رحيل “با عبد الرحمان”… كاتم أسرار المنتخبات

المكلف بالأمتعة عاش في الظل ومات وحيدا وأخذ معه علبته السوداء رحل أول أمس (الاثنين) إلى دار البقاء، كاتم أسرار المنتخبات الوطنية لكرة القدم بجميع فئاتها، ومربي أجيال توالت على المعمورة، تبحث لنفسها عن موطئ قدم في عالم الكبار.اسألوا عنه النيبت وروسي وبصير، واستفسروا عن طيبوبته الجيل الذهبي لمونديال الشباب بهولندا، وتعرفوا على المعدن الحقيقي للرجل من أفواه جمال فتحي، ومصطفى الحداوي، وهنري ميشال... إنه با عبد الرحمان، كما يحلوا للاعبين تسميته، ذلك الرجل النحيف، الذي لا يكل ولا يمل من تأدية المهام. لم يكن أبدا رجلا عاديا، يشتغل ضمن الطاقم التقني لأحد المنتخبات الوطنية، يتقاضى أجرا شهريا، مقابل مهمة يؤديها فقط، ولكنه ذاك الأب الحنون، والأخ العزيز، والصديق الوفي، وعلى الخصوص "كاتم أسرار" الجميع، والمكلف بالمهمات الصعبة، حتى في أحلك الظروف، والعلبة السوداء للمركز الوطني بالمعمورة.كل ركن وشجرة ونبات في محيط المركز يعرف با عبد الرحمان، ويحفظ تقاسيم وجهه عن ظهر قلب، بدراجته النارية العجيبة، التي كانت تقطع المسافات في سبيل إرضاء الطلبات.لم يكن لسان يطاوعه لقول "لا"، ولم يكن ولعه وعشقه وتفانيه في أداء عمله يترك له مجالا لأخذ نفس عميق، يقف من خلاله على مصيره بعد السنين الطويلة التي قضاها في خدمة كرة القدم الوطنية.رحيل با عبد الرحمان سيترك فراغا في فضاء المعمورة، فراغا ليس تقنيا أو إداريا، وإنما روحيا، بعد فقدان تلك اللمسة الإنسانية التي تضفي على المكان سحرا خاصا، بعيدا عن المنافسة وصراعات البقاء للأصلح، لأن البقاء لله أولا وأخيرا...عاش عبد الرحمان شفيق أسعد أيامه في المعمورة، بين الخضرة والجمال، ومات بعيدا، هناك فوق سرير أبيض داخل مصحة، كأي رجل مرض فمات. لكن الأكيد أنه مات بغصة نكران الجميل، والتجاهل في أصعب اللحظات،رحل من دون تكريم، كالعديد من أبناء هذا الوطن ممن عاشوا في الظل، وماتوا... ن. ك

رحيل “با عبد الرحمان”… كاتم أسرار المنتخبات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

برشلونة وميلان وتشلسي تبحث عن تأهل مبكر

مقترح لإقامة معسكر الأسود بإفريقيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات