فاس تستعيد أمنها تدريجيا

إيقاف ألفي منحرف في 20 يوما والرأي العام يتمنى استمرار الحملات الأمنية بالوتيرة نفسها إعداد: حميد الأبيض (فاس) مرت ثلاثة أسابيع على تعيين عبد الإله السعيد، على رأس ولاية أمن فاس. مدة قصيرة راكمت فيها الأجهزة الأمنية على اختلافها بالمناطق الأمنية الأربع، أرقاما مشجعة للموقوفين لتورطهم في جنح وجنايات أو متلبسين بأفعال جرمية والمبحوث عنهم، في حملات يتمنى الرأي العام استمرارها بالوتيرة نفسها، لإعادة ثقة الفاسيين في جهاز الأمن. الخطة تبدو محكمة كما التواصل غير المسبوق، في انتظار عودة الأمان كاملا إلى شوارع ودروب تحولت إلى شبح مخيف لعابريها ممن يتوخون خيرا في طاقم أمني يأملون تعزيزه وتكثيف وجوده أينما حلوا وارتحلوا سيما بالأحياء الهامشية ينبوع الجريمة وفتواتها، موازاة مع حلول اقتصادية واجتماعية لمشاكل تقف وراء ارتفاعها. أرقام مشجعة 2064 شخصا أوقفوا في الفترة بين 16يوليوز الماضي و4 غشت الجاري، لتورطهم في قضايا إجرامية مختلفة، 576 منهم موضوع مذكرات بحث، و1313 أوقفوا متلبسين بارتكاب جنايات وجنح مختلفة، 175منهم حاملون السلاح الأبيض بدون مبرر مشروع وفي ظروف من شأنها تهديد سلامة الأشخاص والأموال. أرقام راكمتها ولاية أمن فاس ومناطقها الأمنية الأربع، في تدخلاتها وحملاتها التمشيطية في إطار جهودها الحثيثة لمحاربة الجريمة بمختلف أنواعها، وتوقيف الأشخاص المتورطين أو المبحوث عنه من أجل جرائم خطيرة أو مقرونة بالعنف، خاصة بعد تعيين عبد الإله السعيد الوالي الجديد الوافد من البيضاء. وتشير أرقام الولاية إلى إيقاف 1791 شخصا وتنقيط 9673 آخرين أخلي سبيلهم بعد التأكد من عدم وجود أي بحث في حقهم، طيلة أسبوعين بدءا من 16 يوليوز، واعتقال 1153 متلبسا بارتكاب أفعال جرمية، و155 شخصا حاملين أسلحة بيضاء، مع وضع 599 دراجة نارية بالمستودع البلدي باعتبارها وسائل نقل لاقتراف السرقات. وتؤكد إلقاء القبض على 273 شخصا متورطا في سرقات بالعنف واستعمال السلاح الأبيض والاتجار في المخدرات والضرب والجرح، في يومين فقط (3 و4 غشت)، 93 منهم موضوع مذكرات بحث لارتكابهم أفعالا جرمية متنوعة، و160 أوقفوا متلبسين، منهم 20 شخصا حاملين السلاح، مع إخلاء سبيل 1479 شخصا بعد تنقيطهم. "ريع" القاصرين كشف رقم الموقوفين، ضلوع قاصرين في أفعال إجرامية مختلفة، سيما السرقة بمختلف أنواعها، وتسخير الكبار لهم لتنفيذ عملياتهم والاستفادة من «الغنيمة» وتحت الإكراه أحيانا، على غرار أولئك المتربصين بزبناء الحافلات أو من يستهدفون السرقة من داخل السيارات أو السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض. وأسفرت العملية عن إيقاف قاصرين بالحي الجديد ببنسودة متلبسين بسرقة أغراض شخصية من داخل سيارة، على غرار آخر بحي الحديقة بوادي فاس، فيما أوقف قاصر بمحطة باب الفتوح متلبسا بسرقة هاتف ذكي من فتاة، وضبط بحوزته هاتفان كان ينوي بيعهما بثمن زهيد، لشخص آخر ضبطت بمنزله 10 هواتف لم يبرر مصدرها. وظهر قاصر في فيديو نشر إلكترونيا، يتلقى ضربات من قبل شباب تجمعوا حوله بداعي تورطه في سرقة حقيبة يدوية لفتاة بالعنف، قبل اعتقاله وشريكه وشابين آخرين بينهما مصور الشريط، اللذين قدموا إلى المحكمة المختصة لمحاكمتهم وفق المنسوب إليهم، بعد اعتقالهم تباعا من قبل المصلحة الولائية للشرطة القضائية. ويعتبر القاصران الملقبان ب»دروكبا» و»الجدع» اللذان لهما سوابق قضائية متعددة، من بين القاصرين الذين سرقوا 6 أشخاص تحت التهديد بالسلاح الأبيض بمنطقة بن دباب، قبل اعتقالهما وشريكيهما «الفار» و»ولد الدار الكبيرة»، كما 4 قاصرين آخرين اعتقلوا ببنسودة متلبسين بحمل السلاح الأبيض. إصابات ومقاومة رافق اعتقال القاصرين المحجوزة لديهما أسلحة بيضاء، سقوط أحدهما أرضا أثناء مطاردته من قبل عناصر الشرطة، ما أدى إلى إصابته بكسر في رجله نقل إثره لقسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني لتلقي العلاج اللازم، على غرار حوادث عرضية تعرض إليها موقوفون أثناء مطاردتهم أو مقاومتهم لعناصر الأمن. وقاوم شاب ثلاثيني، له سوابق قضائية متعددة، عناصر فرقة للدراجين أثناء تدخلهما لاعتقاله بعدما أحدث ضوضاء وفوضى وهدد المارة بدروب المدينة العتيقة لفاس، وهو في حالة سكر طافح، واعتدى على بعضهم بينهم شاب أصيب بجرح غائر في رأسه بواسطة السلاح الأبيض، نقل إثره إلى قسم المستعجلات بالمستشفى للعلاج. وهدد المدعو «الزبيدة» بإضرام النار بجسده في تدخل لاعتقاله بجنان الورد، فيما عمد راكب دراجة نارية إلى إضرام النار فيها في الطريق إلى حي الليدو بعد مطاردته لارتكابه مخالفة، بينما كان لمواطنين دور كبير في إيقاف شاب يدعى «ولد ميمون» حاول وزميله «ولد كلاب» كان رفقته على متن دراجة نارية، سرقة مسنة بالنرجس. ولم يسلم أمنيون مكلفون بالتدخل، من الاعتداء على غرار شرطي حاول حجز دراجة نارية ارتكب سائقها مخالفة مرور، قبل أن يعنفه ويفر مرافقه بها، ليتم اعتقال الأول وتقديمه أمام وكيل الملك، قبل أيام قليلة من إيقاف مرافقه، بعد تداول فيديو موثق للاعتداء على نطاق واسع بمواقع إلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي. منابع المخدرات سعت مصالح الأمن في حملتها إلى تجفيف منابع تجارة المخدرات بمختلف أنواعها، باعتبارها مصدر غالبية الجرائم المرتكبة. وركزت على بعض الأشخاص المعروفين بسوابقهم في المجال. كما «فريميجة» الذي سبق لأمني أطلق الرصاص عليه بعوينات الحجاج، وسبقت متابعته في ملفات ورفقة طلبة في إحداها بداعي ترويج المادة بالجامعة. 84 غراما من الشيرا و3 هواتف و164 درهما. محجوزات ضبطت لديه بعد محاصرته بمحيط المركب الجامعي ظهر المهراز، بعد إيقافه الخميس بعد يومين من إيقاف شابين عشرينين بظهر المهراز، وبحوزتهما 610 غرامات من الشيرا وميزان إلكتروني و450 غراما من ممزوج الكيف و4 أسلحة بيضاء وسلاح لقطع الكيف و715 درهما. وداهمت عناصر الأمن بعين قادوس، «وكر» مروج للمادة بالحي الحسني بن دباب، الخميس 4 غشت الجاري، إذ حجزت عدة أسلحة بيضاء بينها سيف يسمى «ذو الفقار» وحاملة سيف و4 أجهزة للاتصال اللاسلكي محدودة التواصل بينه وبين مساعديه الذين اعتقل أحدهم، فيما لاذ مشغله بالفرار عبر السطوح. ومساء اليوم ذاته أوقفت المكنى «الديقا» وبحوزته 7 كيلوغرامات من المعجون الممزوج بالمخدرات مخبأة بإحكام بقفة وجاهزة للبيع، فيما أوقفت الشرطة السياحية شخصين بحي الزنجفور بالمدينة العتيقة، وبحوزتهما كيلوغرام من الشيرا مجهزة للبيع بالتقسيط، فيما أوقف أمن سيدي إبراهيم، مروجا بحوزته 72 حزمة من مسحوق الكيف مجهزة للبيع. نساء مجرمات اللافت للانتباه وجود نساء بين الموقوفين في هذه الحملات الأمنية، إحداهن عمرها 22 سنة، شاركت 3 أشخاص آخرين أوقفوا بدورهم بتنسيق بين المصلحة الولائية للشرطة القضائية وأمن صفرو، السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض بعد اعتراض سبيل مارة بالشارع العام بواسطة سيارة استغلوها في تنفيذ عملياتهم بمدينتي فاس وصفرو. تسلحت الفتاة بسكين من الحجم الكبير، وخرجت لاستعراض عضلاتها على مارة عزل قادهم حظهم العاثر إليها وشركائها، دون أن تدري أن ذلك لن يجلب لها إلا الويلات بعدما وجدت نفسها متابعة لأجل «تكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقة الموصوفة تحت التهديد بالسلاح والعنف واستعمال ناقلة ذات محرك وحيازة أسلحة بيضاء». سيف وأسلحة بيضاء متوسطة الحجم وأداة حديدية و4 هواتف محمولة خاصة بضحايا ولوحة إلكترونية وساعة يدوية وخواتم وسلسلة عنق. محجوزات ضبطت لدى الشبكة التي فككت إثر توصل المصالح الأمنية بشكايتين من صفرو و4 من فاس تتعلق كلها بالسرقة تحت التهديد بالسلاح، طالت هواتف ومبالغ مالية وحليا من المعدنين الأبيض والأصفر. استندت الشرطة على الأوصاف المدلى بها من الضحايا، للتعرف على هوياتهم قبل مباغتتهم في حالة تلبس بالسرقة بمدينة صفرو، إذ حاولوا الفرار عبر السيارة المستعملة من قبلهم وسيلة للتنقل السريع من مكان وقوع الاعتداء، لكن يقظة الفريق الأمني المكلف بالتدخل، مكنت من اعتقالهم واقتيادهم إلى ولاية الأمن للتحقيق معهم. أسلحة فتاكة غالبية الموقوفين ضبطت بحوزتهم أسلحة بيضاء من أحجام مختلفة، بعضها مصنوع محليا، بما في ذلك أداة واخزة تستعمل في الفلاحة (المدراة) المحجوزة لدى عائلتي «أولاد رموش و»أولاد هلك» المتناحرتين فيما بينهما بحفرة بنسليمان، اللتين ظهر أفرادهما يتقاتلان في فيديو نشر في يوتوب وبصفحات التواصل الاجتماعي سيما «فيسبوك». سيوف كبيرة وسكاكين مطبخ وأخرى صغيرة الحجم وعصي كراتيه مزدوجة بسلسلة تستعمل في فنون الحرب، بعض من أسلحة فتاكة استعانت بها العائلتان المعروفتان بطابعهما العدواني والعنيف تجاه بعضهما، في حربهما الضروس التي انتهت بإيقاف 6 منهم بعد مطاردات من قبل فريق أمني متنوع ومتعدد المهام. وعادة ما تستعمل مثل تلك الأسلحة التي يجهل مصدرها وأوراش صناعتها، في تنفيذ أعمال إجرامية سيما ما يتعلق بالسرقة تحت التهديد بها، و يتمنى الرأي العام المحلي أن تطول الحملات الأمنية وتتواصل بالوتيرة نفسها، وألا تكون مجرد «سبعة أيام د الباكور». ومن أشهر الجرائم التي استعملت فيها تلك الأسلحة، بتر يد شاب بحي كريو وقتل آخر بجنان الشامي بعد ساعات قليلة من وفاة آخر في نزاع دام بحي الرصيف، ومقتل شاب على يد نديمه في نزاع تافه بحي «بين المدون»، في جرائم غالبيتها لها ارتباط باستهلاك الخمر والمخدرات باختلاف أنواعها سيما الأقراص المهلوسة (القرقوبي).

فاس تستعيد أمنها تدريجيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استمرار الدعارة بإقامة بابليون بمراكش

تأثير الدين في اختيار الألوان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات