استنفار أمني بعد سرقة هاتف زوجة سفير

اعتقال 110 أطفال بمراكش ضمنهم تلاميذ يخلف ردود أفعال حقوقية قوية استنفرت عناصر الأمن بمراكش، الأحد الماضي، مختلف عناصرها بحثا عن مقترفي سرقة هاتف محمول خاص بزوجة سفير، قبل أن تسفر العملية عن اعتقال 110 أطفال.وعلمت «الصباح» من مصادر مطلعة أن تحرك العناصر الأمنية وقيامها بحملات للبحث عن سارق الهاتف المحمول، جاء بعد شكاية تلقتها المصالح الأمنية من قبل زوجة السفير، المنتمي إلى إحدى الدول الأوربية، تؤكد فيها تعرضها للسرقة من قبل قاصر.وقالت المصادر ذاتها إن التعليمات أعطيت بإيقاف كل مشتبه فيه من الأطفال، خاصة المتشردين أو المتعاطين للتسول، لتشن عناصر الأمن حملة واسعة النطاق بمنطقة «ليفيرناج» وبعض أحياء المدينة، أسفرت عن اعتقال 110 أطفال.ووصفت مصادر «الصباح» الحملة الأمنية بـ «العشوائية» بالنظر إلى أنها طالت بعض القاصرين التلاميذ تم اقتيادهم إلى مقر الدائرة الأمنية الأولى قبل وضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة.وقالت المصادر ذاتها إن تحقيقا فتح مع المشتبه فيهم انصب بالأساس حول علاقتهم بسرقة هاتف زوجة السفير، وما إذا كانوا على معرفة بالسارق، كما طلبوا منهم تزويدهم بمعلومات عن الأطفال المتشردين الذين يتعاطون سرقة الهواتف عن طريق النشل أو الخطف. ووجدت عناصر الأمن نفسها أمام الباب المسدود بعد أن لم تهتد إلى سارق الهاتف المحمول الخاص بزوجة الدبلوماسي، قبل أن تعيد تكييف التهمة الموجهة إلى الأطفال القاصرين إلى التشرد والتسول، ليحالوا بعد ذلك على ممثل النيابة العامة بابتدائية مراكش. وخلفت الاعتقالات العشوائية حالة غضب في صفوف بعض آباء الأطفال القاصرين، معتبرين أنهم أوقفوا بدون موجب حق، كما أن العديد من الآباء، من بينهم موظفون ومتقاعدون، لم يعرف مصير ابنه، بعد أن لم تربط عناصر الشرطة الاتصال بهم لإخبارهم بإيقاف أبنائهم.وقال شقيق أحد الأطفال الذين ألقي عليهم القبض، في تصريح للجريدة، إن عملية الاعتقال التي وصفها بالعشوائية وغير المبررة طالت ثلاثة تلاميذ قاصرين بينهم أخوه حينما كانوا يلعبون كرة القدم رفقة زملائهم بجوار مسجد الكتبية.وأشار المتحدث إلى أن أسر الأطفال لم يتم إخبارها بأمر الاعتقال ما جعلها تعيش لحظات من المعاناة وهي تفتش عن فلذات أكبادها قبل أن يهتدي بعضها إلى الاتصال بمصالح الأمن التي أبلغتها بنبأ اعتقالهم. واعتبر عمر أربيب، الناشط الحقوقي وعضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، «اعتقال هذا العدد الهائل من الأطفال للوصول إلى السارق بمثابة عبث، متهما النيابة العامة التي أمرت بذلك بأنها غير مسؤولة ولا تحترم المقتضيات القانونية». وأضاف أربيب أن عمليات الاعتقال الواسعة التي شنتها عناصر الأمن سببت حالة من الهلع والرعب في وسط العائلات والأسر التي لم تعرف مصير أطفالها بسبب عدم إبلاغها بواقعة الاعتقال، وشدد على ضرورة فتح تحقيق حول اعتقال هؤلاء الأطفال بدون مبرر، سيما وأن أسرهم تتحدث عن تعرضهم للتعنيف في «ضيافة» الشرطة.محمد الهزيم (مراكش)

استنفار أمني بعد سرقة هاتف زوجة سفير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

25 سنة سجنا لـ 4 دركيين قتلوا "بائع الحرشة"

الداخلية تطيح بسبعة برلمانيين مفسدين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات