البرد يفتك بطفلين

مندوب الصحة بميدلت: أسر الرحل ترفض نقل أبنائها المرضى إلى المستشفى لقي طفلان من أسرة واحدة من البدو الرحل، بضواحي ميدلت، مصرعهما، الجمعة الماضي، أحدهما في الثانية من العمر والثاني في الرابعة، فيما نقل ثلاثة من أشقائهما إلى مستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية لتلقي العلاج، بعد أن أصيبوا جميعا بالتهاب رئوي حاد. وقالت مصادر من المنطقة إن والد الضحيتين يعيش مع أسرته في خيمة ينقلونها من منطقة إلى أخرى، بحثا عن الكلأ لمواشيهم، مضيفة أن الرجل لم ينقل أبناءه رغم إصابتهم بزكام حاد إلى المستشفى للعلاج، معتقدا أن الأمر لن يكون بالخطورة التي أودت بحياة اثنين منهم، إذ أسلم الأصغر منهما الروح ليل الخميس الماضي، ليسارع والده إلى دفن جثته دون إخبار السلطات بمقبرة دوار تيغجدت، التابعة لنفوذ جماعة أمزيزل، بدائرة الريش بإقليم ميدلت، ونهار الجمعة توفي الثاني، ودفن بمقبرة دوار أيت سعيد، ما أثار شكوكا، ليتم إبلاغ السلطات. وبعد إشعارها، انتقل ممثلو السلطة المحلية إلى المنطقة ليكتشفوا وجود ثلاثة أطفال، في حالة صحية خطيرة نقلوا على وجه السرعة إلى مستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، قبل أن تلحق لجنة طبية من مندوبية وزارة الصحة بالمنطقة. وحسب ما أوردته المصادر المذكورة، فإن الصغار عاشوا ساعات عصيبة بسبب تدني درجات الحرارة إلى ما دون 11 درجة تحت الصفر، وأنهم كادوا يتجمدون بسبب البرد، خاصة أنهم يعيشون في خيمة. وكشفت المصادر المذكورة أن الأسرة كانت مدعوة إلى مناسبة خاصة بدوار أيت وليل بجماعة كرس تيعلالين، إلى أنهم بعد أن تناولوا العشاء عند أقاربهم نقلهم والدهم ليلا، وفي درجة حرارة متدنية جدا، عبر سيارة «بيكوب» مكشوفة، وعرضهم مباشرة للبرد القارس، ليصابوا جميعا بنزلة برد حادة، خاصة أن أجسامهم نحيلة نتيجة الظروف التي يعيشونها في الخيمة. وارتفعت حرارة الصغار، حسب المصادر نفسها، بشكل خطير، كما ظهرت عليهم أعراض خطيرة من قبيل التبول اللاإرادي والسعال الحاد وارتفاع الحرارة الشديد، غير أن الأب لم يسارع إلى نقلهم، بل انتقل مباشرة بعد دفن جثة الطفل الأول إلى منطقة أخرى ليدفن الثاني مخافة المساءلة عن سبب عدم محاولة إسعافهم. ويعيش أطفال آخرون، حسب ما أكدته مصادر حقوقية أخرى، ظروفا مماثلة، محذرة من تكرار الفاجعة، خاصة أن الآباء والأمهات من البدو الرحل لا يولون اهتماما لضرورة إسعاف أبنائهم، ويكتفون برعايتهم في الخيمة، ما يتطلب تدخلا عاجلا لإيواء البدو الرحل ومنعهم من التنقل في مثل هذه الظروف المناخية التي يصعب مواجهتها في البيوت، فبالأحرى الخيام. من جهته، قال الدكتور بوزيان، مندوب وزارة الصحة بإقليم ميدلت، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، إن السبب الرئيسي لإصابة أطفال عائلة البدو الرحل، بزكام والتهاب رئوي حادين، هو نقلهم عبر سيارة مكشوفة لمسافة 50 كيلومترا ليلا، مضيفا أن أسر البدو الرحل، معتادة على مواجهة مثل هذه الظروف المناخية، إلا أنها لا تنقل مرضاها إلى المستشفى أو أي مركز صحي قريب منهم، وهو ما وقع مع عائلة الطفلين. ضحى زين الدين

البرد يفتك بطفلين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمن يعتقل "ولد التقلية"

الدرك يطيح بمنعش عقاري مزور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات