قدماء سائقي الطاكسيات بفاس على “باب الله”
بعضهم قضى 5 عقود في العمل وانتهى متسولا بين المحطات وفوضى القطاع ساهمت في استفحال أوضاع المهنيين
حول طاولة بمقهى يتوسط أجمل شوارع فاس، التفوا مرتشفين كؤوس سنوات ضياعهم وخيبة آمالهم. سحناتهم تدل على حقيقة واقعهم الذي لا يحسدون عليه. بجرأة كبيرة حكوا قصص تيههم وراء لقمة عيش لم تعد مستساغة، بعد أن لفظهم قطاع أفنوا فيه زهرة شبابهم. «نخوة» الرجال، ما تزال بين أحشائهم، ولو أبكاهم واقعهم، رغم أن «الرجال لا يبكون مهما ضاقت بهم السبل».هم أكثر من 30 فردا، قضوا عقودا من العمل في سياقة سيارات الأجرة، ليجدوا أنفسهم أول ضحايا القطاع، يجمعون «البقشيش» من التسول أو غسل سيارات زملائهم أو بيع السجائر بالتقسيط في أحسن الأحول. حالهم يبكي من لا ذرة رحمة في قلبه، في انتظار التفاتة رسمية تمتص آلامهم وتنتشلهم مما هم فيه من ضياع على قارعة طريق قطاع، بلا خريطة للوصول والنجاة.