لا تكاد تنتهي مصائب السكان المتضررين من فيضانات 2002 بالمحمدية حتى تبدأ من جديد في دورة سيزيفية منهكة لا يملكون حيالها سوى رفع الأكف إلى السماء وطلب اللطف، وهم مستسلمون إلى أحكام القدر.منذ التحاقهم بشققهم الجديدة التي استفادوا منها بحي رياض السلام، مازال المتضررون يجترون المشاكل نفسها، وقد مرت 14 سنة تقريبا على كارثة طبيعية وإنسانية أتت على مساكنهم وممتلكاتهم وشردتهم لأشهر في الشارع.فإلى حدود اليوم، لم يتوصل السكان المتضررون بما يفيد ملكيتهم للشقق التي استفادوا منها، ويضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من تشريدهم وطردهم منها لأي سبب. وقال السكان إنهم راسلوا جميع الجهات وبعثوا بتظلماتهم إلى المسؤولين المتعاقبين على شركة العمران بالرباط من أجل تسوية هذا المشكل، وفتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب عدم استكمال إجراءات التحفيظ والتسجيل الخاصة بالشقق التي استفادوا منها.وربط المتضررون منذ 2002، الاتصال بجميع المسؤولين من أجل استكمال هذا الملف، كما راسلوا مكاتب العمران والموثقة المكلفة بالمشروع ومندوبية الإسكان والجماعة الحضرية بالمحمدية، دون أن يتلقوا أي جواب، إذ مازالت الشقق معلقة على خيوط عنكبوت قد تنقطع في أي لحظة.ولأن المصائب لا تأتي فرادى، قال السكان إن مشاكل التحفيظ والتسجيل أضيف إليها في السنوات الأخيرة مشكل أخطر، حين عمد قاطنو الشقق العلوية إلى بناء طابق جديد وغرف في سطوح العمارات والاستيلاء بالتالي على الملكيات المشتركة لجميع السكان.وقال السكان المتضررون، في رسالة إلى العامل، إن الوضع يدعو إلى القلق، ليس فقط بسبب حرمان جزء من السكان من حقهم في استغلال السطح، في إطار الملكية المشتركة، بل في تهديد حياتهم وحياة أبنائهم بالموت في أي لحظة، نظرا إلى أن دعامات المنازل ومكونات بنائها لا تتحمل إضافة طابق ثالث قد ينهار، يوما، فوق الرؤوس.وطالب السكان السلطات الإدارية بفتح مسطرة تحقيق وإرسال لجنة من الخبراء لمعاينة البناءات الجديدة ووضعيتها القانونية، وإعداد محاضر وتقارير معاينة لتقدير حجم الخطر الذي يهدد المتضررين الذين أكدوا أنهم كلما تحدثوا في هذا الموضوع مع جيرانهم تعرضوا إلى وابل من السب والشتم والاعتداء المعنوي.ي. س