موعدنـا التصريـح الحكومـي

إلياس العماري قال إن جهة طنجة تطوان الحسيمة ستصبح القوة الاقتصادية الأولى في المغرب ضرب إلياس العماري، الامين العام للأصالة والمعاصرة، موعدا مع الحكومة المنتظرة خلال تقديمها التصريح الحكومي بالبرلمان، في إشارة إلى قوة المعارضة التي سيلاقيها التحالف الحكومي حزبه، مجددا ثبات الباميين على الموقف المعلن بعيد الإعلان عن النتائج بأن أي تحالف، كيفما كان نوعه، لا يمكن أن يكون إلا مع الأحزاب التي تتقاسم مع الأصالة والمعاصرة المرجعية الفكرية نفسها والمشروع الديمقراطي الحداثي، وأوضح العماري أن الجهة الشمالية ستصبح محركة الدورة الاقتصادية الوطنية، وستنتزع بفضل مشروع مدينة محمد السادس "طنجة تيك" القوة الاقتصادية والصناعية الأولى بالمغرب، كاشفا النقاب أن الجهة، التي يرأس مجلسها تشارك في رأس مال المشروع وذلك تفعيلا للمقتضيات الجديدة المستحدثة في إطار الجهوية المتقدمة، من خلال رفع المداخيل وعدم الاقتصار على الميزانية المحولة من قبل الدولة، التي تشمل حصيلة الضرائب وحصص ضرائب الدولة المخصصة للجهات. < أطلق الملك في الجهة، التي تترأس مجلسها أول تجربة مغربية للمدن الصناعية الذكية، إذ تعززت الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والصين، بإطلاق مشروع “مدينة محمد السادس طنجة- تيك”، ما هي حظوظ نجاح المشروع في تنويع الشراكات الاقتصادية للمغرب؟ < في البداية أود أن أشير إلى أن “طنجة تيك” هي أول مدينة تشيد حاملة اسم ملك مغربي، وربما أكبر مشروع بناء في تاريخ المغرب لأنه تجمع صناعي سكني سيستقبل 300 ألف نسمة، وهو مجموع سكان عمالة طنجة وعمالة المضيق وضعف سكان تطوان، على اعتبار أن المشروع سينتج 100 ألف منصب شغل مباشر، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المناصب غير المباشرة، وذلك بالنظر إلى أرقام النماذج الأولى من هذا الجيل الجديد من المدن، الذي تعتبر الصين رائدة فيها ومدينة محمد السادس أول تجربة في أفريقيا، ذلك أن المستثمر الصيني سبق له أن أحدث مشاريع مماثلة ناجحة داخل الصين وخارجها، خاصة في روسيا البيضاء وسنغفورة. < يتوقع بروتوكول الاتفاق، الذي ترأس الملك حفل توقيعه أخيرا بقصر مرشان بطنجة، إقلاعا سريعا للأنشطة الاقتصادية بطنجة ومنطقة الشمال برمتها، والأكيد أن ذلك بمنطق رابح رابح، ماهي الفوائد التي سيجنيها المغرب؟ < ستكون هناك فوائد مباشرة تتعلق بتحريك الدورة الاقتصادية بالجهة، وبديهي أن ينعكس ذلك على عموم الاقتصاد الوطني، على اعتبار أن جهة طنجة تطوان الحسيمة ستصبح القوة الاقتصادية والصناعية الأولى بالمغرب، بالنظر إلى حجم و تنوع مجالات التصنيع بالمشروع، الذي جاء نتيجة توفر أسباب موضوعية، على رأسها العامل الجغرافي المحفز للاستثمارات الضخمة، بالنظر إلى قرب طنجة من أوربا، بالإضافة إلى الآفاق التصديرية التي يفتحها ميناء “طنجة المتوسط” على أسواق عالمية واعدة سواء في أوربا أو إفريقيا أو حتى أمريكا، الأمر الذي يجعل من مدينة محمد السادس نموذجا يحتذى به على امتداد التراب الوطني. وأظن أن هناك حاجة ملحة إلى تكاثر المدن المندمجة في المغرب، لأن المدن الجديدة العادية استنفدت مهمتها في القضاء على السكن غير اللائق وأصبح ضروريا التفكير في حلول تجنبنا معضلة المدن، التي يغادرها السكان فجرا ولا يعودون إلا للنوم، والاختلالات المسجلة في مشاريع مثل تمنصورت و تمسنا، أعطت للناس السكن فقط لاغير دون أن تتجاوز ذلك إلى إحداث مسببات النشاط الاقتصادي الذي يحدث مناصب للشغل. < أليس هناك خطر التحول شيئا فشيئا إلى مجرد منطقة صناعية كبرى، على اعتبار أن العمال يمكن أن يفضلوا الإقامة في المدن المجاورة، خاصة في ظل توفر شبكة طرق حديثة؟ < كما سبق أن قلت في السابق فإن الأمر يتعلق بجيل جديد من المدن، التي ستستجيب لكل متطلبات الإقامة الدائمة، وتمنح الشغل قبل السكن وتوفر وجهات سياحية و ترفيهية متوسطة وراقية، تستجيب لكل الحاجيات سواء الآتية من العمال أو التي يمكن أن يحتاجها رجال الأعمال والأطر العليا والمتوسطة، ذلك أن الأوراش ستبدأ في الوقت نفسه سواء تعلق الأمر بالمساكن أو المصانع أو مقاصد العمال وذويهم وعموم الزوار. < لم تعد تقتصر جاذبية طنجة على الموقع والميناء، ألا تعتقدون أن الفضل في إقامة المشروع يرجع إلى الحصيلة الإيجابية لبرنامج التنمية المندمجة “طنجة الكبرى” الذي أطلقه الملك بتاريخ 26 شتنبر 2013 والطرق السيارة والقطار الفائق السرعة والمناطق الصناعية واللوجستيكية وغيرها؟ < أكثر من ذلك لم يكن ممكنا للصينيين الاستثمار في مشروع من هذا الحجم لو لم تصدر أوامر ملكية باقتناء الوعاء العقاري للازم في نطاق امتداد ميناء طنجة المتوسط وربطه بمشاريع برنامج التنمية المندمجة “طنجة الكبرى”، إذ بدأت الأشغال في مقطع الطريق السيار الذي يربط الموقع بطنجة المدينة وسيكون جاهزا للاستعمال في نهاية السنة الجارية ولن تتجاوز مدة السفر عشر دقائق، بالإضافة إلى محطة للقطار الفائق السرعة وخطوط السكك الحديدية الخاصة بالسلع في اتجاه الميناء الكبير، لذلك يمكن القول بأن “طنجة تيك” في قلب ورش طنجة الكبرى، لكنها ستعطي، بالمقابل، قيمة مضافة للدينامية التنموية التي تشهدها المنطقة والجهة عموما، على اعتبار أن مدينة محمد السادس لم تكن ضمن المخططات الأولية، بل كانت ثمرة للزيارة الملكية إلى جمهورية الصين الشعبية وفي إطار اتفاقيات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في قطاعات تتوفر داخلها مؤهلات لخلق فرص عمل وإحداث قيمة مضافة، خاصة صناعة السيارات، والنسيج والألبسة، والتجهيزات المنزلية، وصناعة الطيران. الجهة مساهمة في رأسمال "طنجة تيك" < كم ستستغرق أشغال البناء والتجهيز ومتى ستبدأ أولى الوحدات الإنتاجية عملها؟ < الجديد في مشروع "طنجة تيك" أن الجهة تشارك في رأس مال المشروع وذلك تفعيلا للمقتضيات الجديدة المستحدثة في إطار الجهوية المتقدمة، إذ نشارك في الإشراف على المشروع المهيكل مع المجموعة الصينية “هيتي”، ومجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، ونمتلك حصة من الأسهم حرصا منا على تنمية الموارد الذاتية ورفع المداخيل وعدم الاقتصار على الميزانية المحولة من قبل الدولة، التي تشمل حصيلة الضرائب وحصص ضرائب الدولة المخصصة للجهات. وفي ما يتعلق بآجال التنفيذ حددت في عشر سنوات حدا أقصى، وستبدأ الأشغال في الخمسة أشهر المقبلة على أن تبدأ أولى الوحدات الإنتاجية العمل في غضون سنتين، وفي انتظار ذلك لن نبقى مكتوفي الأيدي لأننا سنطلق برامج تكوين خاص بمشاركة الصينيين و المكتب الوطني للتكوين المهني، ولن يكون لدينا تخوف من حدوث هجرة إلى “طنجة تيك”، بل سنشجعها من خلال إعداد اليد العاملة العادية والمؤهلة، لكن بإعطاء الأولوية للأقاليم الجهة الشمالية والأسبقية في التشغيل ستكون لسكان مناطق الجهة ذات أكبر نسبة من البطالة مثل الحسيمة ووزان والشاون، مع حث المستثمر على إنشاء فروع للمشروع في باقي الأقاليم. أول مدينة مغربية تحمل اسم ملك يشكل مشروع المدينة الجديدة المندمجة لطنجة “محمد السادس طنجة تيك” ، الذي ترأس الملك أخيرا بقصر مرشان، حفل تقديمه، تجسيدا للشراكة الإستراتيجية القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، بعدما وقعت مذكرة التفاهم المتعلقة بها في 12 ماي 2016، بين كل من وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، والمجموعة الصينية “هيتي”، بطنجة، المدينة المغربية المينائية التاريخية الواقعة عند ملتقى طرق إستراتيجي بالنسبة إلى التجارة العالمية. وسينجز المشروع الذي من شأنه المزاوجة بين الصناعة والتعمير وأنماط النقل البحري والسيار والسككي والبيئة، على ثلاث مراحل، حيث سيشمل مساحة إجمالية قدرها 2000 هكتار، على أن تهم المرحلة الأولى (500 هكتار) تهيئة فضاء سكني ذكي ومنطقة مندمجة للخدمات تضم عشرة قطاعات (الطيران، السيارات، التجارة الإلكترونية، الاتصالات، الطاقات المتجددة، النقل، الأجهزة المنزلية، الصناعة الدوائية، تصنيع المواد، الصناعات الغذائية). وستتحول طنجة، مدعومة بالخبرة الدولية المتقدمة لمجموعة “هيتي”، في مجال صناعة الطيران، إلى مركز للإنتاج والتكوين في مهن الطيران، كما هو الشأن بالنسبة إلى قطاع السيارات، حيث ستعود التجربة الناجحة لطنجة في صناعة السيارات وتوفر يد عاملة مؤهلة، مدعومة بالتكنولوجيا والخبرة الصينية في تصنيع المواد الثانوية، بالنفع على الصناعة العالمية للسيارات. وسيمكن تطور التجارة الإلكترونية والاتصالات المملكة من الاعتماد على الخبرة الصينية، سعيا إلى جعل المغرب أرضية جد واعدة بالنسبة إلى التجارة الإلكترونية وإنتاج آليات الاتصالات. وينتظر أن تشتمل المرحلة الأولى من المدينة الصناعية لطنجة، على منطقة لتصنيع تجهيزات الطاقات المتجددة، مخصصة لإنتاج التجهيزات الهيدرو- كهربائية، والحرارية، والريحية، والشمسية، والعضوية، وآليات الشبكات الكهربائية، ومنطقة لصناعة تجهيزات النقل من شأنها الاستجابة للطلب المتزايد على البنيات التحتية الطرقية والسككية بمجموع القارة الإفريقية، بالإضافة إلى مناطق لإنتاج الأجهزة المنزلية والأدوات المعدنية، وتصنيع التجهيزات الصيدلية، والصناعات الغذائية، وإنتاج المواد (الحديد، الإسمنت، الزجاج، النسيج)، على أن تستفيد مختلف هذه المناطق، التي ستزاوج بين الإنتاجية والحس البيئي بهدف تطوير صناعة نظيفة وتنافسية، من وضع المغرب عضوا بمنظمة التجارة العالمية ومختلف اتفاقيات التبادل الحر الموقعة من قبل المملكة. وتهم المرحلة الثانية تهيئة منطقة لوجستية حرة على مساحة 500 هكتار تشتمل على عدد من المشاريع، ومنفتحة على آسيا، وأوربا، وإفريقيا، في حين تشمل المرحلة الثالثة مساحة 1000 هكتار مخصصة لإنشاء منطقة للأعمال ستحفز استقرار شركات كبرى متعددة الجنسية. وبوسع المدينة الصناعية الكبرى المزمع إنجازها استقبال نحو 300 ألف شخص، حيث ستمكن من تسجيل رقم معاملات سنوي سيصل إلى 15 مليار دولار ومداخيل جبائية بقيمة 300 مليون دولار. ويحفز إنشاء المدينة تشغيل 100 ألف شخص، بما سيمكن من تحسين معدل الأنشطة وسيطلق ورشا تكوينيا بمعدل 6000 متدرب عالي التأهيل سنويا ، بما سيعزز تطوير الابتكارات التكنولوجية، وهي معطيات تتيح النهوض بالصناعة الوطنية، وتصدير العلوم والطاقة، وعلى ضوء مزايا الموارد الطبيعية والموقع الجغرافي والنقل، والموارد البشرية، ستحاول المدينة الجديدة جذب مجموعة من الفاعلين الدوليين الخواص للاستثمار ومباشرة أنشطة لها بالمغرب. موقفنا لم يتغير حاليا لا تعليق جديد لدي على تشكيلة التحالف الحكومي، والأكيد أن الأصالة والمعاصرة سيبقى ثابتا على الموقف المعلن بعيد الإعلان عن النتائج بأن أي تحالف، كيفما كان نوعه، لا يمكن أن يكون إلا مع الأحزاب التي تتقاسم مع “البام”المرجعية الفكرية نفسها والمشروع الديمقراطي الحداثي، معتزين بالانتصار السياسي الذي حققه حزبنا في انتخابات أكتوبر والثقة التي وضعها الناخبون والناخبات في المشروع الديمقراطي الحداثي للحزب الذي هو جزء من مشروع البناء الديمقراطي للمغرب، و بالتقدم المسجل في عدد المقاعد المحصل عليها سواء في اللوائح المحلية أو اللائحة الوطنية المتعلقة بالنساء والشباب والتي تجاوزت نسبتها 120 في المائة مقارنة بـ 2011، وتجاوز نسبة حضور المرأة في الفريق النيابي الجديد للحزب 25 بالمائة سابقة في المشهد الحزبي الوطني، ولا يمكن أن نبدأ زمن المعارضة أو نخاطب سعد الدين العثماني بصفته رئيسا للحكومة إلا بعد تقديم التصريح الحكومي. أجرى الحوار: ياسين قُطيب

موعدنـا التصريـح الحكومـي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عناوين جريدة الصباح لغد الجمعة

دراسة ..المغاربة رابع أطول الشعوب العربية

مقالات ذات صلة