تجارة في خدمة الإرهاب

قضية الملياردير العلواني كشفت توجيه عائدات المواد الفاسدة إلى أسر "داعش" بالمغرب في زمن غير بعيد، كان يكتب على مواد مصنعة محليا أن بشرائها “تساهمون في تنمية الاقتصاد الوطني”، لكن سقوط إمبراطورية المواد الفاسدة ومستودعات تخزينها لصاحبها الملياردير سعيد العلواني، فرض تداول شعار جديد بين المتندرين، ويقول: “إنكم بشراء المواد الفاسدة تساهمون في تمويل داعش”.وبالعودة إلى تفاصيل تلك القضية، يتبين أن كثيرا من المتاجرين في المواد الغذائية الفاسدة، لا يبحثون فقط عن الربح السريع على حساب الصحة العامة، بل تحتكم ممارساتهم إلى قناعات فكرية ومسوغات دينية، تجعل من المخدرات والدعارة والغش في التجارة، وسائل مبررة للوصول إلى غاية يطبلون لها بوصفها نبيلة وترضي الله.وفي هذا الصدد، فالملياردير العلواني، الذي أطاح به المكتب المركزي للأبحاث القضائية في أكتوبر الماضي، لم يتردد في نسج علاقات قوية مع أنصار العقيدة الجهادية، في فاس، ليتمركز راعيا لهم ولأسرهم، سيما زوجات معتقلي السلفية الجهادية وفدائييها، كأرملة عبد الحق بنتسير، قيادي في هجمات 16 ماي 2003 الأليمة، وغفران فرخي، أرملة الإسلامي الجزائري عمر سايح، المقتول في أفغانستان.لا يعرف إن كانت فتوى ما، هي التي أوحت للعلواني بأن التبييض الشرعي لأموال الإفساد الغذائي يمر عبر دعم الأصولية والإرهاب، لكن ما وصلت إليه التحريات، يستنتج منه أن آلاف المستهلكين الذين أقبلوا على اقتناء مواد العلواني الفاسدة بأسعارها الرخيصة، كانوا من حيث لا يدرون يكبحون التنمية التي من شأنها الرفع من قدرتهم الشرائية، لما كان العلواني يوجه العائدات إلى مشاريع زعزعة الاستقرار بالمغرب، وتشريد ملايين الأسر الكردية واليزيدية والعربية بسوريا، بتمويله لمقاتلي “داعش”.ومن الوقائع الدالة على ذلك، وأبرزتها التحقيقات، أن العلواني، الملياردير المتخفي في مظهر الثقاة، استضاف عائدين من “داعش”، وبقي على اتصال بصهره عز الدين بريك، المقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي “جبهة النصرة”، وشقيقه محمد بريك، المقاتل تحت لواء تنظيم “داعش”، كما وقف خلف تمويل التحاق سناء زغديدي، أرملة عز الدين بريك المشار إليه، إلى جبهات القتال السورية العراقية.لم تكن زعزعة الاستقرار تتطلب من العلواني غير كثير من الجشع ومنتوجات غذائية غير صالحة للاستهلاك، من قبيل التمور والعصائر والمربى، والبسكويت، ومستودعات للتخزين وآلات لإعادة التعليب وتغيير التواريخ، ومع ذلك، فمشاريعه كانت لتجهض من أصلها، لو كانت هناك لجان مراقبة في الأسواق رجالاتها يتمتعون بضمائر حية، ومستهلكون فطنون ومنتبهون إلى ما يقتنونه قبل المجيء بالقفف إلى مطابخ بيوتهم، لذلك يبدو مهما اليوم، أن يعي كل مستهلك أنه بشرائه مواد فاسدة، يساهم في تمويل الإرهاب ويخرب الوطن.امحمد خيي

تجارة في خدمة الإرهاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رمضان... الغش بأرخص الأثمان

ازدواجية التدين والغش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات