بولبرص: الجامعة مسؤولة عن تواضع المنتخب

مدير بطولة إفريقيا للطائرة بطنجة قال إن أعضاء جامعيين حضروا للسياحة وإن المحسوبية أثرت على العناصر الوطنية قال مصطفى بولبرص، مدير البطولة الإفريقية للأمم للكرة الطائرة، في نسختها الثامنة عشرة، التي نظمت بمدينة طنجة، إن الجامعة أخلت بالتزاماتها وتركت اللجنة المنظمة المحلية تتخبط لوحدها في التنظيم. وحمل بولبرص، في حوار مع «الصباح الرياضي»، الجامعة مسؤولية سوء نتائج المنتخب الوطني في البطولة التي أحرز خلالها المركز السادس. وفي ما يلي نص الحوار: كيف تفسر استمرار مشاكل مادية في البطولة الإفريقية رغم وجود لوحات الإشهار بالقاعة؟ فعلا، اشتكينا أزمة مالية. أولا أننا بدأنا التحضير للبطولة متأخرين، ولقينا صعوبة في إقناع بعض المستشهرين لدعمنا، بسبب إجراءات توقيع العقود التي تتطلب وقتا كافيا وإجراءات الاتصال بالمدراء العامين للمؤسسات الاقتصادية، والمشكلة تكمن كما قلت في عامل الوقت الذي لم يرحمنا. بالنسبة إلى الإشهار الذي ظهر على اللوحات الإليكترونية في القاعة، إذ حاولنا فقط إنقاذ الموقف، واتصلنا بأبرون من أجل منحنا تلك اللوحات الإليكترونية لوضع اللوحات الإشهارية في إطار الالتزام مع الاتحاد الدولي. وتلك اللوحات الإليكترونية تعود لصاحبها أبرون الذي يقوم بكرائها بمبلغ 10 آلاف درهم في اليوم، وكان اتفاقنا معه وضع إشهار بعض شركاته مقابل تمكيننا من استغلال هذه اللوحات الإليكترونية. التي وضعنا عليها أسماء بعض الشركات، نظير، شركة للتوزيع الماء والكهرباء بطنجة مقابل مبلغ 80 ألف درهم، على أساس تسلمه بعد البطولة، و 20 ألف درهم من طرف إحدى الإذاعات الخاصة، إضافة إلى دعم من أحد فعاليات المدينة الذي منحنا مبلغا ماديا لتهييء ملف التظاهرة في مرحلة التحضير. هل تقصد أن الجامعة لم توفر الدعم المادي للبطولة؟ أولا أن مسؤولي الجامعة باعوا لنا الوهم، وأظهروا لنا قبل التنظيم إمكانية الاستفادة المادية، وأن البطولة ستكون لها مداخيل من الإشهار، وأنها ستساهم بإيجاد مستشهرين، وعرضت علينا أسماء بعض الشركات، واعتقدنا فعلا أننا سنتمكن من تحقيق دخل هام وضمان مصاريف البطولة والحصول على فائض ندعم به بداية انطلاق اتحاد طنجة في الدوري الممتاز. وأكدنا من جانبنا استعدادنا على أساس أن تتحمل الجامعة مسؤوليتها في الأمور المتعلقة بالبروتوكول لافتقارنا إلى خبرة تنظيم تظاهرات من هذا الحجم. وكان أعضاء من الجامعة في البداية يحضرون إلى طنجة لتأطيرنا وعلى حسابنا الخاص.ولكن في ساعة الحسم، لا شيء من الوعود تحقق، حيث أن الجامعة تصرفت كأنها ضيف على البطولة مثل باقي المنتخبات، ومنحتنا مبلغ 300 ألف درهم مصاريف المنتخب الوطني، تتضمن مصاريف الجيب للاعبين والإقامة والتغذية والتنقل، وكل ما يحتاجه المنتخب. وألزمتنا بتخصيص مبلغ 250 درهما في اليوم لكل لاعب مصاريف الجيب، والمثير أن الجامعة في المعسكرات التي تشرف عليها لا تمنح اللاعبين أكثر من 100 درهم لمصروف الجيب. ورغم ذلك قلنا إن المنتخب الوطني يستحق التضحية. بل أثناء التظاهرات، كلما ظهرت جوانب سلبية يحملون المسؤولية إلينا.ربما لاحظوا الظروف المادية الصعبة. ففضلوا التفرج عن بعد، أو ربما حاولوا إحراجنا. وإذا استثنينا عضوين جامعيين فقط ساعدانا، فالباقي جاؤوا للسياحة والإقامة بالفنادق مع أسرهم، وربط علاقات وتركونا نتخبط لوحدنا. وكان علينا أن نتأقلم مع الوضع، والحمد لله مع مرور الوقت بدأنا نتكيف مع أجواء التنظيم وكل الأمور مرت بخير. ولم تقع أي هفوة تنظيمية بشهادة رئيس الاتحاد الدولي الذي شهد بحسن التنظيم. وقال بالحرف إن التنظيم مر في أحسن الظروف. وهذا شرف لمدينة طنجة والأهم بالنسبة إلينا كلجنة محلية منظمة للبطولة. والربح الكبير هو كسب تجربة كبيرة في هذا الامتحان الأول لنا، وكان مفيدا، ومن خلاله سنمر إلى مراحل أخرى لتنظيم تظاهرات أكبر. كيف تفسر الانتقادات التي سبقت البطولة وكانت تهدد بإلغائها؟ المشكلة كانت في المواكبة الإعلامية في مرحلة التحضير، والتغطيات التي كانت ترفق بصور للقاعة وهي في طور الإنجاز، واستمرت حتى في المرحلة التي كانت فيها القاعة جاهزة، بالإضافة إلى بعض الكتابات التي أشارت إلى الصعوبات المالية، وكلها أمور أثرت علينا في البداية من حيث القدرة على إقناع بعض المتعاملين معنا، كالفنادق، التي أبدت إداراتها تخوفها مما نشر عبر الصحافة قبل انطلاق البطولة طبعا. وهي أمور أثرت علينا حتى في التعامل مع بعض المستشهرين، بسبب التشكيك في إمكانية إلغاء البطولة، لكننا تغلبنا على كل شيء وواصلنا المسيرة إلى أن بلغنا الهدف. حتى أننا بلغنا مرحلة نصف النهاية من البطولة ورسائل التهاني تتقاطر علينا من اتحادات بعض الدول على حسن التنظيم. وأشكر الجمهور الطنجاوي الذي ساندنا بالحضور خاصة في مباريات المنتخب الوطني. وهذا الحضور الكثيف لم يحصل في تظاهرات أخرى. كانت هناك احتجاجات من بعض المنتخبات، خاصة المنتخب المصري بخصوص الإقامة، ماذا حدث بالتحديد؟ المنتخب المصري، دائما يعتبر نفسه فوق الجميع، خيرناه بين فندقين تقيم بهما وفود أخرى. قالوا إنهم منتخب بطل ويجب أن يستقبل أفراده استقبال الأبطال، وأن يقيموا في فندق فاخر. قلنا لهم إن الوفود جميعها سواسية بالنسبة إلينا، وخيرناهم بين فندقين كما ذكرت. وإلا بإمكانهم أن يختاروا الفندق الذي يناسبهم لكن على نفقتهم.واختاروا الطرح الثاني. لكننا بعد انطلاق البطولة، حاولنا من جانبنا رفع مستوى الإيواء، ومكنا جميع المنتخبات من الإقامة في فنادق أربع نجوم. والحمد لله أن إقامة المنتخبات بطنجة كانت في المستوى. وماذا حدث مع المنتخب الوطني المغربي، في ظل إشاعات الإضراب عن اللعب؟ المنتخب الوطني هو الوحيد الذي لم يكن يتوفر على لباس موحد. وربما أن الجامعة كانت تنتظر منا تجهيز المنتخب وتوفير الألبسة. وكان بإمكاننا القيام بذلك من باب الغيرة على المنتخب الذي هو مرآة الجامعة قبل اتحاد طنجة. واللاعبون أضربوا ورفضوا خوض التداريب في مرحلة التحضير بطنجة، بل رفضوا التعامل مع الجامعة، وطالبوا بضرورة حضور وزير الشباب والرياضة. وفعلا حضر وعقد معهم اجتماعا إلى جانب مسؤول من سلطات طنجة. وتم الاتفاق على حل بعض المشاكل. والمثير في القضية أن الجامعة اتهمت بعض لاعبي فريقنا، اتحاد طنجة بالتحريض على الإضراب، وطلبوا منا التدخل، وقلنا لهم إن الأمر إذا كان كذلك، فالمسؤولية ملقاة على الجامعة، وهي من لها الحق في اتخاذ قرار الإيقاف في حقهم. وربما أن هذه أمور أثرت على نتائج المنتخب في البطولة. وتتحمل الجامعة المسؤولية كاملة. ألا تعتقد أن النتائج والمركز السادس الذي حققه المنتخب في البطولة تعود إلى فكرة التشبيب كما تم الترويج لذلك؟ هذا كلام فارغ، والتشبيب يكون في وقت مبكر وبالإعداد المستمر وتنظيم معسكرات. ومنتخبنا لعب بالجاهز، وحتى اللاعبون الذين لم تتم المناداة عليهم، سنهم أقل بكثير من سن بعض الذين شاركوا في البطولة. يمكنني القول أن اختيار التركيبة شابتها المحسوبية. وهناك لاعبون في المستوى لم تتم المناداة عليهم، نظير لاعب محوري يلعب لاتحاد طنجة وله خبرة ثمان سنوات ويمكنه العطاء أكثر، وفضلوا عليه لاعبا آخر احتياطيا من الفتح بمؤهلات متواضعة جدا. وكل هذه الأمور أثرت على النتائج، بالإضافة إلى غياب الانضباط من طرف اللاعبين بسبب انعدام المصداقية بالجامعة. وحتى أعضاء الجامعة لم تكن لهم القدرة على الحديث إلى اللاعبين وحثهم على الانضباط. وكان هناك تسيب كبير في المنتخب وفي تسييره. ومنذ أن حل بمدينة طنجة للتحضير لم يكن هناك لا مدير تقني ولا رئيس اللجنة التقنية ولا إداري ولا طبيب. وكان أحد اللاعبين تعرض لتمدد عضلي ولم يجد من يساعده. أخذت المبادرة ورافقته إلى الطبيب. وقام بإسعافه حتى تمكن من المشاركة في البطولة. فمسؤولية الجامعة ليس فقط تهييء برنامج المباريات وتعيين الحكام والجلوس للتفرج، بل يجب عليها وضع برنامج عمل، من أولوياته التحضير لبناء منتخب وطني قوي. أجرى الحوار: محمد السعيدي (طنجة)

بولبرص: الجامعة مسؤولة عن تواضع المنتخب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الـمـنـتـخـب الأولـمـبـي يـفـضـل مـراكـش

الـتـعـادل الـرابـع للـجـيـش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات