استمرار فوضى التهريب بمعبر سبتة

عاد، صباح أول أمس (الأربعاء)، الآلاف من ممتهني التهريب مجددا للعمل عبر باب سبتة المحتلة، بعد أسبوع من التوقف بأوامر من السلطات الإسبانية التي أغلقت معبر "طاراخال2" بسبب الفوضى التي يعرفها، والتي تسببت في وقت سابق في عدة إصابات في صفوف بعض النساء من العاملات في نقل البضائع انطلاقا من سبتة المحتلة. وأفادت مصادر من المعبر الحدودي باب سبتة، أن مجموعة أشخاص أصبحوا يتعمدون إثارة الفوضى بمعبر "طاراخال2"، ويتواطؤون في ذلك مع بعض عناصر القوات المساعدة المكلفين بالتنظيم والحراسة. ففي الوقت الذي ينتظر فيه عدد من ممتهني التهريب خاصة النساء وبعض الشيوخ، في صفوف لمدة تزيد عن 15 ساعة، قبل الدخول في اليوم الموالي، يدخل البعض مباشرة ودون صف من خلال القفز على الحاجز الإسمنتي، بمباركة من عناصر القوات المساعدة، مقابل تسليمهم مبلغ 100 درهم. وأوضحت مصادر "الصباح"، أن الأشخاص أنفسهم يتسببون في الفوضى بشكل دائم بسبب محاولاتهم الدخول دون انضباط للصف، ويتسببون في التدافع بين الداخلين بهدف بث الفوضى، والضغط على السلطات بهدف إغلاق معبر "طاراخال2"، والعودة لفوضى المعبر القديم، والذي سيمكنهم من الدخول والخروج عدة مرات، فيما المعبر الجديد يحدد الدخول في مرة واحدة، ويحدد التوقيت بين السابعة والتاسعة صباحا، وهو ما لا يخدم بعض كبار المهربين. وكشفت المصادر نفسها عن عمليات تهريب كبيرة يقوم بها بعض ممتهني التهريب، العاملين مع شبكات كبرى والذين يقومون بتهريب رزم "الطرابو"، حيث يصل مبلغ إخراج الرزمة الواحدة لـ (70 أورو)، وفق مصادر إعلامية من داخل المدينة المحتلة، وهو ما يدفع البعض لمحاولة الدخول أكثر من مرة لتوفير مبلغ ( 140 أورو )عن نقلتين اثنتين، وذلك بمساعدة عناصر القوات المساعدة، المسند لها أمر تنظيم الدخول والخروج. وعلمت "الصباح" أنه ساعات قليلة بعد فتح معبر "طاراخال2" عادت السلطات المغربية، للمطالبة بإغلاقه بعد هجومين منظمين لمجموعة من المهربين المحترفين، الذين يشتغلون لفائدة شبكات كبرى، تسعى لتهريب أكبر كمية ممكنة من السلع لتوفير مبالغ مالية كبيرة مقابل ما يقومون بإخراجها، فيما يبقى ممتهنو التهريب المعاشي، وأغلبهم نساء وشيوخ ومعاقون، غير قادرين على الدخول، وبالتالي عدم التمكن من توفير مدخول لقوتهم اليومي. مقابل ذلك يعرف الممر الخاص بالسيارات فوضى أخرى، من خلال تجمع قرابة 10 ألاف سيارة، بالطريق المؤدية للمعبر، ما يتسبب في إغلاقه بشكل نهائي في وجه باقي الراغبين في العبور، سواء منهم المسافرين أو العاملين بالمدينة المحتلة، وجل تلك السيارات، حسب مصادر "الصباح"، لا تتوفر على الوثائق القانونية، ما يجعل السلطات الإسبانية تمنعها من الولوج، لكن أصحابها يتعمدون إغلاق الطريق، في محاولة للضغط من أجل السماح لهم بالعبور. واتخذت السلطات الإسبانية بتنسيق مع نظيرتها المغربية، قد قرارا بمنع دخول السيارات التي لا يسوقها أصحابها، والتي لا تتوفر على كل الوثائق القانونية المطلوبة، بما فيها التأمين الدولي ووثيقة المراقبة التقنية، وهو ما يجعل أكثر من نصف تلك السيارات ممنوعة من الدخول، بحكم أن سائقيها ليسوا مالكيها وهو ممنوع كليا في قانون العبور بين الحدود، ولو وجدت "الوكالة" التي يحتج بها البعض. الفوضى اليومية التي تتسبب فيها تلك السيارات، تدفع السلطات الإسبانية كل مرة لإغلاق المعبر بشكل نهائي، سواء في الدخول أو الخروج، ومنع كل السيارات من ولوج المدينة، ما يزيد من عرقلة السير، ويجعل الطوابير تطول لعدة كيلومترات، حيث تسبب المراقبة التي يتم إجراؤها على وثائق السيارات، في طول مدة الانتظار التي أصبحت تمتد عدة ساعات إضافية، بعد أن كانت أصلا طويلة قبل فترة المراقبة. يوسف الجوهري (تطوان)

استمرار فوضى التهريب بمعبر سبتة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دونـور..."كـونجـي"

أبو عياض نصح الظواهري ببيعة البغدادي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات