“بيزنس” الجمال يغري المغاربة

إقبال النساء والرجال على الصالونات ومتاجر المستحضرات ومخصصات شهرية تبدأ من ألف درهم لتمويل كلفة المظهر لا يدخر المغاربة أموالهم حين يتعلق الأمر بالجمال والموضة، وينفقون مبالغ مهمة على اقتناء مستحضرات التجميل والعناية بمظهرهم الخارجي. طلب متزايد على خدمات مراكز التجميل، حفز الاستثمار في هذا المجال الحيوي، الذي يرفض الاعتراف بالأزمة، ويضرب عرض الحائط أرقام المندوبية السامية للتخطيط المقلقة، حول الادخار والقدرة الشرائية للأسر، لتنتشر هذه المراكز مثل الفطر في الأحياء، الشعبية والراقية على حد سواء، مع اختلاف جودة الخدمات المقدمة وأسعارها، علما أن محللي الأعمال نبهوا أخيرا، إلى المردودية الاستثمارية العالية في مجال التجميل، ذلك أن مشروع افتتاح صالون صغير يمكن أن يكلف 50 مليون سنتيم (500 ألف درهم)، مع توقعات بتجاوز أرباحه السنوية سقف 32 مليونا (320 ألف درهم). إنجاز: بدر الدين عتيقي في البيضاء والكل في البيضاء، يدرك أن المظهر أهم من المضمون، وملاحقة تقليعات الموضة والعناية بالجمال والرشاقة، صارت موعدا مهما في أجندة النساء والرجال اليومي. أصبح الحصول على موعد لدى الطبيب أسهل من بلوغه لدى صالون تجميل. "لقد أنهينا مواعدنا لليوم سيدي"، بهذه الجملة المقتضبة، تنهي سناء، اختصاصية تجميل، المكالمات الهاتفية الواردة على صالونها بحي المعاريف الراقي، موضحة أن أغلب صالونات التجميل أصبحت تشتغل، وفق نظام المواعد المسبقة، وذلك لغاية ضمان جودة الخدمات المقدمة للزبناء، مشددة على أن الخدمة الشخصية والخاصة بكل زبون على حدة، تظل عامل جذب تجاري مهم، إذ يتعين تخصيص الزمن الكافي لتلبية حاجيات كل زبون وتحسيسه بأهميته. العناية بالوجه والشعر والأظافر، خدمات قارة في قائمة عروض كل صالون تجميل، مع اختلاف أسعار هذه الخدمات، حسب مجموعة من المحددات، المرتبطة بموقع الصالون وجودة المواد المستخدمة، وكذا حرفية اليد العاملة، ذلك أن مجموعة من هذه الصالونات، أصبحت تستقطب عمالة آسيوية، لغاية ضمان جودة الخدمات، خصوصا ما يتعلق منها بالعناية بالأظافر والوجه، وكذا التدليك والرشاقة. "ميا" و"لومي"، فيلبينيتان، وجدتا في منطقة 2 مارس، فرص عمل ذهبية، إذ تم استقدامهم من قبل صالون تجميل راق، بواسطة عقود عمل محددة المدة، فصاحبة الصالون، هند قصراوي، قررت الاستثمار في الكفاءة، لتبرر السعر المرتفع لخدماتها، موضحة أن النساء لا يدخرن المال في سبيل الحصول على تسريحة جميلة ونضارة وجه استثنائية. كلفة التجميل تنفق النساء ما لا يقل عن ألف درهم شهريا على خدمات التجميل، التي تندرج ضمن مواعدهن الأسبوعية، فيما يظل هذا المبلغ قابلا للارتفاع حسب نوعية الخدمات الإضافية، ذلك أن جلسة عناية بالوجه ضد التجاعيد، تتراوح كلفتها بين 900 درهم وثلاثة آلاف، علما أن تطور الطلب على هذا النوع من الخدمات، جذب إلى السوق علامات تجارية أجنبية، خصوصا من فرنسا، إذ تستقر في أحياء البيضاء الراقية صالونات تجميل أوربية، تسوق أحدث المستحضرات وتقنيات العناية الجديدة. توضح هند أن مستحضرات التجميل المستخدمة خلال جلسات العناية، تمثل نسبة تتراوح بين 40 % و50 من قيمة الخدمة، الأمر الذي يظهر أهمية المستحضرات، التي يتم استيرادها من الخارج، رغم وجود مختبرات مغربية تنشط في هذا النوع من الصناعات، ذلك أنها لا توفر الجودة ذاتها، باعتبار أن طلب الزبناء يحدد علامات تجارية دولية بعينها، ليظل تفوقها منحصرا في المستحضرات المصنعة من مواد طبيعية ومجالية، من قبيل زيت الأركان والأعشاب المختلفة. صالون ذكي أحدثت مجموعة "أكسال"، الرائدة في مجال البيع بالتجزئة وتسويق العلامات الفاخرة وتدبير المراكز التجارية الكبرى، رجة في مجال التجميل والعناية، عبر إطلاق أول علامة مغربية في مجال مستحضرات التجميل والعناية، يتعلق الأمر بعلامة "يان أند وان"، التي سيتعرف عليها المغاربة من خلال أول متجر ذكي للجمال "بيوتي سمارت ستور"، سيستقر في المركب التجاري الكبير في البيضاء "موروكو مول"، فيما سيعرض على الزبناء خيارات واسعة ومتنوعة من المنتوجات وخدمات التجميل، بأسعار منخفضة تبدأ من 50 درهما، لغاية تلبية حاجيات مختلف رواد المركز من الجنسين، ذلك أن الفضاء سيحوي أيضا، أول متجر للجمال والعناية خاص بالرجال. وتتحدث سلوى الإدريسي، الرئيس المدير العام لمجموعة "أكسال"، عن مفهوم مبتكر على المستوى الدولي، يستند إلى الأرضية التاريخية لصناعة الجمال بالمغرب، التي تعتبر من بين أعرق ثقافات الجمال الشعبية، موضحة أن المتجر سيتوفر بحلول رقمية جديدة، إذ سيحوي ألف شاشة، عبارة عن لوحات تفاعلية "تاكتيل"، تتيح للزبناء استغلال خدمات الفضاء بسهولة، من خلال عرض وسائط أداء متطورة عبر البطاقات البنكية والهواتف الذكية، إلى جانب الولوج إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لغاية مشاركة الصور الفورية ومقاطع الفيديو بسلاسة. وسيتيح متجر التجميل الذكي، الذي سيمتد على مساحة ثلاثة آلاف و500 متر مربع، للزبناء، باختلاف قدراتهم الشرائية، فرصة الولوج إلى خدمات المتجر الذكي، والاستفادة من مستحضرات التجميل المغربية، التي تم تصنيعها بالتعاون مع أكبر المختبرات العالمية، في كل من سويسرا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الاحتفاظ بمكونات الجمال المحلية، من أعشاب وزيوت، على رأسها زيت أركان، في مستحضرات مصنعة من قبل مختبر مغربي، شهير على المستوى الدولي، مؤكدة أن متجر "يان أند وان"، سيسوق أيضا مستحضرات وخدمات خاصة بالرشاقة والصحة، خصوصا عبر منتوجات طبيعية، مثل الشاي، الذي سيجري طرح تشكيلة واسعة منه. الرجال... الزبناء الجدد لم تعد خدمات العناية والجمال حكرا على النساء، إذ أدرجت صالونات التجميل خدمات خاصة بالرجال، تتشابه إلى حد ما مع تلك المقدمة إلى النساء، مع اختلاف المواد المستخدمة وطريقة معالجتها. العناية بالوجه والشعر والأظافر، خدمات يقبل عليها الرجال، في سياق تحول مجتمعي جديد، أعاد ترتيب الأولويات، ووضع المظهر وحسن الشكل والهندام في الصدارة، الأمر الذي حفز الصالونات على دعـــم هذا النوع من الخدمــات الموجهــة إلى هـذه الفئة من الزبناء، إذ أصبحت تمثل نسبة 25 % من رواج بعضها، خصوصا الراقية منها، حسب نبيلة فتان، مسيرة صالون تجميل بالبيضاء. وبهذا الخصوص، يوفر متجر "يان أند وان" الجديد، فضاء خاصا بالرجال، الذين سيستفيدون على غرار الزبناء من النساء، من مفهوم خدمة مبتكر مبني على الخصوصية، من خلال استغلال الوسائط التكنولوجية الرقمية الموجودة فـي الفضاء، الذي يرتكـز علــى تصميم هندسي مفتوح "أوبـــــن سبايس"، في مواكبة الزبناء، إذ تم الاعتماد في هذا الشأن، على فريق من خبراء التجميل ومصلحة الخدمة المشخصــة "بيوتي كونسيـرجــري"، ليتيحوا لزبناء المتجر باختلاف أنـواع بشرتهم، إمكانية الولوج إلى المستحضرات والخدمات التي تلائمهم.

“بيزنس” الجمال يغري المغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فيديو ..حوار حصري مع ماندوزا

مقاربة المغرب لمحاربة الإرهاب بواشنطن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات