المباريات الأولى تخيفني

بنشيخة قال إنه يفضل لاعبا متوسطا خلوقا على لاعب كبير بدون أخلاق قال عبد الحق بنشيخة، مدرب اتحاد طنجة، إن فريقه تنتظره مسؤولية صعبة هذا الموسم وهو يلعب على ثلاث واجهات. وأوضح بنشيخة أن الاستعدادات للموسم مرت في ظروف جيدة على مستوى التداريب والانتدابات، رغم بعض الإكراهات التي تحصل عادة، أبرزها تعرض بعض اللاعبين للإصابات. وأقر بنشيخة، في حوار أجراه معه ”الصباح الرياضي” بصعوبة رؤية مدرجات الملعب الكبير بطنجة فارغة، وهو أمر غير متعود عليه، مستعطفا الجماهير بضرورة العودة لدعم الفريق. وفي ما يلي نص الحوار: كيف مرت الاستعدادات وهل أنت متفائل بالموسم الجيد؟ أكيد متفائل للعمل الذي قمنا به في التحضير للموسم الجديد. لدينا فريق تألق العام الماضي، وسنواصل هذا الموسم البحث عن التوهج. حافظنا على مرتكزات الفريق، وأضفنا لاعبين سيمنحون الإضافة. في بداية التحضيرات التي انطلقت أواسط يوليوز قمنا بمعسكرين، واحد في طنجة بهدف التحضير البدني وتحقيق تأقلم اللاعبين الجدد بالفريق، ثم دخلنا في محطة تحضير ثانية في بوسكورة، كان الهدف منها تكتيكيا، أكثر منه بدنيا، وبرمجنا مباريات إعدادية، ومنحنا فرصا كبيرة للاعبين الجدد لتحقيق التلاحم والانسجام. الحمد لله مرت الأمور جيدا. ما هو المعيار الذي اعتمدتموه في الانتدابات؟ قمنا بانتدابات حسب طموحاتنا. جلبنا لاعبين قادرين على تعويض المغادرين. أطمح إلى تكوين فريق متوازن، بكرسي احتياط قادر على منح الإضافة، ما يدفع اللاعبين إلى التنافس بشدة على حجز مكان بالتشكيلة الأساسية، ما سينعكس على مستوى الفريق بشكل عام، وهناك معيار أساسي أعتمده في الانتدابات أيضا هو الأخلاق أولا. أفضل لاعبا بمستوى متوسط وخلوقا على لاعب كبير يفتقد للأخلاق. حرصت على وجود أكثر من لاعب في كل مركز، للدفع باللاعبين للتنافس بشدة لحجز مكان أساسي، وتفاديا كذلك لمشاكل نهاية الموسم الماضي الذي اشتكى فيه كرسي احتياط الفريق من إكراه الإصابات. سيما أننا نلعب هذا الموسم على ثلاث واجهات. المنافسات القارية مرهقة جدا للاعبين، وتتطلب تركيبة موسعة ولاعبين لهم خبرة. كان لا بد لنا أن ندعم فريقنا. البعض وصف تسريح بعض اللاعبين بالمتسرع، سيما العبوبي، ما ردك؟ قلت كانت لنا مبررات ومعايير في تغيير التركيبة. قمنا بما يخدم مصلحة الفريق. بالنسبة إلى حالة عبد العالي العبوبي، فلم تكن لدي أي فكرة للتخلي عنه، فهو لاعب جيد يدخل في مشروعنا ومنظومتنا، لكنه هو من طلب المغادرة، ومن طبعي لا أمنع أي لاعب يعبر عن عدم الرغبة في البقاء معي، ومن الصعب أن تفرض ذلك على أي لاعب يعتبر نفسه غير مرتاح معك. العبوبي تحدث معي، وأكد لي أنه ينوي الاقتراب من أسرته، ولم يعد قادرا على الاستمرار بطنجة، هذا ما أشعرت به مكتب الفريق الذي اتخذ كل الإجراءات. اكتسحتم الدفاع الحسني الجديدي في افتتاح البطولة، أين تكمن أهمية هذا الفوز؟ المباريات الأولى دائما صعبة، ومخيفة لكل مدرب، حينها يكون مفتقرا للمعيار الحقيقي وتقدير مدى استعداداته. نقاط المباراة الأولى مهمة جدا لأي فريق، إذ تمنح الثقة وتبعد الضغط. توقعنا بعض الصعوبات. الفوز على الدفاع الجديدي ليس سهلا، أعرف إمكانياته وسرعة مهاجميه جيدا. أعطيت تعليماتي للاعبين، بضرورة اتخاذ الحذر من مهاجميه. عانينا في نصف ساعة الأول من المباراة، إذ كان الفريق الجديدي الطرف الأفضل، لكن الهدف الذي سجلناه في ربع ساعة الأخير من الشوط الأول، غير مجرى المباراة، لأن الفريق الجديدي كان مطالبا بالبحث عن تعديل النتيجة. وفي الأخير حققنا الأهم، وأحرزنا فوزا ثمينًا يمنح الثقة ويبعد الضغط. هل عبد لكم هذا الفوز الطريق للفوز الثاني في كأس العرش أمام أولمبيك خريبكة؟ مباريات الكأس تختلف عن البطولة. طالبت اللاعبين بلعب مباراة في المستوى، وحتى لو انتهت دون أهداف كنت سأقبل، لأن مردود اللاعبين كان يهمني أكثر من النتيجة، سيما خط الدفاع الذي كان في المستوى الكبير. فريقي كان في أحسن صورة، وسجل هدفين، وكان بإمكانه رفع الحصة. بهذا الفوز في الذهاب، هل تعتبر أن فريقك ضمن التأهل؟ لم نتأهل بعد، خضنا شوطا بطنجة، كل الاحتمالات واردة، لكننا على الأقل سنخوض مباراة العودة بخريبكة بقليل من الارتياح. يلاحظ على فريقك تسجيل أغلب أهدافه من الضربات الثابتة وفي آخر أنفاس الشوطين، هل يعود ذلك لإستراتيجية تقنية أم عجز في بناء عمليات التسجيل؟ ذلك يدخل في منظومة اللعبة. ليس من السهل التسجيل من الضربات الثابتة. نحن نشتغل على ذلك، ونمنح دقائق مهمة للتمرين على الضربات الثابتة من الزاوية، ومن مناطق مختلفة من الملعب. التسجيل في آخر الأنفاس من الشوطين أعتبره قوة واستعدادا بدنيا جيدا للفريق. علي أن اشكر هنا حكيم مشرق، المعد البدني الذي يقوم بعمل جبار، شأنه شأن باقي الطاقم التقني. خضتم مباراتين بطنجة أمام جمهور قليل، هل من شأن هذا الغياب التأثير على الفريق؟ أكيد أمر مؤثر. الجميع يعلم أهمية وقوة جماهير اتحاد طنجة. تعطي مثالا في الحضور والتشجيع ودعم الفريق ماديا ومعنويا. أتأسف لهذا الغياب، حضور الجمهور له تأثير إيجابي على الفريق، لو حضر في مباراة خريبكة لكانت النتيجة أفضل بكثير. نحن لا نساوي شيئا بدون جمهور، أتمنى أن يعود إلى المدرجات في المباريات المقبلة. هل تعرضتم لإكراهات وأنتم في بداية الموسم؟ الإكراهات قائمة في كرة القدم، تعرض بعض اللاعبين للإصابة أشد هذه الإكراهات. صباح يوم مباراة أولمبيك خريبكة افتقدت خدمات اللاعب أنيس سيبوفيتش بسبب إحساسه بمغص في بطنه، وفي الأسبوع الماضي فقدت كاي هيرفي الذي تعرض لكسر بسيط. في تحضيرات بداية الموسم افتقدنا عناصر مهمة بسبب الإصابة كذلك كزكرياء الملحاوي، ويوسف سكور. حين نستعيد تركيبتنا كاملة سيتقوى فريقنا. الحمد لله انطلقنا جيدا بدون تعثرات، رغم هذه الإكراهات. وأتمنى العودة السريعة لجميع المصابين. كيف تفسر وجود أربعة حراس بالفريق آخرهم عصام بادة؟ للتو تحدثنا عن الإكراهات. فريقي يعيش مشكلة هذا الموسم على مستوى حراسة المرمى. أحمد محمدينا علينا أن نعترف له بالتضحيات التي قدمها في الموسم الماضي الذي أنهاه مصابا. أجرى عملية جراحية في يونيو الماضي، وبعدما عاد إلى التداريب بداية الموسم أحس بألم في الركبة، أجرى فحوصات تطلبت توقفه عن التداريب من أجل العلاج، حالته تتطلب وقتا. توقف منذ يونيو ومطالب بالتوقف ثلاثة أشهر أخرى فهذا أمر صعب بالنسبة إليه وللفريق. هذا لا يخدم مصلحتنا، لذلك انتدبنا الحارس محمد امسيف، نحن مازلنا في بداية المسار ونودي عليه للالتحاق بالمنتخب. نعلم أن برنامج مباريات البطولة المغربية لا ينسجم مع برنامج «فيفا»، فلجأنا إلى المهدي وايا، وهو حارس شاب من اتحاد اتواركة، اعتبره شخصيا حارس المستقبل، لذا فضلت إضافة حارس رابع تفاديا للمشاكل. سننتظر إلى غاية يناير للحسم نهائيا في مصير محمدينا. نأمل أن يستعيد عافيته ويعود إلى توهجه. احترمه جيدا، وهو حارس كبير وخلوق. وفي حال تعذرت عودته سنبحث عن حلول أخرى، هذا هو حال كرة القدم. مسارنا طويل وشاق، مازلنا في منافسات كأس العرش، والبطولة شاقة وطويلة، والمنافسات القارية على الأبواب. لكن انتداب بادة أثار جدلا بحكم عاملي السن والغياب عن الميادين لموسمين؟ أمسيف بدوره لم يلعب لموسمين، وفي الموسم الماضي لعب 180 دقيقة، ولا أحد ناقش انتدابه. نحن نتعامل مع لاعبين محترفين. لا أعتقد أنها مشكلة. أمسيف أصبح من اهتمامات هيرفي رينار، كيف استقبلت ذلك؟ دعوة المنتخب الوطني شرف لكل لاعب. بالنسبة إلي أقول دائما إن اللاعب حين ينادى عليه للمنتخب لا يذهب من أجل اللعب، بل للدفاع عن المنتخب. بالنسبة إلي ستطرح لي مشكلة بفعل المشاكل التي نعانيها في حراسة المرمى. لكن علينا أن نؤمن بذلك. كيف ستشتغل في ظل مسؤوليتك مدربا للفريق الأول ومشرفا عاما؟ لا شيء يحرمني من العمل في مجال أحبه. أنا أحب الاشتغال في مجال كرة القدم، لدي أفكار. هناك إكراهات، لكن علي القيام بالواجب، وليس لي خيار غير ذلك. كنت أنتظر تعيين مدربي الفئات الصغرى، أنصت إليهم أولا، وأمنحهم خارطة طريق العمل الذي أود أن نسلكه جميعا لتحقيق الأهداف. نحن في كرة القدم نتقاسم أفكار اللعبة ونتحدث لغتها. سيكون بيننا حوار على أساسه سنؤسس لانطلاقتنا. كما قلت لدي خارطة عمل طبقتها في مكان آخر، ولا مشكلة بالنسبة إلي. لكن طبيعة عمل المشرف العام تتطلب وقتا كافيا للانكباب على جميع الفئات العمرية للفريق، هل لديك الوقت الكافي ؟ أولا هناك خطأ في التسمية. مشرف عام مهمة كبيرة وثقيلة تتطلب التفرغ له بشكل كلي. أنا عملي الحالي هو مدرب الفريق الأول لاتحاد طنجة، فقط أقدم يد المساعدة للنادي في كل ما هو مرتبط بكرة القدم بالمدينة. أقوم بهذه المهمة بصدر رحب، ودون مقابل. على الجميع أن يعلم أنني أقوم بهذه المهام مجانا وبدون تعويض، لكنني أقوم بها عن قناعة، لأنني مرتاح مع فريقي. لكن الأولوية للفريق الأول، وأنتم واعون بالضغط الذي يعيشه مدرب أي فريق. أجرى الحوار: محمد السعيدي (طنجة) في سطور الاسم الكامل: عبد الحق بنشيخة تاريخ ومكان الميلاد: 22 نونبر 1963 في برج بوعريريج بالجزائر حاصل على ماجستير في التدريب الرياضي درب المنتخب الجزائري الأول درب المنتخب الجزائري الأولمبي در ب شباب بلوزداد ومولودية الجزائر واتحاد الحراش وأم صلال القطري والنادي الإفريقي التونسي والترجي الرياضي الجرجيسي التونسي والدفاع الحسني الجديدي والرجاء الرياضي. الفريق الحالي: اتحاد طنجة بورتري: الجنرال المرح إذا اقتربت أكثر من المدرب عبد الحق بنشيخة، تكشف خصالا متعددة في الرجل، أبرزها حسن الخلق والمعاملة. داخل الملعب يبدو شرسا، وهو يطبق نظاما شبه عسكري في التداريب وفي المباريات حتى تشعر كأنك في ثكنة. ربما لهذا أطلق عليه الجمهور لقب «الجنرال»، لكن خارج الملعب وبعيدا عن أوقات العمل، تكشف شخصية مخالفة يتحول بنشيخة إلى رجل نكتة مرح جدا يتعامل مع اللاعبين كواحد منهم حتى يتمنى الجميع أن تطول الجلسة معه خارج الملعب أكثر من داخله. بنشيخة الأنيق له اهتمامات باللباس.. يحبذ السفر، وهو رجل المغامرات في طبعه، لكن ينصح بالابتعاد عنه، لحظات الغضب. ولد عبد الحق بنشيخة في 22 نونبر 1963 في برج بوعريريج بالجزائر، ولعب كرة القدم بفريق المدينة، قبل أن يلج عالم التحصيل في مجال التدريب. وحصل بنشيخة على ماجستير في التدريب الرياضي، ما أهله لتدريب مجموعة من الفرق على غرار شباب بلوزداد ومولودية الجزائر واتحاد الحراش، قبل أن يغادر الجزائر لتدريب أم صلال القطري، ثم النادي الإفريقي التونسي والترجي الرياضي الجرجيسي والدفاع الحسني الجديدي والرجاء الرياضي. ودرب بنشيخة المنتخب الجزائري الأولمبي والمنتخب الأول.

المباريات الأولى تخيفني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فوضـى "التريبورتـورات"

احتقان داخل معسكر الكوكب بأكادير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات