حكايات غريبة لنساء عن فترة “الوحم”

تختلف من امرأة إلى أخرى وكلهن يؤكدن أن رغباتهن أثناءها خارجة عن إرادتهن يختلف "الوحم" من امرأة إلى أخرى بينما تبقى علاماته الأساسية المتمثلة في الأعراض المصاحبة له منها القيء والغثيان والعياء وغيرها قاسما مشتركا بينهن، ومن العلامات التي تظهر على المرأة خاصة في الثلاثة أشهر الأولى. ولعل أبرز ما يميز مرحلة "الوحم" لدى النساء في المجتمع المغربي هو رغبات تناول أطعمة متنوعة حتى الغريب منها، وذلك ما سنحاول اكتشافه من خلال استيقاء مجموعة من الحالات لنساء يحكين تجربتهن مع "الوحم".كانت بداية توتر علاقة أحلام بزوجها وإبداء استيائها من روائح عطوره ومواد تنظيف جسمه أولى العلامات التي بدت عليها في بداية حملها. "كنت أطالبه دائما بأخذ حمام حتى وإن كان أخذه للتو لأنني لم أكن أحتمل الجلوس إلى جانبه وأشعر بحالة من الغثيان نتيجة رائحة الصابون والشامبوان الذي يستعمله" تحكي أحلام، التي باتت معاناتها تزيد يوما تلو الآخر وتشعر وكأن العالم كله في حاجة إلى تنظيف، فكلما امتطت سيارة أجرة أو ذهبت إلى التسوق أو مر بمحاذاتها شخص في الشارع تشم روائح تجعلها تصاب بالدوار.تتذكر أحلام مرحلة "الوحم" وتؤكد أنها لم تكن تبالغ في كل ما كانت تشعر به، وأن الشيء الوحيد الذي كان ينسيها ذلك هو رغبتها اليومية في تناول المثلجات رغم تزامن حملها مع فصل الشتاء. وإذا كانت علاقة أحلام عرفت توترا مع زوجها في بداية حملها وسرعان ما استطاع التأقلم مع وضعها الصحي والنفسي، فإن نسيمة كانت أكثر تعلقا بزوجها وزاد حبها له، فقد كان الشخص الوحيد الذي لم تكن تتشاجر معه حتى وإن كانت في حالة نفسية سيئة، عكس ما كان يحدث مع أفراد عائلاتها.وتؤكد نسيمة أن "الوحم" جزء لا يتجزأ من الرغبات التي تشعر بها المرأة في بداية حملها والتي استمرت معها حتى الأشهر الأخيرة، فرغباتها لا تعرف حدا أو نهاية وفي كل مرة تشتهي تناول أطعمة كثيرة في الآن ذاته، لا يتوانى زوجها عن إحضارها أو تكليف فرد من العائلة بطهيها ودعوتها لتناولها."الفواكه..العصائر..الحلويات..المملحات..الأسماك..الأطباق التقليدية المغربية مثل "الكسكس" و"الرفيسة" وغيرها"، تقول نسيمة كلها من المأكولات التي أبدت رغبة في تناولها أثناء "الوحم"، موضحة أن طلباتها لم تكن تنتهي فقد كانت تشتهي تناول أي شيء يخطر ببالها.أما فوزية فلم يكن يحلو لها تناول أي وجبة طعام خلال مرحلة "الوحم" دون أن تضيف إليها كمية من الملح الأمر الذي زاد من وزنها كثيرا، وكاد يعرض حياتها إلى الخطر لعدم اتباعها نصيحة الطبيب. وتحكي فوزية أن ما كانت تقوم به أمر خارج عن إرادتها وكان وسيلة تساعدها على تناول الطعـام الذي تشعــر دائما أنه فـي حاجة إلى إضافـة كمية مـن الملـح حتى يكـون قـابلا للأكـل.وأثارت سعاد استغراب أفراد عائلاتها لأنها كانت تفضل طهي طعامها أثناء مرحلة "الوحم" بأنواع كثيرة من الأعشاب مثل "الزعتر" و"الزنجبيل" و"القرفة" و"القزبر المجفف" وغيرها، الأمر الذي كان يمنح طعما غريبا لمأكولاتها نظرا لاستعمالها كميات كبيرة منها في الوجبة الواحدة."في بداية حملي اضطر زوجي إلى تناول وجبات سريعة خارج البيت لأن الطعام الذي أحضره كان لا يعجبه"، تقول سعاد، مسترسلة "ربما معه حق في ذلك لكن تناولي طعاما محضرا بأنــواع كثيــرة من الأعشاب كان رغبة أقوى مني ولم أكن أستطيع مقاومته".وكانت مرحلة "الوحم" عند أسماء أكثر غرابة فلم تكن تشتهي تناول الطعام المحضر في منزلها وإنما كانت دائما تطرق أبواب منازل الجارات كلما شمت رائحة طعام طيب منبعثة منها."لحسن الحظ كانت الجارات في العمارة التي أقطن بها يتفهمن الأمر وإلا كنت سأصاب بإحباط شديد في حال رفض إحداهن ذلك"، تحكي أسماء.تتذكر الحاجة زهرة في العقد السادس من عمرها فترة "الوحم" التي تقول عنها إنها مرحلة صعبة جدا لأن حماتها كانت تنصحها بشم رائحة القطران كلما شعرت بغثيان، ما كان يزيد معاناتها ورغبتها في القيء، خاصة أنها لم تكن تجرؤ على قول لا.وتعتبر الحاجة زهرة، التي أنجبت ثمــانية أبنــاء أن المرأة التي تعيــش مرحلة "الوحم" في الوقت الراهن أوفر حظا لأن بإمكانهــا اختيــار ما ترغب في تنــاوله، عكــس ما عــاشتــه، بمــا أنهـا كــانت مضطــرة لتقــاســـم الوجبــة الغـــذائية نفسهــا فــي بيت حمــاتها حتى وإن كانت لا تعجبها. أ. ك

حكايات غريبة لنساء عن فترة “الوحم”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحالف الثماني يكشف برنامجه الانتخابي

الوحم... بين الحقيقة والوهم

مقالات ذات صلة