ربورتاج باب سبتة…الجحيم

معاناة يومية للعابرين والراجلين وأصحاب السيارات بسبب التشديد الأمني تحول معبر باب سبتة إلى معبر للعذاب اليومي، بالنسبة إلى العابرين، أو الزائرين وأكثر عذابا بالنسبة إلى المسافرين، الذين يضطرون للمرور عبر بوابة المدينة المحتلة، في دخولهم وخروجهم، منهم سياح مغاربة وأفراد من الجالية المغربية بالخارج. يشهد الممر الحدودي اكتظاظا غير مسبوق، خاصة بالنسبة إلى السيارات الوالجة للثغر المحتل، وذلك في أعقاب الإجراءات الأمنية المشددة، التي بدأت تنهجها السلطات الإسبانية، وتزايد أعداد العابرين بشكل كبير، دون أن تكون هناك بنيات تحتية مرافقة لتنظيم عملية العبور، سواء في الجانب المغربي أو الإسباني من المعبر. كما يعرف المعبر مرور ما لا يقل عن 20 ألف شخص يوميا، غالبيتهم من ممتهني التهريب المعيشي، وبعض منهم من العاملين بالثغر المحتل، ممن يضطرون بدورهم للاصطفاف إلى جانب آلاف العابرين، والانتظار طويلا في طوابير تمتد لكيلومترات بالنسبة إلى السيارات ولمسافات مختلفة بالنسبة إلى الراجلين. ومع بداية فصل الصيف، يرتفع عدد العابرين، خاصة ضمن عملية "مرحبا"، حيث آلاف المهاجرين المغاربة المقيمين بدول مختلفة، يفضلون المرور عبر باب سبتة، ينضاف لهم عدد آخر من السياح الراغبين في زيارة الثغر المحتل، دون نسيان الآلاف من ممتهني التهريب، كل هؤلاء يلتقون في ممرات ضيقة للغاية، في الدخول كما الخروج، أمر يؤدي يوميا لامتداد طوابير السيارات لأكثر من خمسة كيلومترات، بساعات انتظار طويلة ومملة للغاية. الشيء نفسه بالنسبة إلى الراجلين، وهم من مختلف الأعمار نساء ورجالا، ممن تم تجميعهم بشكل مستفز ومهين بين معابر الأسلاك المحيطة بنقطة التفتيش الإسبانية، حيث تم حشر المئات هناك وتضييق الخناق عليهم، من خلال المراقبة وتدقيق الهويات، كل ذلك بهدف تعطيل دخولهم وخروجهم، ما جعل بعضهم يحتج خاصة ممن يشتغلون بسبتة السليبة، وملزمين بالدخول في المواعد المحددة. تضييق الخناق عليهم بهذا الشكل، يدفعهم بين الفينة والأخرى للاحتجاج عبر الصفير والصراخ، وهو ما ينتظره المسؤولون الإسبان بهذه النقطة، ليسارعوا لإغلاق المعبر، وترك العابرين محشورين داخل الأنفاق السلكية لمدة قبل أن يعود الوضع لحاله الطبيعي، ويعاد فتح المعبر، حيث يكون الدخول بطيئا. وكشف مصدر مغربي جمعوي من سبتة المحتلة، أن الطريقة الجديدة التي تحاول السلطات الإسبانية نهجها حاليا، هي التقليل من عدد العابرين، أو بالأحرى التقليل من عدد المرات التي يدخل فيها بعض الحمالين في ذهابهم وإيابهم بين المعبرين. وأضاف أن هذا الموضوع كان محل نقاش واتفاق مع السلطات الأمنية المغربية بالنقطة الحدودية الوهمية ذاتها، إذ تم الكشف عن وجود حمالين يشتغلون لبعض شبكات التهريب يدخلون ويخرجون أكثر من خمس مرات في اليوم، وهم غالبا من يكونون سببا لتلك الهجومات، على حد تعبير مسؤول أمني إسباني هناك. وارتباطا بالموضوع نفسه، تم وضع أعداد إضافية من العناصر الأمنية الإسبانية بنقطة التفتيش التابعة للسلطات الاستعمارية بسبتة المحتلة، وغالبيتهم من عناصر مكافحة الشغب والتدخل السريع، الذين تم استقدامهم من العاصمة مدريد، والذين لم تحدد فترة عملهم هاته، إذ قدرت بعض المصادر عدد هؤلاء فيما يزيد عن 100 عنصر، يتناوبون عبر ثلاث فرق لكل واحدة فترة عمل خاص بها. كما رفعت السلطات المغربية بدورها من عدد عناصرها بالمعبر، خاصة في هاته الفترة التي تتزامن مع مرحلة العبور، سواء بالنسبة إلى العناصر الأمنية، الجمركية وكذلك متطوعي مؤسسة محمد الخامس للتضامن.. بهدف تسهيل عملية عبور الجالية بالأساس، وحل مشاكلها التي غالبا ما تواجهها في رحلتها الطويلة من الدول الأوربية مقر الإقامة في اتجاه المغرب. لكن غياب بنيات تحتية ملائمة لاستقبال الأعداد المتزايدة من العابرين من الجانبين، ، يقول مصدر مسؤول في السلطة المحلية، يجعل حال المعبر ينذر بمزيد من التشنج وبمزيد من المشاكل، وأنه يكاد يكون قنبلة موقوتة، في ظل تزايد نسب الإحتجاجات اليومية به. فيما السلطات السبتية تحاول في كل مرة التضييق أكثر على العابرين بهدف تقليل الضغط على المدينة المحتلة، متسببة في الاكتظاظ. بل إنها أحيانا تتعمد ذلك لتبرير مطالبها بفتح معبر خاص بالمهربين، يسمى معبر "البيوت"، والذي بنته منذ مدة وأصبح جاهزا للاستعمال، لكن السلطات المغربية ترفض فتحه لأنه سيكون عبئا إضافيا عليها، ويمكن أن يصبح معبرا يعترف رسميا بالتهريب والمهربين، وفق ما تراه بعض المصادر الجمركية المسؤولة، في حين أن المعبر هو فعلا أكبر ممر للسلع المهربة القادمة من الثغر المحتل. يوسف الجوهري (تطوان)

ربورتاج باب سبتة…الجحيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صوت المجتمع: سكان إقامة بالبرنوصي يستغيثون

كيتا يشعل خلافا بين توشاك والناصري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات