أثمنة الأعلاف تغضب مربي المواشي بدكالة

الأسعار تضاعفت في وقت قياسي وارتفاع مرتقب في أثمنة اللحوم بأنواعها يعيش قطاع الإنتاج الحيواني هذه الأيام على إيقاع الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف، ما جعل عددا من مربي المواشي والدواجن يدقون ناقوس الخطر من أجل تسليط الضوء على الأضرار التي يتكبدونها جراء استمرار وتيرة الإرتفاعات في الأسعار وعدم وجود سياسة تسويقية واضحة تحميهم من جشع المحتكرين والسماسرة، ما يهدد، بحسب العديد منهم ، بارتفاع أثمنة اللحوم الحمراء والبيضاء بأنواعها. ونظرا للدور المهم لقطاع الإنتاج الحيواني في دعم الاقتصاد الوطني وضمان الأمن الغذائي وتأمين فرص العمل لآلاف الأسر، حذر عدد من العاملين والمهتمين من تداعيات ذلك على القطاع، من حيث ارتفاع تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار اللحوم على المستهلكين، إذ عبر عدد من مربي المواشي بدكالة في تصريحات ل"الصباح" عن استيائهم من وتيرة الارتفاع التي تعرفها أسعار الأعلاف، ما يشكل ضررا مشتركا بين المربي والتاجر والمستهلك على حد سواء.وحسب عدد من المربين والعاملين في قطاع بيع الأعلاف، فإن الأسعار وصلت إلى أرقام قياسية مقارنة مع السنوات الماضية، إذ وصل سعر علف الشمندر هذه السنة إلى 3.30 درهما للكيلوغرام بدل 1.90 خلال السنة الماضية، فيما وصل ثمن النخالة إلى 3.20 درهما للكيلوغرام مقابل 1.25 سابقا، كما ارتفع ثمن الكيلوغرام من السيكاليم المخصص للدواجن إلى 4.20 دراهم فيما لم يكن ثمنه يتجاوز 3.20 خلال السنة الماضية، أما السيكاليم المخصص لعلف البقر بلغ 3.10 درهما للكيلوغرام بدل 2.30 خلال الموسم الفلاحي الماضي. وأضاف أحد مربي العجول أن الفلاحين كانوا يستفيدون من النخالة خلال فترة الثمانينات وبداية التسعينات بأثمنة رمزية بعد حصولهم على أذونات من العمالة يتم صرفها من المطاحن، وهو ما لم يعد متوفرا اليوم بعد أن أصبحت أثمنة النخالة تفوق أثمنة القمح الصلب والطري، إذ يتراوح ثمنه بين 2.25 و2.60 درهما للكيلوغرام في الوقت الذي بلغ سعر النخالة 3.20 دراهم للكيلوغرام، وأفاد أن السماسرة أصبحوا يحتكرون هذه المادة بالمطاحن ما يضطر الفلاحين إلى اقتنائها منهم بأثمنة تفوق أثمنتها الحقيقية وبأرباح تصل إلى 30 سنتيما في الكيلوغرام إضافة إلى أثمنة النقل واليد العاملة، يثقل كاهل الفلاح العادي.وأكد عدد من الفلاحين أن معمل السكر بسيدي بنور وبعده معمل السكر بالزمامرة، كان في الماضي يساعد في توفير علف "تفل" الشمندر وتوزيعه بالمجان على المزارعين من أجل تشجيعهم على زرع الشمندر وتربية المواشي، لكن بعد ارتفاع عدد مزارعي الشمندر السكري، وتعاطي أعداد كبيرة منهم للإنتاج الحيواني، أصبح معمل السكر يمنح الفلاحين كميات محددة بثمن رمزي، لكن مع دخول سنوات الثمانينات أصبح الفلاح يستفيد من 60 كيلوغراما من "تفل" الشمندر للهكتار الواحد المزروع بثمن 1.25 درهما للكيلوغرام وهي الأثمنة التي أصبحت متجاوزة في ظل تحكم معايير جديدة في الاستفادة من تفل الشمندر، ليجد السماسرة الفضاء المناسب في اللعب بأسعار هذه المادة على حساب مصلحة الفلاحين البسطاء. وأشار المتحدث ذاته إلى أن عددا من المتاجرين بالأعلاف ليست لهم علاقة بتربية المواشي، ما يجعل همهم الوحيد تحقيق الربح بنسب مرتفعة، دون مراعاة لوضعية المربين البسطاء سيما أن المحتكرين للمواد العلفية باتوا يتحكمون في الأسعار بشكل كبير دون مساءلتهم، وهو الأمر الذي يلحق الأضرار بكل من مربي الماشية أو الدواجن وبالتاجر العادي الذي يعاني بدوره ارتفاع الأسعار واستقرار نسبة الربح،علما أنه يضطر إلى بيع سلعته بتسهيلات في الأداء، عكس التجار الكبار الذين يفرضون تعاملات مالية صارمة. واعتبر أحد مربي العجول أن ارتفاع أثمنة العلف بات يقض مضجع مربي المواشي، سيما أن عددا منهم أصبح على حافة الإفلاس، بسبب ما ترتب عن هذه الارتفاعات من تبعات ومشاكل مالية جعلت العديد منهم يتخلص من نصف قطيعه لتغطية مصاريف النصف الباقي وتسديد أقساط القروض البنكية المتراكمة،وهو ما يضطرهم إلى نقل عجولهم إلى الأسواق لبيعها تحت ضغط الحاجة، الأمر الذي يستغله السماسرة بأسواق بيع المواشي بشكل خطير من خلال تخفيض الثمن الحقيقي وفرض أثمنة تناسبهم، إذ يتعرض الفلاح للإبتزاز دون أن يجد سبيلا للرفض في ظل ارتباطه بضرورة توفير موارد مالية لتغطية المصاريف اليومية لتربية المواشي، فيما تصبح أثمنة اللحوم خاضعة لحسابات السماسرة والمحتكرين، ما يهدد بارتفاعات في أسعار هذه المادة الحيوية التي تعرف سوءا في التوزيع رغم توفر المنطقة على الاكتفاء الذاتي منها. محمد أكياس (الجديدة)

أثمنة الأعلاف تغضب مربي المواشي بدكالة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موظفو معهد النباتات الطبية بتاونات يحتجون

موظفو بلدية فاس يشكون حرمانهم من الترقيات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات