النادي الرباطي… الإستراتيجية الجديدة

السعي إلى بناء فريق من القاعدة باعتماد سياسة التنقيب والتكوين بأطر تمزج بين التجربة والتعليم يعتمد النادي الرياضي الرباطي «مدرسة اتصالات المغرب» إستراتيجية جديدة تهدف إلى تكوين فريق مثالي من القاعدة، في رياضتي ألعاب القوى وكرة القدم على الخصوص، في انتظار إحداث الفروع الأخرى، عن طريق إجراء عمليات تنقيب على المستوى الوطني والمحلي من جهة، وتكوين العدائين واللاعبين تكوينا نظريا وتطبيقيا مع معاينة مستواهم التعليمي العادي. وعكس ما تذهب إليه غالبية الأندية الوطنية من تكوين فرق للكبار للمشاركة بها في المنافسات الوطنية الرسمية، ارتأى مسؤولو القطاع الاجتماعي لاتصالات المغرب، وضع الهرم في شكله الصحيح من خلال البحث عن القاعدة وتكوين فريق عن طريق ملقنين ومدربين يمزجون بين المعرفة الأكاديمية والتجربة في الميادين الوطنية. ومن أجل بلوغ مرحلة الاحتراف كان ضروريا على المسؤولين الاهتمام بالبنيات التحتية وتعزيزها بتجهيزات تعكس مستوى التدبير الإداري والتقني والمالي لمؤسسة جعلت الجانب الاجتماعي ضمن أولويات اهتماماتها وانشغالاتها الأساسية، وفضلت الجانب الرياضي لتجسيد هذه الإستراتيجية التي ترمي إعطاء صورة عن فريق نموذجي لباقي الأندية الوطنية. ومنذ تأسيس النادي الرياضي الرباطي سنة 2001، تمكن من حشد قاعدة مهمة من المنخرطين وشارك في تنظيم دوريات على المستويين الجهوي والوطني، بل عزز لاعبوه وعداؤوه مجموعة من الأندية الوطنية التي تمارس على أعلى مستوى، ما جعله مشتلا مهما لأغلب الأندية الموجودة في منطقة الرباط سلا زمور زعير، وتمكن من الحصول على ترخيص للممارسة في مسابقات ألعاب القوى من الجامعة الملكية المغربية للعبة، في الوقت الذي رفضت جامعة كرة القدم الترخيص للنادي السنة الماضية بسبب عدم توفره على فئة الكبار، غير أن العمل جار داخل النادي من أجل الدخول بقوة في الأنشطة الوطنية.اهتمامات الناديارتأى مسؤولو النادي الرياضي الرباطي الاهتمام بنوع محدد من الرياضات والعمل على تطويرها عوض إلحاق فروع عديدة بالنادي دون أن تلقى الأهمية اللازمة، إذ يتوفر على ثلاثة فروع أساسية، ويتعلق الأمر بألعاب القوى وكرة القدم والتنس الذي يوجد في مقر بعيد عن ملعب البريد الذي يحتضن الفرعين الأولين.وبالرجوع إلى تأسيس النادي تتضح الأهمية التي يوليها المسؤولون إلى القطاع الرياضي كما يتضح ذلك من خلال انخراطهم في دعم الرياضة الوطنية بجميع أنواعها، إذ انتقل التفكير في بداية الأمر من الجانب الاجتماعي، باعتبار الرياضة عاملا اجتماعيا لتحسين خدمات العاملين بمؤسسة اتصالات المغرب، إلى إسهامها في الرياضة بشكل فعلي وليس المادي فقط، فبعد أن كان يطلق عليها مدرسة اتصالات المغرب منذ تأسيسها أصبح يطلق عليها في ما بعد بجمعية النادي المحمدي الرباطي، قبل أن تتحول السنة الماضية تحت اسم النادي الرياضي الرباطي.ويضم النادي في عضويته إلى حدود الآن 575 منخرطا ضمنهم 275 في كرة القدم و300 عداء، إذ يتكون فريق كرة القدم من الفئات الصغرى والفتيان والشباب. أما ألعاب القوى فدخل النادي منذ الموسم الماضي في المشاركات الوطنية والجهوية كأي ناد يمارس نشاطه الرياضي بشكل عاد، وتمكن من الفوز بالعديد من الميداليات والكؤوس على المستويين معا.ففي كرة القدم انطلقت المدرسة في احتضان الفئات الصغرى ما بين 12 و13 سنة، بعدما وجد المسؤولون مشاكل في إيجاد مرافقين للأطفال المنخرطين من 7 إلى 10 سنوات، وانتقلوا بعد ذلك إلى احتضان فئات ما بين 17 و18 سنة. ومن أجل تفعيل تكوينهم نظم مسؤولو النادي العديد من الدوريات المحلية لاختيار اللاعبين وتكوينهم في جهة الرباط سلا زمور زعير، خاصة في فئتي الصغار والفتيان وتشارك فيها أندية الجيش الملكي والجمعية السلاوية والفتح الرياضي وغيرها من الأندية الأخرى بالجهة، على أساس جعل هذه الدوريات أكثر اتساعا لتشمل أندية الرجاء والوداد ابتداء من الموسم المقبل.البنيات التحتيةاختارت مدرسة اتصالات المغرب ملعب البريد الموجود بقلب مدينة الرباط لتكوين النادي الرياضي الرباطي والذي تصل طاقة استيعابه لـ 1600 مقعد منها 800 مقعد في المنصة و600 في المدرجات المغطاة، ويتوفر على مستودعين للفرق المتبارية إضافة إلى مستودع ثالث للحكام، وقاعة متعددة الاستعمالات، إذ بالإمكان استخدامها في عقد اجتماعات المكتب التنفيذي للفريق، وفي إقامة الحفلات الخاصة بالفريق، إضافة إلى توفره على قاعة استقبال محاذية للقاعة الذكورة.ويعتبر ملعب كرة القدم من أجمل الملاعب التي توجد على الساحة الوطنية، من ناحية العشب الطبيعي الذي يتوفر عليهـ إذ يخضع لصيانة دائمة، بعدما كانت حالته متردية قبل اقتنائه من طرف شركة اتصالات المغرب. وتحيط بالملعب حلبة مطاطية، غير أنها لا تصلح لإجراء التداريب الخاصة بألعاب القوى بحكم أنها لا تستجيب للمعايير المحددة من طرف الاتحاد الدولي للعبة، إذ يخوض عداؤو الفريق تداريبهم حاليا بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط على غرار باقي عدائي أندية الرباط وسلا.وتستعمل الحلبة المطاطية المذكورة في إجراء بعض الاختبارات التقنية والسرعة، في انتظار إصلاحها قريبا ضمن مشروع يهدف إلى إعادة ترميم البنيات التحتية.ويعاني ملعب اتصالات المغرب العديد من التصدعات في مدرجاته وفي بعض المرافق الموجودة تحتها، غير أن المسؤولين قرروا إجراء تغييرات جذرية عليه، وإخضاعه لإصلاحات مهمة بدءا بإصلاح المدرجات وإضافة منصة خاصة بالصحافة الوطنية والمدعوين وتغيير الحلبة المطاطية لتستجيب للمعايير الدولية المتعارف عليها من أجل احتضان الملتقيات الجهوية والوطنية والفدرالية، وإضافة ثلاث قاعات ستخصص لإدارة الفريق، مع تغييرات على القاعة متعددة الاستعمالات التي خصصت لها ميزانية مهمة لتجهيزها بأحدث التجهيزات الرقمية، كما ستجرى تعديلات على المدخل الرئيسي للنادي.التكوين والتأطيرتضم مدرسة النادي الرياضي الرباطي أزيد من عشرة مؤطرين في كرة القدم وألعاب القوى جميعهم يتوفرون على إجازات في التدريب معترف بها على المستوى الوطني والدولي، من أجل الامتثال إلى دفتر تحملات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي يفرض التعاقد مع مدربين حاملين للإجازة سين على الأقل، كما أنهم خريجو المعهد الملكي لتكوين أطر وزارة الشباب والرياضة «معهد مولاي رشيد».وارتأى القيمون على النادي عدم الاعتماد على الخبرة الأكاديمية فقط، إذ قرروا مزجها بالتجربة الميدانية، الشيء الذي دفعهم إلى إلحاق مجموعة من اللاعبين القدامى للفرق الوطنية بتكوين وتأطير اللاعبين، أمثال رمضان اللاعب السابق لسطاد المغربي، وعبد الله توبالي لاعب نهضة سطات والبريد سابقا، وعبد الموجود دحان شقيق سعد دحان اللاعب السابق للجيش الملكي، والمختص في عملية التنقيب عن المواهب.وعملت الإدارة بالاتفاق مع اللجنة التقنية على تمكين جميع الممارسين بالنادي من وسائل الممارسة بشكل عادل، إذ قررت تخصيص كرة واحدة لكل ممارس ومؤطر لكل 15 ممارسا، ووضعت رهن إشارة الصغار والبراعم مؤطرين لكل فئة من خريجي معهد مولاي رشيد، إذ تسعى إلى جودة الخدمات المقدمة من خلال توفير كل ما من شأنه أن يساهم في تكوين اللاعبين والعدائين.ويخضع الممارسون لدروس نظرية وتطبيقية في كل حصة تدريبية، إذ يخصص المؤطرون حصة تكوينية باستعمال وسائل متطورة واحترافية، على أساس تطبيقها مباشرة بعد الانتهاء من كل حصة نظرية.كما ينضم النادي دورات تكوينية لفائدة المؤطرين ويخضعون للتكوين طبق الشروط المطلوبة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وألعاب القوى، إذ سبق لجميع المؤطرين أن شاركوا في الدورات التكوينية التي نظمها جون بيير مورلان، المدير التقني الخاص بالتكوين.إستراتجية التنقيبيعتمد النادي الرياضي الرباطي على الإمكانيات الذاتية للتنقيب عن اللاعبين في كرة القدم والعدائين في مجال ألعاب القوى، إذ يسعى إلى اعتماد سياسة البحث عن الخلف، في ظل تراجع هذه الإستراتيجية في العديد من الأندية الوطنية خاصة في كرة القدم، التي أصبحت تراهن على اللاعب الجاهز. ومن أجل ذلك، تجري المدرسة بداية كل موسم رياضي عملية التسجيل لفائدة الراغبين في الانخراط بمدرسة الفريق، وتبلغ قيمة الانخراط 1600 درهما بالنسبة إلى العموم، في الوقت الذي تتكفل مؤسسة الأعمال الاجتماعية التابعة لاتصالات المغرب بتحمل كلفة الانخراط لفائدة أبناء العاملين بها، غير أن التسجيل النهائي يخضع لشروط، من خلال خضوع جميع اللاعبين إلى اختبارات بدنية وتقنية في البداية قبل التأشير على التحاقهم بالمدرسة بصفة نهائية من قبل لجنة مختصة ومكونة من أطر النادي.وبالإضافة إلى العملية المذكورة، ينظم المسؤولون عن النادي عمليات تنقيب على الصعيد الجهوي والوطني من أجل اختيار لاعبين يجري تكوينهم قبل إلحاقهم بالأندية الكبرى، وبالتالي فإن هذه الفئة غير ملزمة بأداء المبلغ المذكور. كما ينظمون عدة دوريات في أحياء مدينة الرباط الغرض منها اكتشاف مواهب جديدة، وفي كثير من الأحيان يجرون عمليات تنقيب رفقة مسؤولي أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.ونظم النادي السنة الماضية العملية الثالثة على التوالي للتنقيب عن المواهب في كرة القدم وألعاب القوى، وفي كثير من الحالات يقوم النادي بإلحاق هؤلاء اللاعبين بأندية وطنية وأجنبية لصقل موهبتهم، إذ يضم الفتح الرياضي ثمانية لاعبين والجيش وجمعية سلا لاعبين وأكاديمية محمد السادس ومالقة لاعبا واحدا في فئة الشباب. إعداد: صلاح الدين محسن

النادي الرباطي… الإستراتيجية الجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"لو غران ديريكت" جديد "أطلنتيك"

خلافات بين البرازيل وفيفا تهدد مونديال 2014

مقالات ذات صلة