زيارة مفاجئة: مستشفى الحسني… فوضى واحتجاجات في بداية رمضان

حاكمته اعتقلت طاقم "الصباح " واستدعت الشرطة للتحقيق معه والتهمة الدخول إلى المرفق دون إذنها خلصت دراسة أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط، خلال رمضان الماضي، أن المغاربة يخصصون وقتا أقل للعمل بحوالي 47 دقيقة، في المتوسط، مقارنة بساعات العمل في الأيام العادية. ويتجلى هذا التراجع في العمل بشكل جلي في عدد من الإدارات والمرافق العمومية. لذا قررت الصباح القيام بزيارات مفاجئة لعدد من الإدارات العمومية من أجل ترصد أي مظهر من مظاهر التسيب التي تكثر خلال شهر الصيام. كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف من صباح أول أيام رمضان عندما قررت الحاكمة في أمر مستشفى الحسني بالبيضاء اعتقال طاقم "الصباح" واستدعاء الشرطة للتحقيق معه، والتهمة، حسب السيدة الحاكمة، تجرؤنا على الولوج إلى بناية المستشفى دون إذن سيادتها وكأن الأمر يتعلق بملكيتها الخاصة وليس بمرفق عمومي مفتوح في وجه العموم. لكن يبدو أن المسؤولة لا ترغب في ولوج الصحافة إلى مرافق المستشفى لكشف المستور وسوء التدبير الذي يعانيه المرفق.تجمع العشرات من المواطنين من ذوي الاحتياجات من أجل التسجيل في الشباك المخصص لنظام المساعدة الطبيـــــة "راميد" وآخرون ينتظرون دورهم لتقديم ملفات التأمين الإجباري على المرض. علامات التذمر بادية على وجوه عشرات المرضى وأهاليهم الذين ينتظرون أن يأتي دورهم من أجل إتمام الترتيبات الإدارية للاستفادة من العلاجات. فوضى عارمة داخل المستشفى زادتها أجواء الصيام ارتباكا وجعلت أعوان الحراسة يصولــــــــون ويجــــــولون داخل المستشفى، إذ تحولوا إلى إداريين يتدخلون في شؤون المرضى ويسألونهم عن كل الأمور، في حين أن مهامهم تنحصر في تأمين الحراسة وضمان الأمن والسلامة داخل المؤسسة. امرأة في العقد السادس من عمرها تسأل عن دورها للولوج إلى شباك "راميد" من أجل تقديم وثائقها، فيجيبها حارس الأمن "انتظري إلى حين سماع رقم ترتيبك"، ويبدو أن الانتظار سيطول، إذ أن ترتيبها 21، في حين أن الشبابيك ما تزال مقفلة والساعة تشير إلى التاسعة والربع صباحا. تعالت في إحدى الزوايا الأصوات، وذلك بعد أن احتج شاب على طريقة تعامل أحد رجال الحراسة معه، إذ اعتبرها مستفزة، قبل أن يقرر مغادرة المستشفى بعد تدخل بعض الأشخاص الذين ينتظرون دورهم.في الجهة المخصصة للاستشارات الطبية هناك عدد من الأشخاص ما يزالون ينتظرون، في صمت، أن يحظوا باستقبال الطبيب للكشف عن حالاتهم. وتظل حالة التذمر بادية على وجوه العديد من الوافدين على هذا المرفق، الذي يعاني كل مقومات الوحدة العلاجية والاستشفائية.أثارت تحركات طاقم "الصباح" داخل مرافق المستشفى انتباه أحد حراس الأمن الذي قصدنا ليطلب مني تمكينه من هاتفي وأمام رفضي القاطع اتصل بمديرة المستشفى لإخبارها بالأمر فلم تتردد في مطالبته استدعاء رجال الأمن للتحقيق معنا وكأننا مجرمان تم ضبطنا في حالة تلبس. مكثنا بالمستشفى حوالي ساعة إلى حين قدوم رجال الأمن، الذين تفهموا طبيعة عملنا، لكن "الحاكمة" كانت مصرة على متابعتنا بتهمة الولوج إلى المستشفى دون إذنها ودون الحصول عل ترخيص، وكأننا سنلج إلى منطقة عسكرية أو إستراتيجية أو تدخل في نطاق أمن الدولة. ويبدو أن الدكتورة المسؤولة عن تدبير شؤون هذا المرفق تناست أن دستور 2011 أقر في بابه الثاني، المتعلق بالحريات والحقوق الأساسية، أن "للمواطنات والمواطنين حق الحصول على المعلومات، الموجودة في حوزة الإدارة العمومية، والمؤسسات المنتخبة، والهيآت المكلفة بمهام المرفق العام. ولا يمكن تقييد هذا الحق في المعلومة إلا بمقتضى القانون، بهدف حماية كل ما يتعلق بالدفاع الوطني، وحماية أمن الدولة الداخلي والخارجي، والحياة الخاصة للأفراد".لكن "الحاكمة" تعتبر أن هذه المقتضيات الدستورية لا تعنيها، ما دامت تعتبر المرفق تحت إمرتها يجب أن يدبر وفق إرادتها وتبعا لأوامرها. لذا أصرت على متابعة طاقم الصباح قبل أن يتم إقناعها بالتخلي عن المتابعة، غير أنها ظلت مصرة على أن تظل الصحافة خارج المستشفى عندما طالبت بإتلاف الصور وعدم تردد الصحافة مرة أخرى على وحدتها الاستشفائية.عبد الواحد كنفاوي

أسر منكوبة بمراكش بعد انهيار منازلها

أولمبيك خريبكة ... موسم المعاناة

مقالات ذات صلة