الأرقام تنصفني

ناصر لارغيت قال إنه تفاجأ باستدعاء النصيري ومنديل أكد ناصر لارغيت، المدير التقني الوطني، أنه لم يسبق له أن تدخل في لائحة المنتخب الوطني، مقرا بأن هيرفي رونار طلب منه لمناسبة واحدة إبداء ملاحظة حول لاعبين محليين لاختيار أحدهما ضمن لائحة 26 لاعبا الذين سيشاركون في الغابون. وأضاف لارغيت، في حوار مع ”الصباح الرياضي”، أن الأرقام تؤكد أنه لا يميل للمدرب الأجنبي على حساب المحلي، مشيرا إلى أن المعطيات التقنية تؤكد نجاحه في أكاديمية محمد السادس، وأن الإشكال الحقيقي يوجد في عدم اعتماد المدربين على اللاعبين الشباب. وفي ما يلي نص الحوار: ما سبب استدعائكم لاعبين يفوق سنهم 25 للمنتخب المحلي لمباراة بوركينافاسو؟ هناك أمران أساسيان في اللائحة الأخيرة للمنتخب المحلي، الأول يتعلق بإرادة مدرب المنتخب الوطني الأول، هيرفي رونار، رفقة مساعده جمال السلامي، إذ قررنا كلما اقترب موعد التصفيات الرسمية الخاصة ببطولة إفريقيا للمحليين، أن نستدعي اللاعبين الذين سيخوضون المباريات الإقصائية، وكما تعلمون أن هذه المنافسة تتطلب لاعبين يملكون تجربة، والثانية تتعلق بمنتخب بوركينافاسو الذي يوجد في تجمع إعدادي بمراكش، إذ فضلنا استدعاء ثلاثة لاعبين لهم تجربة لمواجهة هذا المنتخب الذي سيخوض نهائيات كأس إفريقيا. ألم يكن ذلك بسبب اشتراط المنتخب البوركينابي لاعبين أكثر قوة وتجربة لمواجهته؟ لم يكن هناك أي شرط من منتخب بوركينافاسو لإشراك لاعبين أكثر تجربة، بل نحن من قرر استدعاء لاعبين أكثر من 23 سنة، دون أن يؤثر ذلك على المجموعة. لماذا اخترتم مواجهته في الرباط؟ لم نكن نرغب في البداية عقد تجمع للمحليين بين 1 و4 يناير المقبل، إذ ارتأينا منح اللاعبين راحة للاستفادة من عطلة نهاية الشطر الأول من البطولة، لكن مع الشراكة التي تجمعنا به، وبطلب منه قررنا برمجتها في رابع يناير المقبل بالرباط بسبب وجود غالبية لاعبينا بالمنطقة التي يوجد فيها المركز الوطني لكرة القدم. ما هي التغييرات التي أجريتموها على برنامج المحليين؟ لم نحسم في بعض التواريخ، خاصة بالنسبة إلى مباراة الرأس الأخضر، إذ ما زلنا ننتظر رده على طلب تقديمها إلى 12 يناير المقبل بالرباط، وسأناقش مع معاد حجي، المسؤول الإداري عن المنتخبات الوطنية الصغرى، هذه المسألة، وفي حال قبول الاقتراح سيكون مناسبة لإنهاء التجمع في التاريخ المذكور لمنح اللاعبين فترة راحة والالتحاق بأنديتهم. ما ردكم على انتقادات حول استدعاء لاعبيهم للمحليين وحرمانهم من فترة راحة؟ أتفق مع المدربين بخصوص هذه المسألة، ولكن مع طلب بوركينافاسو اضطررنا إلى قبول إجراء المباراة، ورغم ذلك أخذنا بعين الاعتبار اللاعبين الذين شاركوا في مباريات كثيرة في الفترة الماضية، ضمنهم لاعبو الوداد والفتح، ومنحناهم راحة، ونحن نبحث عن الانسجام داخل المنتخب المحلي، ويجب أن تكون مدة التجمعات طويلة، ولا ننتظر إلى حين بلوغ موعد التصفيات. ما الهدف من كثرة التجمعات الخاصة بالمنتخبات الصغرى؟ بما أن التصفيات ستنطلق في 2018، قررنا أن نشرع في التحضيرات قبل عام ونصف من الموعد المحدد لها، ويجب أن يعرف الجميع أننا نبحث عن الانسجام داخل المنتخبات الصغرى، وليس فقط تجميع أفضل اللاعبين المحليين والمحترفين، وعليهم أن يلعبوا أكبر عدد من المباريات، وأن يتدربوا جميعا، وتقدمنا باقتراحنا إلى الجامعة في هذا الصدد ووافقت. وأود أن أشير إلى تجربة رشيد الطاوسي مع منتخب الشباب في الفترة بين 1996 و1997، إذ كان يبرمج تجمعا إعداديا كل شهر، وتمكن هذا المنتخب من الظفر بكأس إفريقيا للشباب التي نظمت بالمغرب. هل استطعتم نقل أسلوبكم في تكون اللاعبين إلى الأندية؟ بالفعل، شرعنا في هذا العمل أخيرا مع الأندية، ومنذ شتنبر الماضي وافقنا على المديرين التقنيين لأندية القسم الأول مع المعدين البدنيين، ومنحناهم برامج موحدة منها 75 في المائة لفرض عمل الإدارة التقنية، و25 في المائة لفرض شخصية المدربين والمؤطرين، لأن كل ناد يمتاز بخصوصيته، وأضفنا شيئا آخر أن جميع مدربي المنتخبات الوطنية سينتقلون إلى مركز تكوين النادي لقضاء يومين على الأقل للقيام بعمل مشترك في هذا الجانب، لتشجيع اللاعبين على إعطاء مجهود أكبر، عندما يرون أن مدرب المنتخب المشرف عليهم يتتبعهم في التداريب اليومية بالنادي. ما سبب ميلك للمدرب الأجنبي؟ في الإدارة التقنية التي تضم المنتخبات الوطنية، هناك 67 إطارا، ضمنهم مديرون جهويون كلهم مغاربة، فيما الأجانب هناك هيرفي رونار وباتريس بوميل وفيليب سانس وسيدريك تافورو وجون بيير مورلان ومارك ووت، إذن هناك ستة أجانب من أصل 67 إطارا. وفي مراكز التكوين، هناك 32 إطارا، من بينهم مسؤولون عن التكوين ومعدون بدنيون، ضمنهم اثنان في الجديدة وبركان والحسيمة وواحد في الفتح وآخر في طنجة، فأين الميل إلى الإطار الأجنبي، أنا لا أقول إن ذلك غير صحيح، لكن الأرقام تعطينا استنتاجات أخرى. أنا سعيد بأن العدد الكبير من المؤطرين مغاربة، ولكن هذا لا يجب أن يحرمنا من الخبرة الأجنبية، كما أن الأجانب الذين تحدثنا عنهم ليسوا جميعا من فرنسا، فمثلا المسؤول عن التكوين في اتحاد طنجة برتغالي، بالمقابل نحن المغاربة نريد بدورنا أن نرسل مدربين إلى دوريات أخرى، وأعتقد أن كل شخص له الحق في التعليق على ميلي للأجنبي. الكثير يؤاخذ عليك مسارك السلبي في أكاديمية محمد السادس... بالنسبة إلى الأكاديمية التي يقول عنها الناس إنها لم تكن ناجحة، لم يسبق لهم أن جاؤوا إليها لمعرفة العمل الذي أنجز، ولم يسبق لهم أن اجتمعوا بالمسؤولين أو اللاعبين فيها لمعرفة الحقيقة. نحن كنا نعلم جيدا أن إرساء العمل القاعدي بالأكاديمية يتطلب منا ست سنوات، وبدأنا بمواليد 1997، وطلبت من رئيسي آنذاك أن أضم لاعبي مواليد 1995 و1996، لأتابع اللاعبين الذين سأشتغل معهم ست سنوات وآخرين الذين سأشتغل معهم ثلاث سنوات فقط، علما أن التكوين في تلك الفترة كان ضعيفا بالأندية. ولما أصبح البيع والشراء في اللاعبين لم يعد هناك تكوين، باستثناء بعض الأندية الكبرى، وسطرنا ثلاثة أهداف لم يكن الجميع على علم بها، بداية التكوين لأن غالبية اللاعبين يتحدرون من أحياء شعبية، وثانيا الدراسة لأن مراكز الأندية كانت توجه اللاعبين لكرة القدم فقط، وثالثا تطوير قدرات اللاعب في كرة القدم. وقمنا طيلة تلك المدة التي قضيتها بالأكاديمية في تربية اللاعبين وتكوينهم وحثهم على الدراسة، وحققت إلى حين مغادرتي للأكاديمية نتائج إيجابية بنسبة 100 في المائة في الباكلوريا ويتدربون صباحا ومساء، ومنهم لاعبون لم يكونوا يرغبون في الدارسة، فأين هذا الفشل؟ وأعطي مثال نايف أكرد الذي استقدمته من القنيطرة وحصل على الباكلوريا واليوم هو محترف، وبحكم تجربتي التي تمتد إلى 30 سنة في التكوين أعرف أن من بين 10 لاعبين يمكن أن نحصل على لاعبين أو ثلاثة محترفين، لذلك حاولنا قدر المستطاع ألا يضيع اللاعبون دراستهم. وفي كرة القدم في خمس سنوات أجرينا أربع منافسات حصلنا على بطولتين في أقل من 19 سنة ومثلها في أقل من 17 سنة، ومنحنا 32 لاعبا للمنتخبات الوطنية، وفي تلك الفترة لم أقل شيئا مهما سأقوله اليوم إن المنتخب الذي أحرز ذهبية الألعاب المتوسطية والإسلامية وفضية الألعاب الفرانكفونية كان يضم 8 لاعبين من الأكاديمية قضوا ثلاث سنوات فقط فيها، ضمنهم سبعة رسميين، علما أن الفضل يعود إلى بنعبيشة في النتائج، لكن عند خروجنا من تصفيات الألعاب الأولمبية كان المنتخب يضم أربعة لاعبين فقط ضمنهم واحد رسمي، إذا بالنسبة إلي الأكاديمية نجحت. واللاعبون الثمانية الذين قضوا ست سنوات في الأكاديمية، ضمنهم الآن 17 لاعبا لديه عقد احترافي، ولكن لماذا يقولون إن الأكاديمية لم تنجح لأن المدربين لا يرغبون في إشراك اللاعبين الشباب، هذا في الوقت الذي يلعب فيه منديل مع ليل في الفريق الأول، وهناك أيضا يوسف النصيري الذي يلعب في البطولة الإسبانية. ويمكن القول إن هناك أربعة لاعبين يلعبون في أنديتهم في بطولات أوربية تخرجوا من الأكاديمية، وبخصوص النفاتي والشيخي فهما اللذان رغبا في العودة إلى المغرب، رغم أنني تنبأت لهما بمستقبل احترافي كبير. رياضيا كونت اللاعبين للاحتراف في أي ناد أوربي، لكن هناك شيئا في رأسهما منعهما من مواصلة مسارهما الاحترافي. وأظن أن الأمر الوحيد الذي فشلت فيه بالأكاديمية، هو سن خروج اللاعبين منها، لأنني اعتقدت أن 18 سنة كافية لتأتي الأندية وتستفيد من اللاعبين كما هو الشأن في أوربا، فمثلا لاسارا ديارا اشتغل مع فريق لوهافر وفي 18 سنة لعب في الفريق الأول، وكذلك مرغان شليدغير في السن ذاتها لعب في مانشستر يونايتد وكان عندي في مركز تكوين ستراسبورغ، وغاميرو لعب في 17 سنة في أتليتيكو مدريد وكان عندي في ستراسبورغ أيضا. المشكل في المغرب أن المدربين لا يعتمدون على اللاعبين الشباب، لأن العقلية السائدة هي أن اللاعب الشاب مازال صغير السن، والغريب أن ليل الفرنسي وتشيلسي ومانشستر سيتي ومالقا وأندية عديدة أخرى كلها أندية تأتي سنويا للتنقيب عن لاعبين بالأكاديمية، وأعتقد أنها كانت ناجحة في الفترة التي اشتغلت فيها. ألا ترون أن المبالغة في منح دبلومات التدريب تعطينا أطرا عاطلين عن العمل؟ مسألة البطالة موجودة في جميع الميادين، حتى في المجال الإعلامي لديكم، لكن من يعمل هم الذين يتوفرون على الكفاءة، واليوم أنا أتأسف أن هناك العديد من الطلبات للتكوين، لكن غدا يجب أن نتحكم في مسألة التكوين حتى لا نسقط في إغراق السوق الوطنية بمدربين عاطلين، ونتفادى الصراعات بينهم، وبالتالي قررنا مع الكونفدرالية الإفريقية التشدد في برامج التكوين، ولا يمكن منح دبلوم ألف الاحترافي مثلا، إلا للمدربين المتمكنين فقط، عكس ما كان في السابق يمنح بالمعادلة فقط، وهناك معايير محددة من قبل ”الكاف” لضبط هذه الأمور. لكن ما أريد الإشارة إليه أن الإدارة التقنية تشتغل على هذا الجانب، من خلال إحداث مراكز التكوين الجهوية، التي سيشتغل في كل واحد منها 24 مدربا، وشرعت في هذا العمل من مركز السعيدية ابتداء من أمس (الخميس)، ويجب إسناد الإشراف على هذه المراكز لمدربين تتوفر فيهم شروط كثيرة منها الكفاءة والأخلاق والقدرات المهنية، وفي السنة المقبلة سنعمل مع أندية القسم الوطني الثاني، كما أن الشراكات مع دول إفريقية تمنح للمدربين المغاربة الاشتغال بها وبأنديتها. هل تفرض فعلا لاعبين على هيرفي رونار؟ المنتخب الوطني ألف لم يسبق لي أن تدخلت فيه إلا مرة واحدة فقط، لما قدم لي رونار لائحة 26 لاعبا من أجل تحضير لائحة المحليين، وطلب مني أن أعطيه رأيي في لاعبين محليين لاختيار أحدهما، فمنحته رأيي فقط. ورغم أنني مدير تقني لا أتدخل في لائحة المدربين الذين يشتغلون تحت إمرتي، كما هو الشأن بالنسبة إلى مصطفى مديح. ”حرام” علي أن أتدخل في تشكيلة رونار، وهذا قلة احترام، وهناك من يعتقد أنه لإبراز عملي في الأكاديمية أطلب منه أن يستدعي لاعبين سبق لهم أن تخرجوا منها للمنتخب،. سأقول لك أمرا مهما أنه عندما رأيت منديل والنصيري في اللائحة تفاجأت بدوري، كيف يعقل أن يلعب لاعبان لم يتجاوزا 19 سنة في المنتخب، وهناك قلت إن هذا ما سيظهر فشل الأكاديمية أم العكس. أؤكد لك أنه لن أتدخل في تشكيلة رونار، وبل هو من له الصلاحية في إبداء رأيه في لائحتي المحليين والأولمبيين. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن في سطور الاسم الكامل: ناصر لارغيت تاريخ الميلاد: 6 نونبر 1958 حاصل على الباكلوريا من مدرسة بول فاليري بمكناس حاصل على الإجازة في البيولوجيا من فرنسا أجرى تكوينا في الصيدلة بكان بفرنسا حاصل على دبلوم التدريب من الاتحاد الأوربي برو من فرنسا حاصل على دبلوم في التكوين والإعداد البدني من فرنسا اشتغل مدرسا للرياضيات والعلوم الطبيعية بفرنسا لمدة سنتين لعب ودرب في نادي هاو بفرنسا لمدة ثلاث سنوات اشتغل مديرا للتكوين بنادي روون الفرنسي لست سنوات كون بمركز إس إم كاين لثلاث سنوات كون بمركز تكوين أس كاين لثلاث سنوات مدير تقني بنادي لوهافر ثلاث سنوات مدير تقني بنادي ستراسبورغ لثلاث سنوات ومدير أكاديمية محمد السادس سبع سنوات مدير تقني وطني منذ 2014 بورتري رجل الظل يملك ناصر لارغيت، المدير التقني الوطني، تجربة في التكوين بمجموعة من مدارس كرة القدم الفرنسية والمغربية، لمدة بلغت 30 سنة. اشتغل لارغيت في العديد من الأندية الفرنسية، قبل أن تلتقطه عيون المسؤولين المغاربة، وأعادته إلى الوطن، إذ أشرف على أكاديمية محمد السادس الدولية لكرة القدم، تمكن خلالها من إرساء القواعد الأولى للتكوين بها، وشكلت نموذجا لإحداث أكاديميات مماثلة، لتكوين لاعبين من المستوى العالي. ورغم الانتقادات، إلا أنه ظل مؤمنا بالعمل الذي يقوم به، ويسعى إلى ترجمة ذلك بالمنتخبات الوطنية الصغرى، التي يشرف عليها رفقة طاقم تقني أشرف على اختياره بنفسه. ويقول لارغيت في هذا الصدد ”الاعتراف بالفشل نجاح، لأنك عندما تقوم بذلك، فيعني أنك تعرف أين يكمن الخلل، وتعمل على تقويمه”، الشيء الذي يجعل منه تقنيا مثقلا بالتجارب، رغم تكوينه العلمي وحصوله على شهادات في البيولوجيا، وعدم ممارسته كرة القدم في المستوى العالي. إن التجربة التي يمتلكها لارغيت، التقني الهادئ، كانت وراء اكتشافه العديد من المواهب الكروية الفرنسية، التي تلعب لمنتخب الديكة حاليا، وتلعب بأقوى الدوريات الأوربية، غير أنه يحب الاشتغال في الظل، ويؤمن بعمل الفريق، لأنه غالبا ما لا ينسب نجاحاته لنفسه، وإنما لفريق العمل الذي اشتغل بجانبه.

الأرقام تنصفني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صادم ... روسيا هي من كانت وراء مقتل سفيرها في تركيا

بنعطية يتخلف عن معسكر الأسود

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات