سياسات فاشلة لتدبير الملفات المزمنة

الثري قبل الفقير يخشى الإصابة بهذه الأنواع الأمراض وتكلفتها الباهظة 47 تريليون دولار، هي التكلفة الاقتصادية، عالميا، لخمسة، فقط، من الأمراض المزمنة في الأعوام العشرين المقبلة، وهي أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المزمنة للجهاز التنفسي والسرطان والسكري والأمراض العقلية والنفسية، هذا ما أكدته دراسة أنجزها المنتدى الاقتصادي العالمي، لتشير بصراحة مفجعة إلى أن التكلفة باهظة. وتقول ضمنيا إن حالات الإصابة في ارتفاع مهول وليست في نقصان رغم كل السياسات الوقائية المعتمدة. كما أكدت الدراسة نفسها أن أمراض القلب والأوعية الدموية واعتلال الصحة النفسية يمكنهما معا أن يمثلا أزيد من 70 في المائة من التكلفة والتأثير على الاقتصاد. وكانت دراسة أخرى أكدت أن الأمراض المزمنة تستهلك وحدها أزيد من 70 في المائة من تكاليف الخدمات الصحية.هي أخبار إذن لا تبشر بخير ولا تصبغ المستقبل الصحي باللون الوردي، خاصة إذا كنت تعيش في بلد صحته الاقتصادية معلولة، بل تكاد تكون مصابة هي الأخرى بشلل، والميزانية المخصصة فيه لقطاع الصحة تثير الشفقة من جهة، وتنذر من جهة أخرى المواطن بالسوء قبل حتى أن يصاب بأبسط الأمراض فبالأحرى المزمن منها والذي يستنزف الصحة المالية للأسرة كيفما كانت وضعيتها.هي إذن تكلفة كبيرة قد تكون الدول الكبرى واجهت معضلتها بحزم وبأنظمة تأمين صحي ناجعة، لكنها في بلادنا مازالت تتخبط في وحل التخطيط والتخطيط والتخطيط، إذ لم تنجح بعد جميع التجارب التي دخلت حيز التطبيق في تجنيب المغربي ويلات تكلفة الأمراض المزمنة سواء المالية أو النفسية. وإن كان الميسورون يدقون باب التشكي، ويصرخون عاليا أن طاقتهم لم تعد تحتمل، فإن المقهورين والفقراء يلوذون بالصمت ويركنون إلى زاوية مظلمة حيث ينتظرون قدرا واحدا: الموت. بعضهم يستسلم بشكل نهائي ويسبق هذا القدر إلى السرير، وبعضهم الآخر يتوسل الرحمة من ذوي الأريحية عسى أن تأخذهم به رأفة، وآخرون يأملون إحسان شركات تأمين، تبدل جلدها وتغير معاييرها وفق ما يدر عليها الربح وليس وفق ما يخدم زبونا امتصت نسبة من أجرته لسنوات، وما أن يسقط في براثين مرض مزمن حتى تشهر في وجهه بيانات ودالات وأرقام ونسب لا يستخلص منها إلا نتيجة واحدة وهي سقف قصير جدا للتعويض.كل الإحصائيات تشير إلى ارتفاع، وليس انخفاض، في أعداد المصابين بأمراض مزمنة من مختلف الأنواع، بدءا بداء السكري والقلب والسرطان والقصور الكلوي والزهايمر وغيرها من الأمراض، بل ظهرت أمراض جديدة لم يكن للمغاربة معرفة بها، حتى ارتفع أعداد المصابين بها في السنوات الأخيرة، كداء بهجت. وكل الإحصائيات تشير أيضا إلى عجز الدولة عن احتواء أي مرض من هذه الأمراض، فتترك المواطن بلا حول ولا قوة ليواجه طوابير المستشفيات العمومية وفواتير المصحات الخاصة إلى آخر نفس. ضحى زين الدين

سياسات فاشلة لتدبير الملفات المزمنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمراض القاتلة...أرقام مخيفة

مصابون ينتظرون من يتكفل بعلاجهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات