بقوة شخصيته وعدم مرونته في التعامل مع الأوضاع المحيطة به، فضلا عن إصراره على إبعاد المناوئين له بأي ثمن، إلى درجة أصبح الجميع يتفادى الدخول معه في خلافات، إلا أن موالين له تشبثوا ببقائه في الحزب، معلنين انسحابا جماعيا من "البام" في حال عدم تراجه حميد نرجس عن استقالته، وهو ما من شأنه تأزيم الوضع التنظيمي للحزب بجهة مراكش وإضعاف حظوظه في الانتخابات المقبلة. رشيد باحة

الهمة يحسم صراع التزكيات لفائدة “لكل الديمقراطيين”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يلتزم بعدم التدخل في برنامج الحكومة

توضيحات من الداخلية بشأن استغلال مقالع الرمال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات