فضيحة تهريب أطنان من “الزليج”

كانت بساحة "لالة عودة" التاريخية بمكناس ونقلت على متن شاحنتين إلى وجهة مجهولة فتحت مصالح الأمن بمكناس، أخيرا، تحقيقا في اتهام أعضاء مجلس جماعة المشور – الستينية بالمدينة، جهات بمحاولة سرقة أطنان من «الزليج» تقدر قيمتها بعشرات الملايين، كانت بساحة «لالة عودة» التاريخية، في قلب المدينة العتيقة، أثناء خضوعها لإعادة التهيئة. وجـــــــــــــاء اكتشــاف هذه الفضحية، عندما لاحق مستشاران بالجماعة نفسها، على متن سيارة، شاحنتين في ملكية مقاولة تحملان «الزليج» خارج المدار الحضري لمكناس في اتجاه منطقــة «أكوراي» بإقليــم الحاجب. وبعـــــــــد قطـــــــــع عشرات الكيلومترات، منع المستشاران المذكوران سائقي الشاحنتين من مواصلة الطريق نحو المكان «المشبوه» المخصص لتفريغ الحمولتين، إلى حين حضور المصالح الأمنية، وفتح تحقيق في الموضوع. وبعد إخطارها بالواقعة، انتقلت عناصر الأمن إلى مكان توقف الشاحنتين قصد المعاينة، وتم الاستماع إلى السائقين في محضر قانوني بأمر من النيابة العامة المختصة، وأكدا في تصريحهما، أنهما لم تكن لديهما نية تهريب الحمولتين، بل كانا أثناء توقيفهما من قبل المستشارين المذكورين بصدد البحث عن مكان خال لتفريغها لا غير حسب تعبيرهما، رغم أن الحمولتين تضمان الأطنان من «الزليج» الرفيع ذي جودة العالية، مما يطرح أكثر من علامة استفهام. كما تمت مراسلة باشا جماعة المشور، بالموضوع بصفته صاحب القرار والآمر بالصرف لذات الجماعة، وذلك في انتظار الاستماع إلى صاحب الشركة المذكورة الذي يوجد حاليا في عطلة، حسب تعبير رئيس جماعة المشور-الستينية وأثارت هذه الواقعة حفيظة أعضاء مجلس جماعة المشور- الستينية بمكناس الذين عقدوا اجتماعا طارئا لمناقشة نقطة وحيدة، تقرر خلالها توجيه رسالة رسمية وفورية معززة بتوقيعات كافة الأعضاء بمن فيهم رئيس المجلس إلى باشا المشور، بصفته الآمر بالصرف، يطالبون منه تشكيل لجنة تقصي الحقائق وإنجاز خبرة في شأن الكمية المهمة من «الزليج» ذي الجودة العالية، التي تم تهريبها عبر الشاحنتين التابعتين لإحدى المقاولات «المحظوظة»، من ساحة «لالة عودة» التاريخية قلب المدينة العتيقة بمكناس، نحو منطقة «اكوراي» التابعة للنفوذ الترابي لإقليم الحاجب، عوض تفريغ حمولة الشــــــــاحنتين بالمستودع البلــــــــــدي لجمــــــاعـــــة المشور-الستينية، كما جرت العادة في مثل هذه العملية حســــــــب مصــــــادر عليمة. وأكد رئيــــس جماعة المشور في تصريح ل»الصباح»، أن المجلس الذي يرأسه، لا دخل له بالواقعة، على غرار باقي الجماعات المرتبطة بنظام المشاوير بالمملكة، بل يتحمل الباشا وحده المسؤولية الكاملة في هذا الشأن، لأنه صاحب القرار في تدبير الشؤون المالية للجماعة، ويبقى دور المجلس الجماعي منحصرا في المراقبة والحفاظ على ممتلكات الجماعة فقط. مـــــــــن جهتهـــــــــمـــــــــــا، أكـــــــد المستشــــــــاران المذكـــــــــوران، أنهمـــا يعتزمان سلـــــك كل السبل الإداريــــــــــة والقـــــــــــــــانــونية لكشف الحقيقة للرأي العـــــــــــــــام، فضلا عن فضح الأيادي الخفية التي تقف وراء تهريب هذه الكمية المهمة من «الزليج» التي تقدر قيمتها بملايين السنتيمات حسب قولهما، حماية للمال العام بهذه الجماعة التي تتمتع باستقلالية تامة والتي تشكو أصلا من قلة مواردها المالية و البشرية. حميد بن التهامي (مكناس)

فضيحة تهريب أطنان من “الزليج”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"داعش" تمنع التحكيم في كرة القدم

لن نكون لقمة سائغة

مقالات ذات صلة