مضيفة “ماساج” في أوقات الفراغ

وظيفتها محاطة بكثير من السرية وتقدم خدمات أخرى إلى جانب التدليك تتناسل الحكايات وتتكاثر الأساطير التي تحاك حول صالونات الماساج وبعض الفتيات العاملات فيها. حكايات يلفها الغموض ويغلفها سحر المكان، وتبقى إحاطتها بالكتمان السبب الرئيسي في استمرارها وتعدد نسخها التي يتناقلها الرجال والنساء في الهمس أحيانا وللتنذر أحيانا أخرى. حكاية نبيلة وعملها السري ليست كباقي القصص، فالفتاة العشرينية ليست مضيفة تدليك عادية، بل الجميع يعرف أنها تعمل سكرتيرة في شركة "محترمة". إلا أن نبيلة تخفي مهنتها الأخرى التي تدر عليها دخلا سخيا تكمل به مصاريف شهرها، ويخفف عنها أعباء العيش في مدينة غول كالدار البيضاء.يحكي أحد الزبناء عن علاقته بنبيلة التي تعرف عليها من خلال إعلان صغير في الأنترنيت يحدد نوعية الماساج ومدته والمقابل المادي. وبعد مكالمة هاتفية بسيطة التحقت نبيلة بمكان سكن الزبون.يقول، "كانت الابتسامة لا تفارق شفتيها ونظراتها مشجعة. طلبت مني أن أنزع ملابسي، "إلا بغيتي تاخد دوش نتسناك". أخذت دوشا خفيفا، ووضعت حول جسدي فوطة كبيرة، مسحت جسدي جيدا وتمددت على السرير وأخفيت أسفل بطني بفوطة بيضاء. الإضاءة خافتة والموسيقى الهادئة ترافقني. لم تمض سوى دقائق حتى التحقت بي نبيلة ومسحت جسدي مرة أخرى بالغنج ذاته، ومررت علي فوطة، قالت لي إن الجسد يجب أن يكون جافا من أجل تسهيل عملية التدليك وتمرير الزيوت. كانت نبيلة ترتدي ملابس خفيفة تبرز مفاتنها، إذ نزعتها عنها واستبدلتها بوزرة بيضاء بأزرار مفتوحة تبدي نصف صدرها، تتلوى في مشيتها وتتحدث في غنج ودلال. عرفت إذاك أن نبيلة ليست اختصاصية ماساج بل لها اختصاصات موازية"، يضحك، "لم أحس بمرور الزمن وأنا تحت رحمة أنامل نبيلة التي تسافر في جسدي. دلكت ظهري جيدا وصدري وأطرافي، لم أعرف أن الحصة انتهت إلا عندما غادرت أناملها جسدي. عرفت إذاك أن الوقت مر بسعة وأنها في بيتي منذ 30 أو 45 دقيقة. باغتتها إذاك قائلا "باغي ماساج كومبلي"، فأجابتني أنه كان علي تنبيهها منذ الوهلة الأولى، "كنتي تعلمني"، صمتت قليلا ثم أردفت، "خاصك تزيد شيشوية ديال الفلوس" ابتسمت لها علامة على موافقتي فلم تمهلني ورفعت الفوطة التي كانت موضوعة تحت بطني".ارتبك حكي الزبون وشجعته على إكمال قصته، "لقد تعلمت من اللقاء الأول استعمال كلمة السر، "ماساج كومبلي"، إنه مفتاح كل الأبواب بعد التجربة الأولى أصبح الأمر هينا، فقد أصبحت زبونا مداوما على نبيلة قبل أن أفتح لنفسي آفاقا جديدة".ويؤكد الزبون أنه ربط علاقة وطيدة مع نبيلة بعد أن ّ"أدمن" خدماتها ومن خلال ذلك عرف الكثير من أسرارها وما خفي من تفاصيل حياتها. "عرفت انها تشتغل سكرتيرة أيضا، وأن راتبها لا يكفيها ل"العيش الكريم" حتى تكون كباقي فتيات جيلها".وقال محدثي إن الإعلانات التي تنشرها مجموعة من الفتيات اللائي يعرضن خدمات الماساج في البيت ليس الهدف منها الاستفادة من فوائد التدليك وإخراج الرطوبة والبرودة من الجسم أو إزالة ألم الظهر والكتفين والمفاصل والرقبة، أو توزيع الدهون وعلاج العديد من الأمراض كالأرق والتوتر وآلام الظهر والصداع، بل من أجل رغبة محددة يردن قضاءها، كما ان الزبناء يريدون الاستفادة من إيجابيات الماساج والحصول على صفاء الذهن ونعومة الجلد وكذا الحصول على ارتخاء عصبي تام من خلال الاستفادة من خدمات موازية لن يجدها الزبناء في أي مكان آخر، إذ لم يكن الماساج قط جزءا من حياة المغاربة ولا طقسا من طقوسهم، وكل ما عرفوه هو حركات وطقوس الحمام المغربي التي لا تشبه حركات الماساج كما هي متعارف عليها في الشرق.سكت محدثي طويلا ثم قال، “قبل مغادرة البيت حذرتني نبيلة قائلة، “ماديرش هاد شي مع شي وحدة أخرى، فوق ما بغيتي سول علي وعيط في التليفون، راه ماشي كل الدريات تايديرو بحالي”، كانت هذه طريقتها للمحافظة على الزبون فقط. صحيح أن فتيات أخريات يعملن في الميدان لا يقدمن مثل هذه الخدمات، لكنها كانت تضمن عدم لجوئي إلى خدمات منافسة لها، لأني في ما بعد تعرفت على أخريات وأصبحت أسعى إلى الاستفادة من هذه الخدمات كلما انتابتني الرغبة إلى ذلك”.وأكد محدثي أن أغلب فتيات الإعلانات كن يقمن بالشيء ذاته، إلا أنهن يتعاملن مع كل زبون حسب “نواياه”، وحسب إمكاناته المادية. ج. خ سهام: أتمتع بحريتي إلى حين الرغبة في الزواج السكر، تناول المخدرات، الانتقال إلى مدن أخرى مع الأصدقاء، هي بدون نقاش خط أحمر غليظ بالنسبة إلى سهام، مستخدمة في شركة للتأمين، لكن العيش مستقلة عن الأسرة حق انتزعته سهام من أشقائها بصعوبة، خاصة أن الوالد متوف. فإن كان المتزوجون منهم اعترضوا في البداية بقوة، ثم ما لبثوا أن سمحوا للشقيقة الصغرى بالانتقال للعيش في بيت مستقل عن والدتها التي تعيش مع ابنها البكر، فإن الشقيق العازب، حاول تعنيف شقيقته ومنعها من ذلك، قبل أن يقرر مقاطعتها بشكل نهائي، وتصنيفها في خانة الماردات على الدين. «العيش مع الأسرة، خاصة مع الأخ الأكبر وأبنائه وزوجته ووالدتي كان مزعجا لي جدا، فبعد وفاة والدي استقل شقيقي الأوسط بنفسه وتزوج الاصغر من بين الذكور، وحين عبرت عن رغبتي في الاستقلالية أيضا عارضوني، وقيل أمامي مرارا إن ذلك يشكل فضيحة للعائلة، لكني اختلقت مشاكل كثيرة في البيت إلى أن استسلم شقيقي الاكبر وأقنع الأصغر فكان لي المتوسط منهم العدو، لأنه عارض بشدة، وكنت كلما عثرت على مسكن يزعجني ويحاول تعنيفي أمام الناس، إلى أن قرر مقاطعتي نهائيا». قرار الاستقلالية عن بيت الأسرة لم يكن الغرض منه الابتعاد قدر المستطاع عن ضجيج أبناء الأخ الأكبر، أو الإحساس بالضيق بتقاسم الغرفة مع الأم المسنة، «بالعكس، أحب والدتي، لكني أحب أيضا استقلاليتي، أحب استقبال صديقات في بيتي والتمتع بحريتنا دون أن نضطر إلى أخذ ردود فعل الآخرين بعين الاعتبار، كما يمكننا أن نخرج معا دون أن أكون ملزمة بمراعاة وقت معين يفرضه شقيقي الأكبر. يحلو لي أيضا أن أبيت خارج البيت مع صديقي، دون أن أكون مضطرة إلى تفسير ذلك إلى الأسرة، باختصار أحب الاستمتاع بحريتي بعيدا عن المراقبة اللصيقة».السفر مع الأصدقاء أو السكر معهم أو تناول مخدرات أو السهر هي ممارسات تدخل في نطاق الحرية الفردية بالنسبة إلى سهام، لكن «هل يمكنني أن أمارسها بهذا الشكل، قطعا لا، فالأصدقاء المغاربة على وجه الخصوص إذا دعوك إلى السفر والاستمتاع معهم، فهم بكل تأكيد يرون فيك الجسد فقط، والسكر معهم أو تناول مخدرات أيضا يجعلهم يستبيحون كل شيء، وتفقدين أمامهم احترامك، لكن مع صديقي الحميم يمكن أن نختلي ببعضنا متى شئنا دون أن يكون معنا أحد، لا من الأصدقاء ولا غيرهم». الزواج واحد من المخططات المستقبلية لسهام، «لدي أجر جيد، وأنا في طريق امتلاك شقة، لدي سيارة، ولست قبيحة الشكل، لذلك أتمتع بحريتي وحين سأفكر في الزواج فإني لن أعجز في العثور على عريس»، تضحك. ض. ز

مضيفة “ماساج” في أوقات الفراغ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الثورة السورية تدخل المواجهة المسلحة

عين الذئاب..حين تتحرش الفتيات بالرجال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات