الحملة استغلت للإساءة إلى المغرب

حميد بحري أكد أن الأسر تساهم بشكل سلبي في تحريض أبنائها على الجريمة < كيف تعلق على حملة "زيرو كريساج" التي انتشرت على "الفيسبوك"؟ < هذه الحملة التي ظهرت بشكل فجائي، وهي مستوحاة من حملة "زيرو ميكا"، تزعمها شباب من أجل القضاء على الجريمة في الشارع العام. من خلال تتبعنا للظاهرة في الأيام الأولى، تبين أن أهدافها غير واضحة، وعندما التقيت في برنامج إذاعي على "راديو أطلنتيك" بشباب قادوا هذه الحملة على المستوى الوطني تبين أن رغبتهم، كانت مساعدة المصالح الأمنية من خلال إيجاد معطيات وأسماء المجرمين. هي مبادرة محمودة ولكن استغلتها جهات من خلال عرض صور وفيديوهات مفبركة أو موظبة بطريقة تخدم نواياها السيئة. مهما كان الحال، فنحن في ولاية الأمن، نتعامل مع كل ما ينشر على "الفيسبوك"، باعتباره وشاية يتم بموجبها إشعار النيابة العامة للقيام بالإجراءات القانونية من أجل الوصول إلى الحقيقة المعبر عنها في تلك الصور. وبالفعل توصلنا عبر التتبع، بعد تكليف خلية بالمنطقة الأمنية أنفا، بمتابعة ما يجري عبر المواقع الاجتماعية، تبين أن عدد قليل من هذه الصور والفيديوهات صحيحة، في حين أن أغلبها إما قديمة أو أنها وقعت في دول أخرى ونسبت إلى المغرب، أو فيديوهات تم توضيبها بغاية الإثارة. بطبيعة الحال، من خلال عملية تتبع المواطنين لما ينشر، شعرنا بزعزعة الثقة في الأمن لدى المواطنين، إذ بدؤوا يفقدون شيئا ما الإحساس بالأمن الذي كانوا يشعرون به عادة في مجتمع كان فيه منسوب الجريمة عاديا، ما دفعنا إلى الخروج إلى التواصل مع مختلف وسائل الإعلام، من أجل شرح الحقيقة وتوضيح أن إحصائيات الجريمة في المغرب بصفة عامة وبالبيضاء خاصة، تتناسب مع الجريمة المتعارف عليها. < هل تتهمون جهات معينة، بفبركة الصور للإساءة إلى المغرب؟ < أعداء المغرب متعددون. لاحظنا أن دول الجوار تستهدف أمن المغرب من خلال إغراقه بالأقراص المهلوسة، ينضاف إلى ذلك، تورط أشخاص من جنسيات مختلفة في ترويجها، وليس مستبعدا أن تكون هذه الحملة وراءها جهات خارجية وداخلية. نحن لم نقف عند هوية الجهات المحركة لها، بل اعتبرناها موجة، نتعامل معها في إطارها العادي ومحاولة تطويقها من جميع النواحي، لأننا ملزمون بالحفاظ على أمن وسلامة المواطنين. < شاهدنا حملات أمنية مكثفة بعد هذه الحملة، ما تعليقك ؟ < أريد أن أوضح مسألة في غاية الأهمية، الحملات الأمنية التي تقوم بها الشرطة على صعيد ولاية أمن البيضاء تكون يومية، وحتى يشعر المواطن بإحساس أكبر بالأمن، كثفنا عملياتنا، إذ لامسنا أن المواطن صار يأمل أن يرى الشرطة في الشارع العام حتى يكون أكثر اطمئنانا، خصوصا شرطة الزي، أصبحنا نكثف الجولات والوجود في الساحة العمومية والأحياء الشعبية والأسواق والشواطئ. هذه الرغبة، نحققها تماشيا مع الإمكانيات المادية والبشرية التي نوفرها، وفي إطارها القانوني دون تجاوز منسوبها الأمني العادي، حتى لا تكون هناك تأويلات، من أي جهة ما. < عدد الأمنيين بالبيضاء لا يتجاوز خمسة آلاف شرطي، ألا يعتبر عائقا في توفير الأمن؟ < نجن نشتغل بطريقة إستراتيجية في العملية الأمنية، والتي تقتضي الدراسة، إذ نتوفر في المصلحة الولائية للاستعلامات العامة على خلية لتحليل المعطيات الجنائية بولاية البيضاء الكبرى، ومن خلال هذه المعطيات، نتوجه مباشرة إلى البؤر التي تشهد ظواهر إجرامية معينة. هذا البعد الاستقرائي، للإحصائيات المتوفرة، مكننا من نجاعة التدخلات، لا على مستوى الجرائم المرتكبة، بل حتى في محاربة ظواهر إجرامية، مثل بيع المخدرات، والأقراص المهلوسة، التي حملتها الدراسات المسؤولية الأكبر في عدد الجرائم المرتكبة. لهذا تعاملت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بصرامة مع هذا الموضوع ونجحت في اعتقال عدد من مروجيها، تبين أنهم ينشطون على المستوى الوطني، وحجزت أعدادا كبيرة منها، بلغ مثلا 10 آلاف قرص في وجدة و2000 في طنجة. < البعض يحمل الأسر مسؤولية انتشار الجريمة، ما أريك؟ < أظن أن تحريض الأسر لأبنائها للتورط في الجرائم لا يتم بشكل مباشر، بل هناك تحريض سلبي، يتجلى من خلال مساندة للأبناء المعتقلين، ما يزيغ العقوبة عن أهدافها، أي أن فلسفة العقاب في المغرب، مع التطور الحالي الذي تنهجه الدولة في مجال حقوق الإنسان، وكل المواثيق الدولية المتعلقة بالسجناء، تجعل الأسر تتعامل بشكل سلبي، من خلال الاهتمام الزائد بالسجين، وتقديم «الكفة» التي تتضمن وجبات لم يعتد على تناولها قبل اعتقاله. هذه أمور سلبية تؤثر بشكل كبير على العقوبة، ونتيجتها ارتفاع حالات العود. للأسرة دور تربوي، لكن أسر كثيرة بهذا السلوك، تخلق جيلا منحرفا، خصوصا في الأحياء الهامشية، يتأثر بسلوكات شاذة، لا تنسجم مع سماحة الدين الإسلامي ولا العادات والتقاليد التي عشناها. ما يقال على الأسرة يقال عن المدرسة، لأن هؤلاء الجانحين، هم نتاج المجتمع والأسرة والمدرسة والتكوين، فهم لم يأتوا من عالم غريب، بل «أبناؤنا» وعلى كل فاعل تحمل مسؤوليته حسب موقعه لتصحيح هذا الوضع. < وقعت جريمة بشعة في حق مغربيين من الديانة اليهودية وقيل الكثير عن بشاعتها، نريد توضيحا حول ملابساتها؟ < بالنسبة إلى هذه الجريمة، ارتكبها بستاني في حق مغربيين من الديانة اليهودية، بطريقة بشعة من أجل الحصول على منفعة مادية، ففكر تفكيرا أحمق، انتهى به في السجن. للأسف الزوجان الضحيتان يهوديان مغربيان صالحان، ولدا بمكناس، رفضا مغادرة المغرب، بل دافعا عن وحدته الترابية بشكل فعال، الأكثر من ذلك أنهما كان مناضلين في كل المعارك التي خاضها المغرب على عدة مستويات. هذه الجريمة لا يقاس عليها، لأن المتهم اعترف أنه تورط فيها من أجل السرقة، لا كما حاولت جهات ربطها بمعاداة السامية.

الحملة استغلت للإساءة إلى المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اليزمي يطالب بالحبس في الإثراء غير المشروع

أمن البيضاء ... هذا ردنا على"زيرو كريساج"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات