أمن البيضاء … هذا ردنا على”زيرو كريساج”

الأمن نجح في فك لغز أزيد من 44 ألف جريمة بنسبة زجر بلغت 87% أعادت حملة "زيرو كريساج" النقاش حول فعالية الأمن بالبيضاء للحد من الجريمة، إلى الواجهة. الحملة بدأت بنوايا حسنة، عبر عرض صور وأشرطة فيديو لجانحين متلبسين بالجريمة، لكن ، كما هو الأمر في كل المبادرات الحسنة، تحرف أهدافها، وتتحول إلى ابتزاز ضمني للدولة عبر عرض أشرطة فيديو مفبركة، غالبا ما تقع أحداثها في دول أخرى خصوصا بأمريكا اللاتينية وتنسب إلى المغرب. يبقى السؤال الأكبر، هل يمكن القضاء نهائيا على الجريمة؟ صحيح أنه مطلب الجميع ليس في المغرب بل كل دول العالم، لكن كما قال عالم الإجرام الإيطالي "دي توليو" إن مجتمعا دون جريمة غير سوي، ويخضع لممارسات ديكتاتورية، ويزيد هذا العالم تفسير نظريته، بالتأكيد أن في كل إنسان عوامل تدفعه إلى الإجرام وأخرى مانعة، وظروفه تجعل كفة هذه الجهة تميل على أخرى، ليختم أن الجريمة تعبير عن الحرية بالمجتمع، لكن شرط ألا تتجاوز المعدل المتوسط. يعترف المسؤولون الأمنيون بحالات يومية للجريمة، إذ يؤكدون أنهم يحيلون يوميا أزيد من 200 موقوف على النيابة العامة المختصة، لكنهم يستدركون أنها عادية ومسيطر عليها، بسبب اليقظة الأمنية والتخطيط المحكم والتنسيق بين كل المصالح المعنية. النجاعة الأمنية حاضرة بقوة، تكشف أرقام ولاية أمن البيضاء عن ذلك، بشكل واضح، إذ خلال ستة أشهر الأخيرة تم إيقاف 45125 شخصا، من بينهم 31798 في حالة تلبس بارتكاب الجريمة، أي أن عيون الأمن ترصدتهم وأوقفتهم لحظة شروعهم في ارتكاب الجريمة. من بين الموقوفين أيضا، 13329 مبحوثا عنهم، وهو رقم يكشف مدى التنسيق المحكم بين مختلف المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن البيضاء، للإيقاع بهؤلاء المتهمين. بلغ عدد القضايا المسجلة أزيد من 50 ألفا، نجح الأمن في فك أزيد من 44 ألفا منها، بنسبة الزجر بلغت أزيد من 87 %. كما نجحت المصالح الأمنية بالبيضاء، على مستوى محاربة المخدرات، خلال المدة المذكورة، في حجز ثلاثة أطنان و685 كيلوغراما من مخدر الشيرا وطن و635 كيلوغراما من الكيف، إضافة إلى 76 كيلوغراما من المعجون و أزيد من 33 كيلوغراما من الكوكايين. أما بخصوص الأقراص المهلوسة التي تشكل المعضلة الكبرى لمصالح الأمن بحكم خطورتها على المجتمع وتورط مدمنيها في ارتكاب الجريمة، بلغ عدد محجوزاتها أزيد من 49 ألف قرص مهلوس، رقم مخيف، لكنه يكشف أن المسؤولين الأمنيين جعلوا محاربتها من الأولويات الكبرى لضمان مجتمع آمن من الجريمة، سيما بعد تورط دول الجوار خصوصا الجزائر، في تهريبها إلى المغرب. هذه الإحصائيات تحمل دلالة واحدة أن الأمن بالبيضاء على خير، والجريمة متحكم فيها، صحيح أنه تقع بعض الفلتات والأحداث الشاذة، لكنها تبقى معزولة، كما الأمر في جرائم القتل، خصوصا قتل بستاني لمواطنين مغربيين من الديانة اليهودية، لكن الملاحظ أنه ما أن ينتشر خبر وقوع الجريمة، يليه على الفور خبر فك لغزها واعتقال المتهم ما يكشف بالدليل على النجاعة الأمنية التي وراءها جنود الخفاء، لهم كفاءة كبيرة في الجانب التقني والعلمي للجريمة. مصطفى لطفي

أمن البيضاء … هذا ردنا على”زيرو كريساج”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحملة استغلت للإساءة إلى المغرب

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات