ازدواجية التدين والغش

هاجسها الربح السريع وحملات للدرك والأمن فضحت صورا منها غالبا ما يعتمد مروجو السلع المغشوشة أو الفاسدة، إلى الظهور بوجه المتدين الذي يخشى الله، لإخفاء الحقيقة والبقاء بعيدا عن الشكوك، وتنضاف إلى تلك الصورة، سلوكات أخرى، تجعل المتعاملين يسقطون تحت سطوة الظاهر، فيما الخفي، سلوكات لا يقترفها حتى الملاحدة، ومن ضمنها إغراق الأسواق الشعبية التي يقتات منها الفقراء والبسطاء حاجياتهم، سواء تعلق الأمر بالمواد الاستهلاكية أو غيرها من المواد الأخرى.ولم يكن لمجموعة من المشكوك في أمرهم أن يفتضحوا، لولا سقوطهم في حملات عادية، ومن أشهر القضايا التي استأثرت باهتمام الرأي العام، قضية مالك شركة العلواني الأندلس بفاس، المختصة في بيع المواد الغذائية بالجملة، والتي كانت ضمن أولى العمليات التي أنجزها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بعد ضبط أطنان من المواد الفاسدة لدى المشتبه فيه، قبل أن تنتهي الأبحاث إلى أن الأمر لا يتعلق بالغش والتدليس فحسب، بل بارتباطه بتمويل تنظيم إرهابي.العلواني الذي فضحت عناصر بسيج اغتناءه بالغش في المواد الاستهلاكية، لتمويل المتطرفين وعائلاتهم، تبين أنه مباشرة بعد زواجه أخت شقيقين مقاتلين في العراق وسوريا والمطلوبين للعدالة، وطد علاقته مع أبرز وجوه هذا التيار المتطرف في فاس. وقادت التحقيقات التي باشرها المكتب المركزي للتحقيقات القضائية إلى كشف علاقاته مع أسر معتقلي السلفية الجهادية، والدعم المالي الذي كان يقدمه في هذا الإطار، وانطلقت التحقيقات بعد اكتشاف ضلوعه في بيع وترويج المواد الغذائية الفاسدة المضرة بصحة المواطنين. في ذلك الملف تم حجز كمية إجمالية من المواد الغذائية الفاسدة منتهية الصلاحية قوامها 227 طنا و335 كيلوغا، بالإضافة إلى 10 آلاف لتر من العصائر الفاسدة في مستودعات، تعود لشركة العلواني في كل من فاس وإمزورن والبيضاء وورزازات وطنجة ومراكش ووجدة. كما أفضت التحقيقات إلى كشف مجمل التلاعبات المتمثلة في تغيير تواريخ المنتوجات الفاسدة، لتضليل الزبناء.بعيدا عن العلواني، تكشف الجولات التفقدية لعناصر محاربة الغش وزجر المخالفين، عن مواد فاسدة تباع للمواطنين، أو تعمد الربح بشتى طرق الاحتيال، إذ قادت جولة سابقة لعناصر حفظ الصحة بالنواصر، مدعومة بالدرك الملكي، إلى فضح جزار ملتح، لا يتوقف عن استخدام أشرطة مختلف المقرئين من مرتلي ومجودي القرآن.وفضح التفتيش المباغت للملقب ب"الحاج" المعروف بلحيته التي غزاها الشيب، تعمده تجميع لحوم فاسدة ووضعها في إناء بلاستيكي قريب من آلة فرم اللحم، إذ ما إن يطلب الزبون كمية من اللحم المفروم، حتى يدس وسطها كمية أخرى من اللحم الفاسد، ويرمي الكل في آلة الفرم، ويضيف إليه التوابل، حتى لا يكتشف أمره.وتوقفت عناصر اللجنة بالمحل سالف الذكر، لتفاجئ الحاج الذي لم يتمكن من إخفاء الآنية البلاستيكية كبيرة الحجم، ليخرجها احد أعضاء اللجنة وقد مال لون القطع الموجودة فيها إلى الزرقة.وحرر محضر في النازلة، فيما ظل الحاج مشدوها ينظر إلى عناصر اللجنة الذين لم تغرهم محاولات الاستمالة لغض الطرف.وتكثر عمليات الغش في المواد الغذائية، في الأسبوعين الأخيرين من شعبان وجل أيام رمضان، إذ أن كثرة الطلب تدفع الغشاشين إلى ابتداع أساليب احتيالية، لإبعاد الشكوك عنهم. المصطفى صفر

ازدواجية التدين والغش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجارة في خدمة الإرهاب

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات